"داعش" يسعى لاتخاذ الأكراد وغيرهم كدروع في وجه الضربات الأمريكية

"داعش" يسعى لاتخاذ الأكراد وغيرهم كدروع في وجه الضربات الأمريكية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠١٤

بالتزامن مع إطلاق صفارة البداية للحرب العالمية على "داعش"، وتنفيذ الطيران الأمريكي لغارة على أحد مواقع تدريب الإرهابيين في العراق، قام التنظيم المتطرف باختيار تكرار السيناريو الذي حل بالأزيديين، ولي ذراع المجتمع الدولي الذي لطالما تغنى بحقوق الإنسان وحماية الأقليات في الشرق المشتعل..
 فقد أُعلن عن سيطرة "داعش" على 26 قرية كردية تابعة لمنطقة عين عرب المحاصرة من قبل ذات التنظيم، والمعلومات تفيد أيضاً بحركة نزوح كثيفة نحو مدينة عين عرب خوفاً من مجازر محتملة بحق سكان القرى الكردية، في حين أعلن مسؤول عسكري كردي أن أكراد سوريا طلبوا دعماً عسكرياً من الأحزاب الكردية في المنطقة لصد تقدم التنظيم ..
أهمية عين عرب أنها تقع على الحدود السورية ـ التركية، فهل يعني ذلك استنفاراً لأكراد تركيا؟ وهل يعني أيضاً هلعاً لأنقرة المتوجسة من عدة أخطار أهمها الإرهاب وليس آخرها ملف الأكراد الذين يمكن أن ينتفضوا مرةً أخرى، لم لا فالسبب هذه المرة مقنع وهو نصرةً لأبناء الجلدة في سورية، بالتالي فإن تركيا التي لم ترغب الانخراط في الحرب ضد "داعش" مباشرةً بذريعة وجود رهائن أتراك لدى "داعش"، ستكون عاجلاً أم آجلاً في عين العاصفة المتمثلة بالحرب على "داعش". فهل تستنفر أنقرة وتفعل شيئاً حيال اقتراب "داعش "من أراضيها بهذا الشكل؟ هل سيفعل أكراد تركيا شيئاً لنصرة أبناء جلدتهم؟ وما هو موقف الحكومة التركية من ذلك هل ستسمح به أم ستراه بدايةً لتوحد أكراد سورية وتركيا وتسهيل قيام كيان عرقي غير معلن سيصبح واقعاً فيما بعد وهذا أشد الكوابيس التي تتمنى تركيا الخلاص منها..
بالمحصلة فإن حوالي نصف مليون كردي في تلك المنطقة مهددين بكارثة حقيقية، تعيد إلى الأذهان ما حل بالأزيديين في العراق، "الداعشيون" يعلمون كم من المؤلم للرأي العام الحديث عن تهديد أطياف كاملة في منطقة ما من العالم بوجودها، وهي استراتيجية يحاول التنظيم اتباعها من أجل الاحتماء من الضربات الأمريكية المعلنة بحيث تتحول مناطق الأكراد إلى مناطق آمنة لهم بعد اتخاذها كدروع في وجه الطيران الأمريكي، ما يثير سؤالاً خطيراً، هل سيلجأ "داعش" في الأيام القادمة إلى كل منطقة تحوي طيفاً عرقياً أو دينياً أو مذهبياً مغايراً من أجل تحويله إلى درع يصد نيران طائرات واشنطن؟.