تركيا «تكذّب» الولايات المتحدة: لم نوافق بعد ولدينا شروط !

تركيا «تكذّب» الولايات المتحدة: لم نوافق بعد ولدينا شروط !

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

 يبدو أن تركيا إختارت اللعب بالأوراق المكشوفة، ولم تعد تأبه بقيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي المقام ضد التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق "داعش".
وفي وقت لم يعد ذاك التحالف الذي يضم عدداً من الدول العربية والغربية  يهتم للشروط التركية التي وضعتها حكومة أردوغان من أجل المشاركة في الحرب على داعش، وهو ما بدى واضحاً من خلال رفض "البنتاغون" لمطلب المنطقة العازلة الذي إقترحته أنقرة للدخول في الحرب المقامة، إختارت تركيا اليوم أن ترد الصاع عبر "تكذيب ملطف" للولايات المتحدة حين نفت الموافقة على إستخدام قواعدها الجوية للإنطلاق بغارات ضد تنظيم داعش. وهو تطور يحمل عدة أبعاد أهمها تلويح تركي بعدم دخول الحرب، وعدم التوقف عن دعم "داعش" فيما لو لم يقابل هذا الدعم بخطوات تعوض عن حكومة أردوغان ما يؤمنه دعم داعش من مصالح ومكتسبات.
فقد أعلنت مصادر حكومية تركية أن بلادها لم تبرم اتفاقاً جديداً مع الولايات المتحدة الأميركية يسمح بإستخدام قواعدها أمام طائرات التحالف الدولي من أجل تشن ضربات ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في سوريا والعراق. وقالت المصادر  "لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك". وهي القاعدة الجوية الواقعة جنوب البلاد قرب أضنة والأقرب الى العراق وسوريا.
وأضافت المصادر "موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد مع الولايات المتحدة... و المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا "، مذكرةً أن  الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، إلا ليقوم بمهمات لوجستية او انسانية.
جاءت هذه التصريحات بعد ان أعلنت مستشارة الامن القومي الاميركية سوزان رايس ان تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها للقيام بأنشطة داخل سوريا والعراق وعلى تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة على أراضيها، وذلك بعد سلسلة إتصالات ولقاءات جمعت شخصيات تركية بأخرى أمريكية في سياق المحادثات الرامية الى حث حكومة أردوغان على دخول الحرب على داعش بفعالية أكبر.
يذكر أن تركيا كانت من أبرز "المعترضين" داخل الحلف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، على أداء الولايات المتحدة التي تقود هذا الحلف، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم إيجاد نية حقيقية لدى الولايات المتحدة لإستثمار حربها على داعش في سبيل توجيه ضربات قوية للـ"نظام" في سوريا، إضافة الى عدم رغبة واشنطن في تلبية الحلم التركي من قيام الأزمة السورية، بإقامة منطقة عازلة على حدودها الجنوبية مع سوريا، تخضع لحظر جوي ما قد يساهم بخلق نموذج مشابه "لبنغازي الليبية" في سوريا.
وبحسب ما يرى مراقبون، فإن أنقرة قد أدركت حاجة الولايات المتحدة والتحالف الدولي من خلفها للمساعدة التركية، فقواعدها تعتبر الأقرب الى المناطق الخاضعة لنفوذ داعش، في وقت ما زال التحالف الدولي يستخدم القواعد الخليجية (الإمارات – قطر – الكويت) للإنطلاق بغاراته على أهداف تابعة للتنظيم الإرهابي، كما ان الحدود الواسعة التي تجمع تركيا بسوريا والعراق، تجعلها المكان الأنسب والأكثر أمناً لتدريب ونقل المقاتلين "المعتدلين"، إلى جانب الأردن. وبناءً على هذه المعطيات والوقائع تسعى تركيا اليوم لليّ الذراع الأمريكية عبر إستغلال حاجة واشنطن من أجل تحقيق عدة مكتسبات تعوض أنقرة عن خسارة النفط الداعشي، عبر الوصول الى موافقة على إقامة المنطقة العازلة التي ستمهد لغزو تركي في سوريا قد يعيد هيكلة موازين القوى ويمنح تركيا دوراً موازٍ للنفوذ الإيراني المتنامي من أجل مواجهته، إضافة الى جر الولايات المتحدة نحو خطوة إستهداف "النظام" السوري التي إنكفأت عنها واشنطن فيما مضى، من أجل تحقيق الحلم الأردوغاني بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد والتمهيد لقيام حكمٍ موالٍ "للسلطنة الإخوانية" بزعامة أردوغان.