21 دولة تبحث اليوم: كيف نوقف «داعش»؟!

21 دولة تبحث اليوم: كيف نوقف «داعش»؟!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

يعقد القادة العسكريون للدول الغربية والعربية، المشاركة في التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» اجتماعاً في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن اليوم، لبحث استراتيجية مواجهة التنظيم، واحتمال إدخال تعديلات عليها في ظل استمرار تقدم عصابات التنظيم ميدانيا، سواء بتعزيز تغلغلها في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، أو من خلال اقتلاع القوات العراقية من قضاء هيت في محافظة الأنبار.
واغتنم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، مناسبة «عيد الغدير» ليحذر من مخططات أميركا وحلفائها للمنطقة، معتبراً أنهم يحاولون من خلال المحاربة الصورية لـ«داعش»، أن يثيروا العداء بين المسلمين، فيما دافع «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني عن سياسة تركيا بشأن أكراد سوريا موضحا انه «ليس لدينا أدلة بخصوص دعم أنقرة لتنظيم الدولة الإسلامية».
ويجتمع القادة العسكريون في 21 بلداً عضواً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» اليوم في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن. وسيضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في التحالف، بالإضافة إلى دول عربية تقوم بدور في الغارات الجوية ضد «الدولة الإسلامية».
يشار الى انه لا استراتيجية موحدة لدى الدول المشاركة في هذا التحالف، حيث إن بعضها يشارك في الغارات على «داعش» في العراق ويسلّح أكراد العراق، ويرفض «حلفاء» آخرون أي مشاركة في الحرب السورية، فيما تطالب تركيا، بدعم من فرنسا، بمنطقة عازلة وحظر جوي فوق شمال سوريا وهو ما ترفضه واشنطن ودول اخرى.
ويعقد في الوقت ذاته اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس. وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قد قال إن كيري شكر نظيره الفرنسي لوران فابيوس على مشاركة باريس في الغارات ضد «داعش» و«تعزيز المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة».
وبرغم إعلان كيري، أمس الأول، أن التركيز يجب أن يكون حاليا على العراق، فإن «داعش» واصل تقدمه في الأنبار المتاخمة لسوريا. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار أحمد حميد إن قوات الجيش العراقي انسحبت من معسكر هيت غرب البلاد، بهدف حماية قاعدة «البغدادي» ما أدى إلى سيطرة «داعش» على قضاء هيت بالكامل.
وبذلك قلصت هجمات «داعش» من سلطات الحكومة العراقية في محافظة الانبار إلى حدها الأدنى، واشتد الطوق حول الرمادي التي يسيطر «الدولة الإسلامية» على أجزاء منها. وقال مسؤول دفاعي أميركي إن موقف الجيش العراقي في الانبار «ضعيف». وأضاف انهم «يتلقون الدعم ويصمدون في مواقعهم لكن الأمر صعب» معرباً عن اعتقاده أن «وضع الجيش هناك هش حاليا». وقتل 30 شخصا، وأصيب حوالي 50، في انفجار 3 عبوات في مدينة الصدر والكاظمية في بغداد.
وبعد ساعات من شن طائرات أميركية وسعودية تسع غارات على عين العرب، سيطر «داعش»، للمرة الأولى، على مبنى وسط المدينة بعد يوم طويل من الاشتباكات مع المقاتلين الأكراد تخلله تفجير انتحاريين لثلاث سيارات.
وتدور المعارك بين عناصر «داعش» والمقاتلين الأكراد على بعد أقل من كيلومتر من الحدود التركية، التي أقفلتها أنقرة بوجه الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال إلى جانب المدافعين عنها.
وكان المقاتلون الأكراد قد نجحوا في استرجاع موقعين كان قد استولى عليهما «الدولة الإسلامية» في جنوب عين العرب، من دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم.
ونفى «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الاتهامات الموجهة إليه بـ«خذل» الأكراد في عين العرب، معتبراً أنهم قدموا لهم كل ما يستطيعون.
وأشار البرزاني، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، إلى أن «الطرق المؤدية إلى كوباني مقطوعة، وأن المنفذ الوحيد لإرسال المساعدات العسكرية للبلدة المحاصرة هو الجانب التركي». وأعلن أنه كان يتوقع دعماً عسكرياً أكبر من تركيا لمواجهة «داعش»، لكنه أبدى تفهمه لموقف أنقرة. وقال «ليس لدينا أدلة بخصوص دعم أنقرة لتنظيم الدولة، وأنا أعتبرها دولة صديقة للإقليم».
وأكد خامنئي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها، يحاولون من خلال المحاربة الصورية لـ«داعش»، أن يثيروا العداء بين المسلمين، مضيفاً أن «أي خلاف بين الشيعة والسنة يساعد واشنطن وبريطانيا الخبيثة والصهيونية».
وقال خامنئي، خلال استقباله إيرانيين لمناسبة «عيد الغدير»، إن «ظهور التيار التكفيري في العراق وسوريا وبعض الدول الأخرى، نتيجة لتخطيط المستكبرين لإثارة الخلافات بين المسلمين»، موضحا «أنهم أسسوا القاعدة وداعش لإثارة التفرقة ومواجهة إيران، لكنها استدارت عليهم».
وتابع ان «النظرة الدقيقة والتحليلية لهذه الأحداث تظهر أن أميركا وحلفاءها في محاولاتهم الزائفة التي أطلقوا عليها تسمية محاربة داعش بصدد تأجيج الخلافات وإثارة العداوات بين المسلمين أكثر من سعيهم للقضاء على هذا التيار التكفيري». وتابع ان «كل ملتزم بالإسلام ويقبل حكم القرآن سواء من الشيعة أو السنة يجب أن يكون واعياً بأن السياسات الأميركية ـ الصهيونية هي العدو الحقيقي والرئيسي للإسلام والمسلمين».
ونفت أنقرة إبرام اتفاق جديد مع واشنطن يجيز فتح قواعدها أمام طائرات التحالف الدولي لمهاجمة «داعش»، وذلك غداة إعلان مسؤول أميركي موافقة تركيا على استخدام الولايات المتحدة قاعدة «انجيرليك» لهذا الغرض.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، في بيان، «لم يُتّخذ أي قرار بخصوص (قاعدة) انجيرليك» التي تقع قرب اضنة وعلى بعد 300 كيلومتر من عين العرب، لكنه أضاف «مع الولايات المتحدة نحن متفقون تماما على مشروع تسليح مسلحي المعارضة المعتدلة وتدريبهم، وبالواقع توصلنا إلى توافق في هذا المجال».