مراقبون: جبهة النصرة تنسحب من مواقع في سورية بإتجاه لبنان!

مراقبون: جبهة النصرة تنسحب من مواقع في سورية بإتجاه لبنان!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤

برز تطوّر لافت على صعيد نشاط “جبهة النصرة” العسكرية في سوريا تمثل بإنسحابها من بقع تعتبر دائرة أساسية لنشاطها، وذلك قبيل الخطاب الذي توجه به زعيمها “أبو محمد الجولاني” إلى مؤيديه.
وتشير المعلومات الميدانية، إلى ان التنظيم أخلى مواقعه في ريف درعا كما درعا المدينة وفي الغوطة الغربية لدمشق التي كانت تعتبر حتى الأمس القريب قاعدة أساسية لنشاطه العسكري المركز نحو العاصمة دمشق، على الرغم من سحب تأثيراته من قبل الجيش السوري بعد ان سيطر على أغلب القرى هناك.
عملية الإنسحاب التي وصفت بالكبيرة والشاملة، قام بها التنظيم الذي يعتبر ذراعاً رسمية لـ “القاعدة” في سوريا في وقت تعنف فيه الضربات الغربية ضده كما ضد “داعش” على كامل الخريطة السورية.
وتشير المعلومات ايضاً إلى ان “النصرة” قامت باتخاذ هذه الإجراءات منذ الثلاثاء الماضي بعد مباشرة قوات التحالف الهجوم على التنظيمات الإسلامية شمالي سوريا.
وربط مراقبون بين عملية الانسحاب التي حصل أبرزها اليوم، وبين خطاب “الجولاني” كما القيادي الشرقي الكبير في التنظيم أمس لجهة التهديدات بنقل المعركة إلى الدول الغربية.
وتحت عنوان “لاهل الوفاء يهون العطاء”، دعا الجولاني “أهل السنة في لبنان بالانقضاض على عدوهم حزب الله، زإبعاد أبنائهم عن جيش سُخر لخدمة عدوكم”، محذرا فصائل المعارضة السورية من “المشاركة في حلف الشر.
وأشار مراقبون إلى ان “جبهة النصرة” باتت ترى ان وجودها في سوريا بات على المحك مع الضربات العنيفة التي يقوم بها التحالف، وعليه، فهي تسعى لإيجاد موطىء قدم جديد لها في بقع قريبة تعمل فيها.
وعبر المراقبون لنشاط التنظيمات “الجهادية” في سوريا في حديث لـ “الحدث نيوز”، عن إعتقادهم بأن وجهة “النصرة” هي مناطق حدودية مع لبنان كمنطقة القلمون وجرود عرسال التي تحظى فيها بتواجد كبير ونشاط واسع يعتبر من أقوى الجبهات التي تنتشر فيها الجماعة. وتبنى المصادر هذه الفرضية على تسريبات إعلامية مبنية على مصادر مقربة من “الجبهة” كشفت في الايام الماضية عن نوايا “النصرة” التمدد إلى مناطق شمال لبنان (طرابلس) البعيدة عن حمى الضربات الغربية وحمى المعارك الشاملة.
وبحسب الرصد الميداني وتحليل عملية الإنسحاب، فإن القوات التي إنسحبت من الغوطة الغربية لدمشق ربما إتجهت إلى منطقة القلمون القريبة والمحاذية التي تتمتع فيها “النصرة” بنشاط كبير. وثمة إعتقاد ان عمليات الإنسحاب الاخرى من الجبهات ربما ستتجه إلى هذه المنطقة تحديداً أو إلى مناطق حدودية مع لبنان هرباً من الضربات ومحاولة منها لتأمين معقل جديد يُسهم بحماية نشاطها العسكري.
يأتي ذلك في أعقاب تأهب أمني لبناني أدى في الاسابيع القليلة الماضية إلى تفكيك عشرات الخلايا النائمة التابعة لـ “داعش” و “جبهة النصرة” على مختلف الاراضي اللبناني وإعتقال أعضائها، وهي تأتي غداة المعلومات عن نشاط ملحوظ بات يُرصد في طرابلس لجماعات تدور في فلك الإرهابي “شادي المولوي” الذي يعد أبرز المقربين عسكرياً من جبهة النصرة، والذي تتردّد معلومات حول تأسيسه مربعاً أمنياً في طرابلس.