أردوغان و البارزاني طلبا من البغدادي تصفية أكراد سورية

أردوغان و البارزاني طلبا من البغدادي تصفية أكراد سورية

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٩ سبتمبر ٢٠١٤

- يقول التاريخ أن العلاقة التركية – الكردية لم تكن يوماً على وفاق، إلا مع حكومة كردستان التي سمحت للجيش التركي بضرب قوات حزب العمال الكردستاني في أراضي العراق التابعة للإقليم الذي يرأسه مسعود برزاني.

- و يقول التاريخ أيضاً إن الكفاح المسلح وفق منهج و أدبيات حزب العمال الكردستاني ضد الحكومة الكردية هو من أوصل زعيم الحزب عبد الله أوجلان إلى السجون التركية بعد أن خطفته إسرائيل لتقدمه ( عربون صداقة) لعلاقة عميقة مع تركيا.

- في التقسيم الكردي، ثمة ثلاث زعامات كردية وفق النظام الآغاوي الذي ما زال يحكم العشائر الكردية، فـ عبد الله أوجلان و مسعود برزاني و جلال  طالباني، ثلاث زعماء يقسم الأكراد في الولاء لهم بنسب متفاوتة، إلا أن أوجلان يحظى بالشعبية الأكبر بين أكراد سوريا و العراق، و إن أصبح لهؤلاء الثلاثة مناصبهم ومقاماتهم السياسية فذلك لا يعني إنهم خرجوا من دائرة "السلطة الآغاوية"، إلا إن مسعود البارزاني يحظى بالدعم العالمي الأكبر ليكون زعيماً مطلقاً للأكراد.

- و يقول الحاضر، إن التنسيق العالي بين الحكومة التركية و حكومة إقليم كردستان من باب العلاقة النفطية بين الطرفين، يفتح باب الشك على مصرعيه في مساع البارزاني للذهاب بالاستقلال بإقليم كردستان، وتدعم تركيا هذا التوجه شرط أن يكون وطناً بديلاً لأكراد تركيا بما يضمن تصفية قضيتهم في الداخل التركي.

- الواقع يقول أن داعش تمدد في العراق بفعل انسحاب القوات البيشمركة الكردية من مناطق عدة، ليقوم بمجازر كبرى بحق الإيزيديين المحسوبين على الأكراد قومياً، ما أثار الرأي العام العالمي و راح يسلح الإقليم بحجة مواجهة داعش، في خطوة تعزز قدرة أربيل العسكرية و ترجحها على بغداد، وذلك يمهد لفرض الانفصال بالقوة لو تطلب الأمر.

- و يقول الواقع أيضاً أن ثمة مصالح و تنسيق مشترك بين قيادات تنظيم داعش و تركيا في عهد رجب طيب أردوغان رئيساً و من قبلها رئيساً للحكومة، و تنسق أنقرة مع كل الميليشيات المسلحة التي تقاتل ضد الدولة السورية و الأمثلة على رعاية كل الهجمات الشرسة لداعش على مناطق عدة من سوريا كانت برعاية الجيش التركي، و البداية من الرقة، ومن بعدها مدينة رأس العين التي تضم قوات لحزب العمال الكردستاني، و اليوم، عين عرب.

- الواقع يضيف إن تركيا رفضت الاشتراك بأي حرب ضد داعش، ولن تسمح بأي طلعة جوية من أراضيها لاستهداف التنظيم في سوريا أو العراق، و الحجة هي أعضاء البعثة الدبلوماسية التركية المخطوفين من قبل التنظيم في مدينة الموصل العراقية.

 

بعد هذه المقدمات ماذا حصل في عين عرب السورية...؟ من المهم جداً لتركيا أن يقوم تنظيم داعش بتصفية قوات حزب العمال الكردستاني التي حولت أولويتها العسكرية لمحاربة التنظيم في سوريا و حماية القرى الكردية من تمدد داعش و النصرة فيها، و نجحت خلال الفترة الماضية في ذلك، ولأن أنقرة تجد في القضاء على من يعرفون بـ "الأبوجية" مصلحة كبرى بالنسبة لها، فلا ريب إنها باركت هجوم التنظيم الذي بدأ التحضير له منذ قرابة الأسبوع بعد إفراغ داعش لمستودعات أسلحته من الرقة  ونقلها على محورين الأول توجه إلى دير الزور السورية في شرق البلاد، فيما توجه القسم الثاني إلى مناطق ريف حلب الشرقي و الشمالي الشرقي. ويعكس الرغبة التركية بتصفية الكرد عرقياً في شمال سوريا ما قامت قوات حرس الحدود التركية من منع النازحين الكرد من الدخول إلى الأراضي التركية، برغم استقبال تركيا لعدد كبير من النازحين السوريين على أراضيها.

كما إن المصلحة في أربيل تفرض أن يتم ضرب هذه القوات التي تعتبر منافسة على الساحة الكردية الداخلية لقوات البيشمركة، ناهيك عن إنها تمثل الأخ اللدود، وعليه فإن معركة داعش ضد قوات حزب العمال التي تعرف حالياً باسم "وحدات حماية الشعب الكردية"، تعتبر معركة هامة بالنسبة لـ أربيل على أساس نقطتين.

النقطة الأولى هي إظهار الكرد في سوريا و العراق بصورة الأقلية المضطهدة، و بالتالي الذهاب إلى توحيد شمال العراق مع مناطق تبدأ من الحدود السورية – العراقية إلى تخوم مدينة حلب، لطرح مشروع دولة "كردستان الكبرى".

فيما النقطة الثانية تأتي وفق أحلام مسعود البارزاني  بالإنفراد بالزعامة الكردية بعد أن يصفي التنظيم القوة العسكرية لـ منافسه الأشد عبد الله أوجلان، برغم اعتقاله.

كل ذلك يأتي وفق رؤى تنظيم داعش التوسعية في المنطقة ليصفي بقية الميليشيات التي تنافسه على سيادة المنطقة و التحكم بطرق الإمداد والمعابر الشرعية و غير الشرعية على امتداد الحدود السورية الطويلة، و بإتمام السيطرة على المنطقة الممتدة من عين عرب إلى تخوم محافظة الحسكة الغربية، و سيطرته أيضاً على مناطق واسعة من دير الزور، وريف الحسكة الجنوبي، تتوجه أنظار التنظيم إلى محافظة الحسكة التي ما زال يفشل في كل محاولات اختراقها، و رغبة قيادات التنظيم تكمن في محاولة ضم غرب العراق كاملاً إلى شرق و شمال سوريا في مشروع إقامة الدولة التي يريدها أبو بكر البغدادي و من ورائه قرار أمريكي بتقسيم المنقطة.

 

مما تقدم يظهر جلياً التنسيق العالي بين تركيا و حكومة إقليم كردستان و تنظيم داعش على ضرب القرى و المدن الصغيرة ذات الطبيعة الكردية في شمال سوريا، و هو تنسيق يبدأ من تهريب النفط المنهوب عبر أراضي كردستان التي تسيطر عليها البيشمركة حصراً، فالمناطق التي تسيطر عليها قوات حزب العمال محرمة على داعش.. من هنا يمكن القول أن تركيا و حكومة كردستان طلبتا من داعش أن يقوم بمجازر ضد الأكراد الموالين لحزب العمال الكردستاني في سوريا، و التنظي لبى ذلك بوحشية مطلقة.