واشنطن تصادق على قرار إغراق نفسها في الوحول السورية

واشنطن تصادق على قرار إغراق نفسها في الوحول السورية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠١٤

أكثر ما يعشقه الأمريكيون هو المغامرة حتى ولو كانت ستكلفهم حياتهم وآمالهم، هم لم يتعلموا من الدرس العراقي، إذ لا تزال الوحول العراقية عالقة على بزات الجنود الأمريكيين ولا تزال مناظر تشييع الكثير من أبناء الأمريكيين القتلى على أرض العراق ماثلة أمام أسرهم. بسبب ذلك كان لزاماً على واشنطن أن تلجأ إلى مبرر يقنع تلك الأسر بالعودة لتدخل عسكري في بلد عربي آخر، والذريعة ذاتها ألا وهي الإرهاب ولكن باسم مختلف "داعش". الأمريكيون ورغم معرفتهم بأن لسوريا خصوصية تختلف عن باقي البلدان العربية إلا أنهم يفضلون محاولة التدخل بطرق عدة، ضربات جوية مركزة بالتوازي مع دعم لمن يسمونها بمعارضة معتدلة تكون جيشاً بديلاً منظماً ومضمون الولاء عوضاً عن ميليشيا الحر التي باتت غالبية عناصرها في صفوف داعش أو النصرة أو الجبهة الإسلامية وكلها جماعات تتبع الفكر التكفيري الدموي. في هذا السياق صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بالأغلبية على خطة الرئيس باراك أوباما لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"، وبعد موافقة مجلس النواب على مشروع القانون يذهب المشروع الآن إلى الرئيس اوباما ليوقعه ليصبح قانونا نافذا، فيما عبّر بعض الأعضاء عن قلقهم من احتمال تورط أوسع في العراق أو في الحرب داخل سوريا، أو أن تقع الأسلحة التي سيقدموها للمعارضة "المعتدلة" في الأيدي الخطأ ويتنهي بها الحال في استخدامها ضد القوات الامريكية أو المجموعات المسلحة الموالية لها. إذا فإن المخاوف من غرق الأمريكيين في الوحول السورية باتت تسكن أذهان الكثيرين من صانعي القرار، صحيح أن الغرق لن يكون فورياً لأن أمريكا لن تكون متواجدة بقواتها البرية كما حدث في العراق، لكن يكفي الحديث عن إسقاط طيران امريكي، فضلاً عن استفادة الجيش العربي السوري من ضرب الطيران الأمريكي لداعش، ومحاولة ميليشيات معارضة شن عمليات ضد داعش أيضاً من أجل إثبات حسن نواياها لواشنطن بأنها جدير بالدعم، كل ذلك القتال للتنظيم المتطرف سيكون بمصلحة الجيش السوري، إضافةً إلى المدة التي ستحتاجها الميليشيات الجديدة المدعومة أمريكياً كي تكون جاهزة ، وبالتالي بدء الإعلان الغربي للحرب على داعش وحتى عام كامل سيكون بمثابة مكسب للوقت بالنسبة للجيش السوري الذي سيحقق خلاله إنجازات هائلة، لعل ذلك أيضاً كان الأساس في نشوء المخاوف لدى بعض الأمريكيين.