لهذه الأسباب.. يعتدي الإرهابيون على الجيش في جرود عرسال!

لهذه الأسباب.. يعتدي الإرهابيون على الجيش في جرود عرسال!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤

لا شك بأن الإرهابيين في جرود عرسال لديهم أجندات حفية تصل حد إعلانهم إمارة في المنطقة كان منوي ربطها بمنطقة القلمون السورية لولا إنكسارهم العسكري فيها على يد حزب الله والجيش السوري. المشروع الذي ضرب في الصميم إختفى ظاهرياً، لكنه ضمنياً لا زال قائماً في العقول المبني عليها تصرفات المسلحين في المنطقة.
لا شك ايضاً بأن الإعتداءات التي يقوم بها الإرهابيون على نقاط ودوريات ومواقع الجيش اللبناني في جرود البلدة لها بعد عسكري، ولها أهداف غير معلنة، فإستهداف الجيش ليس سببه الثأر او الإعتداء لمجرد الإعتداء فحسب، بل ان الأمر يتعداه إلى مخطط يأتي في سياق رودو فعلهم على تمدّد الجيش في الجرود.
تصاعدت وتيرة إعتداء المسلحين على الجيش في الجرود. شهدنا منذ يومين تفجير آلية عسكرية من نوع “ريو” أسفر عن سقوط شهيدين وعددٍ من الجرحى في صفوف الجيش، كان قبله ايضاً محاولة إعتداء مماثلة وإقتراب من نقاط عسكرية في الجرود فضلاً عن الرشقات النارية البعيدة عن الإعلام التي يقوم بها المسلحين بإتجاه نقاط الجيش والعكس صحيح. الصفيح الساخن والتسخين العسكري الذي تشهده منطقة جرود البلدة خصوصاً الممتدة نحو جرود القلمون (سوريا) مرده إلى عمليات القضم والحصار التي تقوم بها وحدات اللواء الثامن مدعومة بفوج المجوقل في منطقة جغرافية يعتبرها المسلحين مشاعاً مباحاً لهم. عمليات القضم والحصار تهدف قبيل بدء فصل الشتاء إلى عزل المسلحين ضمن منطقة جغرافية ذات منحدرات ووعورة صعبة، وذات مناح شتائي قاسٍ جداً، يهدف ذلك للتقليل من حركتهم وإنهاكهم عسكرياً والإنقضاض عليهم فور توفر الفرصة.
الضغط هذا، بات يشعر به الإرهابيين بشدة خصوصاً مع إقتراب فصل الشتاء ودخولهم في السيناريو المرفوض من قبلهم. يتوجب عليهم في هذه الفترة الضغط عسكرياً لتحسين أوراقهم في الميدان ومحاولة كسر الحصار المفروض من التلال. مصدر عسكري يكشف لـ “الحدث نيوز” ان “المسلحين يحاولون تأمين طريق إمداد لهم بعيداً عن أعين وحدات الجيش اللبناني المتمركزة على التلال. ولهذا الغرض يجري إستخدام نمط العبوات الناسفة وخلق منطقة عازلة نارياً يتمكن المسلحن من التحرك فيها ويبعدون الجيش عنها عبر النأي بنفسه عن دخولها بحجة خطرها على القوة العسكرية، وفق نظرتهم”.
ويشير إلى ان “ما حصل من إستهداف لآلية الجيش في الجرود هو دليل على الضغط الذي يعاني منه المسلحون من جراء تقدم الجيش اللبناني وسيطرته على التلال الإستراتيجية، وهم يحاولون الرد على نمط الكر والفر وفرض واقع عسكري ميداني ركيزته الإشتباك غير المباشر، وتأمين الحد الأدنى من مناطق العبور الأمنة قبيل قدوم الشتاء”.
يبدو من الواضح ان اسلوب الجيش العسكري المبني على السيطرة على المساحات الإستراتيجية الكاشفة وإستخدامه غزارة النيران المترافقة مع رصد مواقع المسلحين في الجرود بالاضافة إلى عمليات الحصار وتقطيع خطوط الإمداد وكشفها والسيطرة عليها بالنار، بات يكد مضاجع هؤلاء الذين بدأوا يستشعرون مخاطر ما هو آتٍ فور قدوم الشتاء الذي لا يبدو وانه سيكون برداً وسلاماً عليهم.