سكاكين «داعش» على أبواب عين العرب وأنقرة تروج للمنطقة العازلة

سكاكين «داعش» على أبواب عين العرب وأنقرة تروج للمنطقة العازلة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤

اقتربت سكاكين أبي بكر البغدادي من رقاب أهل مدينة عين العرب والمدافعين عنها، فيما ظلت غارات «التحالف» الذي تقوده واشنطن بعيدة عنها وتركزت على حقول النفط ومواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في دير الزور وقرب الحدود العراقية. وفي محاولة ابتزاز واضحة، ربطت أنقرة بين الانضمام إلى «التحالف» وبين القبول بمشروعها لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، وهي فكرة تعهد الأكراد بمقاومتها.
وأزال المئات من أكراد تركيا سياجاً على الحدود، ودخلوا إلى سوريا لنجدة المحاصرين داخل عين العرب (كوباني) بعدما اقترب مسلحو «داعش» إلى مسافة كيلومترات قليلة منها. وكان اللافت أن القوات التركية التي ترد عادة على أي مصادر للنيران من داخل الأراضي السورية خلال السنوات الثلاث الماضية، امتنعت عن الرد على قصف «داعشي» للأراضي التركية.
وقال شهود إن مقاتلي «داعش» شددوا حصارهم لعين العرب على الحدود السورية مع تركيا. وأدى الدعم التركي لـ«داعش» إلى زيادة الاحتقان مع الأكراد الموجودين على أراضيها. وقام مئات الأكراد بإزالة الشريط الشائك على الحدود وعبروا إلى المدينة، التي سقطت قذائف داخلها، للدفاع عنها.
وقال مراسل لوكالة «رويترز» إن مقاتلي التنظيم سيطروا على تل كان مقاتلو «وحدات حماية الشعب» يشنون منه هجمات على مقاتلي «داعش»، فيما ذكر «المرصد»، أن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على قرية تبعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشرق من كوباني».
وترددت أصوات المدفعية ونيران الأسلحة الآلية عبر الحدود، وسقطت قذيفتان على الأقل على الجانب التركي. ولم يرد الجيش التركي كما كان يفعل في الماضي، مستهدفا مواقع للقوات السورية في الماضي على إطلاق قذائف بالخطأ.
وأكدت الحكومة التركية، التي تتعرض إلى ضغط من حلفائها الغربيين، أنها مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة، بما في ذلك العسكرية، لمحاربة «داعش». وقال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو: «إذا كانت هناك عملية أو حل عسكري يمكنه أن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة فإننا ندعمه». وأضاف «سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي» من دون أن يعطي المزيد من الإيضاحات.
وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن موقف بلاده حيال التنظيم «تغير» بعد الإفراج عن الرهائن الأتراك. وقال: «لقد تغير موقفنا الآن، والمسار التالي سيكون مختلفا كليا. كما تعرفون، سيطرح على البرلمان مشروع تفويض، على أن يناقش في الثاني من تشرين الأول. وفور إقراره ستتخذ الإجراءات الضرورية. وهذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة».
وحول مواجهة «داعش»، قال أردوغان «هناك ثلاثة مواضيع مهمة في الخطوات التي ينبغي أن نخطوها: أولا إعلان منطقة حظر طيران وتأمينها، وثانيا تأسيس منطقة آمنة (عازلة) في الطرف السوري وتحديد طبيعتها، وثالثا تحديد الجهات التي سنتعاون معها وكيفية التنسيق لإدارة هذا الأمر وفق مفهوم التدريب والتجهيز، ومناقشة تفاصيل هذه المواضيع كافة».
لكن عضو اللجنة التنفيذية في «حزب العمال الكردستاني» مراد قره يلان اعتبر أن أي منطقة عازلة تريد تركيا إنشاءها في سوريا تعني فتح حرب جديدة مع الأكراد.
ونقلت وكالة «فرات» عن قره يلان إن «نتائج الحرب في كوباني ستظهر الوجه الحقيقي لتركيا، وستضطر إلى أن تحسم موقفها على محورين: الأول ما إذا كانت جادة بالاستمرار بمشروع السلام الذي طرحه قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وثانيا ما إذا كانت ستستمر في دعم مرتزقة داعش أم انها ستغير موقفها»، مشيرا إلى وجود معلومات عن «مد الدولة التركية مرتزقة داعش بالأسلحة والذخيرة عبر القطارات».
وعن النقاشات الدائرة حول إنشاء منطقة عازلة، قال: «المنطقة العازلة تعني احتلال كردستان، ما سيفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من المقاومة، فإذا حاول الجيش التركي احتلال روج افا (المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا) تحت اسم إنشاء المنطقة العازلة، فإن ذلك سيفتح حربا جديدة مع الشعب الكردي. وقتها لن يبقى شيء إسمه مرحلة الحل والسلام».