الطائرات الأمريكية بين هاجس الدفاع الجوي السوري ومعضلة التعاون مع موسكو

الطائرات الأمريكية بين هاجس الدفاع الجوي السوري ومعضلة التعاون مع موسكو

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢١ سبتمبر ٢٠١٤

بعد ضبابية سادت واشنطن في اتخاذ قرار بضرب داعش في سوريا من عدمه، باتت الضربة الأمريكية شبه مؤكدة ووشيكة، مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس رفضت الكشف عن مكان وزمان الضربة الجوية القادمة، قائلة أنه ليس من الصواب أو الإعلان على وجه التحديد متى سيحدث ذلك، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها قبل أن يحدث، مضيفة أن أية ضربات في سوريا ستكون في الوقت والمكان اللذين تختارهما بلادها، أما متى وكيف تختار فعل ذلك فسيكون هذا قراراً مرتبطا بالعمليات العسكرية.
لا شك بأن واشنطن تتوق لتحليق الإف 16 والأواكس فوق الأراضي السورية لا سيما بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من الجهود المضنية التي بذلتها من أجل إسقاط النظام في سوريا.
ومن الطبيعي أن لا تعلن أمريكا عن موعد الضربة الأمريكية على الأراضي السورية، فذلك يُعتبر من أسرار عمليتها العسكرية، لكن ذلك أيضاً يترك المجال فضفاضاً أمام الاحتمالات فيما إذا كانت أمريكا ستلغي ضربتها، أم ستنفذها لكن بتنسيق مع الروسي وموافقته في اللحظة الأخيرة، إذ أن الهواجس الأمريكية من إسقاط الطائرات بأنظمة الدفاع الجوي السورية لا تزال قوية، والحديث هنا عن الـ (S 300 ) الذي كثر الجدل حوله قبل أكثر من عام، وقد اعترض البعض على تحليلنا بذلك في مقال سابق معللاً السبب إلى أن نصب منظومات دفاع جوي من ذلك النوع تحتاج وقتاً، لذلك نقول بأنه مضى أكثر من عام على الحديث عن تلك المنظومات كما أن نصبها لا يحتاج وقتاً لأنها أساساً منظومات متحركة، ناهيكم عن إفصاح موسكو بأنها تقدم دعماً لحليفها السوري، فما الدعم إذاً إن لم يكن عسكرياً إلى جانب الدعم السياسي؟.
 الـ (S 300 ) من ضمن الدعم العسكري إرسال أسلحة وخبراء وهذا ليس سراً مخفياً بل قد تناولته العديد من وسائل الإعلام أيضاً، ولماذا تخاف واشنطن من إسقاط طائراتها وتحذر من قصف مواقع للدفاع الجوي إن لم تكن هناك معلومات لدى الأمريكيين بقوة وقدرة أنظمة الدفاع الجوي السوري ووجود صنوف روسية جديدة فيها؟، خصوصاً وأن منظومات السام لم تعد كافية في ظل التطور التكنولوجي العسكري لإسقاط الطائرات.
بالمحصلة فإن أمريكا قد أعلنت نيتها عن ضرب داعش في سوريا ، وقد تمت تهيئة الرأي العام الأمريكي لتقبل هذا الأمر، بالتالي فإنه من المحرج لواشنطن التراجع عن تلك العمليات، لكن يبقى السؤال هل ستتحدى أمريكا الروس في تنفيذ ضرباتها دون التعاون مع موسكو؟، سؤال ستجيب عنه الأيام الساخنة القادمة.