من هو أشرف غني رئيس أفغانستان الجديد؟

من هو أشرف غني رئيس أفغانستان الجديد؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤

أشرف غني فكر طموح يعرف بمزاجه الحاد وغضبه السريع ويصف نفسه بأنه "روح حرة"، ولا يتوقع أن تكون فترة حكمه لأفغانستان عادية بعد إعلانه فائزًا في انتخابات الرئاسة اليوم الأحد.
يملك غني (65 سنة) خبرة واسعة في المجالين الأكاديمي والاقتصادي بعد ان غادر افغانستان في 1977 ليعود اليها بعد 24 عاماً ليحقق حلمه بإعادة بناء بلاده.
درس في جامعة كولومبيا في نيويورك، وعمل في مجال التدريس في الولايات المتحدة خلال الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في الثمانينات.
عمل في البنك الدولي من العام 1991 حيث اصبح خبيراً في صناعة الفحم الروسية، وعاد الى كابول مستشاراً خاصاً كبيراً للأمم المتحدة بعيد الإطاحة بطالبان في 2001.
وفي الأيام التي تلت كان مهندساً رئيسياً للحكومة الانتقالية وأصبح وزيراً للمالية في ظل رئاسة حميد كارزاي من 2002 حتى 2004، وشن حملة ضارية على الفساد.
يشتهر غني بطاقته، حيث قام بطرح عملة جديدة، ووضع نظام ضرائب، وشجع المغتربين الأفغان الأغنياء على العودة الى وطنهم، وتودد الى المانحين في الوقت الذي كانت تخرج بلاده من عهد طالبان.
إلا انه عرف بصفة لا تزال تلاحقه حتى الآن هي سرعة الغضب.
كتب الكاتب المخضرم احمد راشد الذي عرف غني لمدة 25 عاماً "لم يسمح غني لأي شخص كان بأن يقترب منه كثيراً. وكان مترفعاً". واضاف: "وللاسف فإن نوبات غضبه ومزاجه الحاد وغطرسته مع الافغان والغربيين ظهرت مراراً، وجعلت منه شخصية غير محبوبة".
لم يحقق غني نتائج جيدة في انتخابات الرئاسة في 2009، إلا انه صدم العديد من الأفغان هذه المرة باختياره الجنرال عبد الرشيد دوستم للترشح لمنصب نائب الرئيس، لأن زعيم الحرب الأوزبكي متهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.
وحقق غني العديد من الانتصارات في حملته الانتخابية بفضل خطاباته النارية، كما حقق نتائج افضل من تلك التي توقعها العديدون في الجولة الأولى من الانتخابات حيث حصل على 31.6 في المئة من الأصوات مقابل 45 في المئة لخصمه عبدالله عبدالله.
وأظهرت النتائج الأولية لجولة الإعادة التي جرت في حزيران (يونيو) تفوقه بـ 13 نقطة على عبدالله عبد الله، كما اكدت النتائج الرسمية التي اعلنت الأحد فوزه في الانتخابات، رغم عدم كشف اي ارقام.
وعلى الرغم من المزاعم بحدوث عملية تزوير واسعة، الا ان النتيجة تعتبر نصراً لغني الذي يقول ان تعامله بصبر مع مفاوضات تشكيل "حكومة وحدة وطنية" مع عبدالله اظهر انه مؤهل لأن يكون الرئيس الموحد لأفغانستان.
وغني هو من الباشتون، مثل كارزاي، وبدأ مؤخراً استخدام اسم قبيلته احمدزاي لكي يؤكد خلفيته، على رغم  انه يؤكد اهمية توحيد قبائل افغانستان الإثنية المشتتة.
وكانت آخر ادواره الإشراف على نقل المسؤوليات الأمنية من قوة الحلف الأطلسي الى القوات الأفغانية، وهو الدور الذي استغله ليتجول في انحاء البلاد ويزيد من تعريف الناس اليه.
وقال غني لوكالة "فرانس برس" "لن اعيش حياة معزولة في القصر الرئاسي".
وأضاف "اعتزم ان اتنقل، كما فعلت اثناء دوري في نقل المهمات الأمنية. انا روح حرة ولا يمكن ان اجلس في اماكن مغلقة". وتابع "يقولون لي ان شخصاً او آخر سيغتالني، ولكنني لا ازال اتنقل".
وغني متزوج من رولا التي التقاها اثناء دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وله منها ولدان.
ويحافظ على روتين يومي ثابت بعد ان اصيب بسرطان المعدة الذي اضطر الأطباء الى ازالة جزء من معدته، ما يجعله غير قادر على تناول وجبات كاملة ويكتفي بالوجبات الخفيفة.
ويقول بعضهم ان اقترابه من الموت زكّى تصميمه وعزمه الأكيدين، كما عزز قراره بأن يتولى اكبر منصب في البلاد رغم كل شيء.
وصرح إلى وكالة "فرانس برس" ان "الأمر الوحيد الذي سيندم عليه اذا حصل على الرئاسة هو ان عليه ان يعيش في قصر في وسط كابول بدلاً من بيته الواقع على مشارف المدينة". وزاد "اعتقد انني سأتمكن من التسلل الى منزلي ... والقانون يحتم علي العيش في القصر. لقد تأكدت من ذلك. وكان هذا اكثر شيء مؤسف اكتشفته". وتابع "حديقة منزلي بدأت تؤتي ثمارها من الفواكه والخضروات، وآمل بأن استمتع بها".
وعند تسلمه السلطة يرجح ان يعمل غني على إصلاح العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، الا ان اسلوبه العدائي قد يؤثر سلباً في علاقاته مع عبدالله والرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي.