واشنطن: لزيادة الدعم العربي في "مواجهة داعش"

واشنطن: لزيادة الدعم العربي في "مواجهة داعش"

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤

توسع الولايات المتحدة خيارات تدخلها العسكري الجديد في العراق، تحت عنوان "مواجهة" تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش"، حيث أعاد رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، أمس، بعد أن وضع سابقاً احتمال تدخل قواته برياً في العراق، التأكيد على أن الحملة العسكرية التي تشنها بلاده، تستهدف استعادة الأراضي العراقية الخاضعة لسيطرة "داعش"، وهو ما يتطلب مهاجمة مسلحي التنظيم من عدة اتجاهات وبشكل متزامن.
وفي هذه الأثناء، أعلن محافظ صلاح الدين، أن القوات الأميركية ستعود لاستخدام ثلاثة مطارات كانت تستخدمها سابقا في المحافظة، من أجل استهداف مسلحي "داعش"، كما شاركت الطائرات الحربية الأميركية في عملية عسكرية للجيش العراقي جنوبي العاصمة العراقية بغداد، في وقت ظهرت أولى بوادر التوتر عند الحدود الأردنية العراقية، حيث أعلن الجيش الأردني عن استهداف سيارة قادمة من الحدود العراقية لم تمتثل لأوامر حرس الحدود بالتوقف.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إشراك حلفائها العرب في حملتها العسكرية في العراق، حيث أكد ديمبسي أن نجاح خطة مواجهة "داعش" يتطلب من الدول العربية تقديم المزيد من المساعدات. وفي معرض حديثه عن "الخطة" قال "نريدهم أن يستيقظوا كل صباح ليدركوا أنهم محاصرون من عدة اتجاهات"، في إشارة إلى مسلحي "داعش".
وأضاف، في مقابلة مع الوفد الصحافي الذي يرافقه في رحلته من ليتوانيا إلى كرواتيا، حيث من المقرر أن يحضر مؤتمرا لحلف شمال الأطلسي، أن الخطة تهدف "إلى جعل التنظيم ينظر إلى نحو خمسة اتجاهات مختلفة".
وشدد ديمبسي على أهمية مشاركة المزيد من الدول العربية في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، مؤكداً أنه ومن دون هذه المشاركة العربية فإن الحملة العسكرية ضد "داعش" قد لا تنتقل إلى المرحلة الثانية، واصفاً ذلك بأنه شرط أساسي لموافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الخطة العسكرية، التي كان أوباما قد اطلع عليها الأسبوع الماضي ولكنه لم يوافق عليها بعد.
وقال ديمبسي إن توقيع أوباما على خطة الحملة العسكرية الأميركية للعمليات في العراق وسوريا، سينقل الجهد في هذه الحملة إلى مرحلة جديدة يمكن تنفيذها بمشاركة عدد أكبر من طائرات "الائتلاف"، التي تفتح الباب أمام الوجود المستمر فوق الجبهات العراقية، كما أنها تفتح الآفاق أمام إعادة بناء العناصر الرئيسية في الجيش العراقي.
وكان ديمبسي قد أكد، الأسبوع الماضي، أن نصف القطع العسكرية العراقية التي تم تدريبها من قبل الجيش الأميركي تم اختراقها من قبل المتشددين.
وقال "نريد أن ننتقل من مرحلة العمل العرضي في أعمالنا الهجومية إلى مرحلة العمل العسكري المجدي". وأضاف أنه ليس على أحد أن يتوقع زيادة دراماتيكية في عدد الغارات الجوية، بل إنها زيادة محسوبة تضمن قدرة العراق على استعادة الأراضي بواسطة قواته البرية.
وأكد ديمبسي أن أولوية وزارة الدفاع الأميركية هي الدفع بالعملية العسكرية في العراق في الوقت الحالي، معتبراً أن من شأن مشاركة المزيد من الدول العربية إضفاء قدر أكبر من الاستدامة على الحملة في العراق، كما ستجعلها "أكثر مصداقية، ما يعني أن الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة فحسب، لا سيما وإنها قضية إقليمية ودولية".
كما لفت ديمبسي إلى أنه تحدث إلى شركائه الأتراك خلال اجتماع الـ"الاطلسي"، حول الدور التركي في الصراع. وأشار إلى أن القادة العسكريين في "الحلف" ناقشوا أيضا إمكانية لعب دور في تدريب وتجهيز القوات العراقية، لكن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن بعد.
وشدد على أهمية المشاركة العربية في الدعم العسكري واللوجستي لحملة بلاده العسكرية، قائلا إنه لا يملك تقديرات حول عدد القوات التي ستشارك في عملية الحلف ضد "داعش" في العراق، لكنه "حضر لائحة بالإمكانات العسكرية التي يأمل أن تصبح متاحة من قبل البلدان العربية والآخرين، وتتضمن تبادل المعلومات الاستخباراتية، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود جوا، وإعداد خطط المراقبة والاستطلاع، وتحديد الضربات الجوية، والمساعدة المالية في تدريب وتجهيز القوات العراقية، والمعارضة السورية المعتدلة".
واعتبر ديمبسي أنه بمرور الوقت، يتعين على قوات الأمن العراقية والقوات الكردية أن تكون قادرة على الاستفادة من الغارات الجوية التي ينفذها الائتلاف عن طريق تنفيذ عمليات برية من أجل استعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش"، مشيراً إلى أن هذا ما بدأ بالفعل مع إحراز القوات العراقية تقدما محدودا في منطقة بابل جنوبي بغداد، حيث يقوم "داعش" بتنظيم قواته.
وبالتوازي، قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم، إن الجيش الأميركي سيستخدم قواعد لطائراته الحربية في المحافظة، كان يستخدمها سابقاً، للمشاركة في العمليات العسكرية ضد "داعش". وأوضح أن "الجيش الأميركي كانت له، قبل خروجه من العراق، قواعد عسكرية في محافظة صلاح الدين، منها قاعدة سبايكر والصينية والبكر الجوية"، مضيفا أنه "سيعيد تواجده في تلك القواعد من أجل استخدامها كقواعد لطائراته الحربية".
ولفت الكريم الى أن "عملية تحرير تكريت قريبة جدا، وهي بانتظار التدخل الأميركي للقضاء على عناصر تنظيم داعش الإرهابي"، واضاف أن "التدخل الأميركي بالطائرات الحربية سيصاحبه هجوم بري قوي للجيش العراقي على تكريت لتطهيرها من العصابات الإرهابية".
وفي بغداد أعلن قائد عمليات المدينة، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، عن تحرير منطقة القرغول جنوبا، بالكامل والتي سيطر عليها "داعش" مطلع الشهر الحالي. وأشار إلى أن "الضربات الجوية التي نفذها طيران الجيش العراقي بدعم من الطيران الأميركي كانت دقيقة ولم تتسبب بأي أذى للمواطنين العزل لأنها استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة".
إلى ذلك، أعلن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات الأردنية تدمير سيارة حاولت اجتياز الحدود الأردنية قادمة من العراق. وقال إن "سيارة من نوع جيب حاولت اجتياز الحدود الأردنية بسرعة عالية جدا قادمة من الأراضي العراقية وبطريقة غير مشروعة. تم إطلاق بعض الطلقات التحذيرية لإجبار من فيها على التوقف، إلا أنهم لم يمتثلوا ما اضطر قواتنا إلى تدمير الآلية داخل الأراضي العراقية".
واكد أن "القوة البحرية الملكية أحبطت محاولة احد القوارب التسلل من المياه الإقليمية لإحدى الدول الشقيقة إلى المياه الإقليمية الأردنية"، موضحا انه "تم إطلاق طلقات تحذيرية لإيقاف القارب الذي لم يمتثل للتحذير مما أدى إلى إطلاق النار عليه وتعطيله والقبض على شخصين كانا على متنه من جنسية عربية يجري التحقيق معهما حاليا". ومن المرجح أن يكون الحادث قد وقع في خليج العقبة الذي يطل على كل من مصر والسعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة.