المعارضة المعتدلة لـ إسرائيل: ساعدونا لنسقط دمشق و سنحمي حدودكم

المعارضة المعتدلة لـ إسرائيل: ساعدونا لنسقط دمشق و سنحمي حدودكم

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٨ سبتمبر ٢٠١٤

فصل جديد من الاعتدال في حياة الكيانات المعارضة السورية من خلال توطيد العلاقة مع الكيان الإسرائيلي و التعاون معه لضرب الدولة السورية، و تستفيد حكومة الكيان من هذه المعارضة "المعتدلة" وفق المنظور الإسرائيلي و الأمريكية لطمأنة جبهتها الداخلية، معتبرة أن تمدد هذه المعارضة في منطقة الجولان السوري المحتل، نصر لـ إسرائيل، و إبعاد لخطر الجيش العربي السوري عن الحدود.
و لا تعدم "المعارضة " وسيلة للتواصل مع حكومة الكيان الإسرائيلي، ففي حديث خاص، لموقع في "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، أكد أحد قادة الميليشات المسلحة : "إسرائيل قادرة على الاستحواذ على قلوب جميع السوريين، ولا أحد يفكر في مهاجمتكم، وحدودكم ستكون محمية"، وهي رسالة واضحة إلى الداخل الإسرائيلي لكسب تعاطفه أكثر، و لإعطاء حكومة الكيان الهامش المريح داخلياً في عملية دعمها لعملائها في الداخل السوري، خاصة و إن المجتمع الإسرائيلي شبه منهار بعد الهزيمة الأخيرة في قطاع غزة.
الموقع الإسرائيلي نقل عمن وصفه بـ "القائد الميداني المنشغل بالقتال ضد القوات السورية في الجولان"، رسالة الى الجيش الاسرائيلي، طالباً مزيداً من التدخل في وجه قوات الجيش العربي السوري، كما حملت الرسالة بحسب وصف الموقع " تعابير الاحباط من موقف الغرب ورفض تزويد (المعتدلين) بالوسائل القتالية الاساسية (للدفاع عن انفسهم)"، و كل ما ترجوه رسالة "المعتدل" أن تفرض إسرائيل منطقة حظر جوي على الطيران الحربي السوري فوق الجولان، معتبراً أن إسرائيل "أمام لحظة تاريخية قد تكسب من خلالها قلوب كل السوريين".
و مما جاء في رسالة من وصف بـ "القائد الميداني" أيضاً، وعد للإسرائيليين بأن تكون حدودهم آمنة في حال مساعدة تل أبيب له و اتباعه على التقدم شرقاً نحو دمشق، من أجل إنهاء الدولة السورية، و قال حرفياً: "حدودكم ستكون محمية، ولن يفكر احد في الهجوم عليكم، فالناس سئموا الحروب".
وعن ميليشا جبهة النصرة وقتالها إلى جانب ميلشيا الحر وانتشارها على الحدود، أكد "القائد الميداني" وجود تعاون محدود مع النصرة ،و بأن عدد مقاتليها  لا يزيد على 150 عنصراً، وهم و هم منتشرون على طول الحدود مع "إسرائيل"، واصفاً التعاون مع النصرة بأنه " أمر تكتيكي، إذ أن التعاون منحصر فقط في النشاطات العسكرية، لكن لا نتشارك أبداً في الاستراتيجيات".
فبحسب المستنجد بـ إسرائيل، فإن الأخيرة قللت من استقبال مقاتلي المعارضة لتلقي العلاج الطبي، منذ اعتقال جبهة النصرة للقائد الميداني في ميليشيا الحر " شريف الصفوري" إذ إن الأخير الذي كان يقوم ميليشيا "لواء الحرمين"، كان المنظم الاساسي للعلاج الطبي مع السلطات الاسرائيلية"، وتابع ضيف الإعلام الإسرائيلي في رسالته: " أريد نظاماً ثابتاً يسمح للمقاتلين الجرحى بالدخول إلى إسرائيل من دون أي تأخير، فأنا أريد أن أصل إلى المعبر وإن يعالج رجالي على الفور".
المحادثة الهاتفية تضمنت ايضاً شكوى من "النصرة"، وتأكيداً على التمايز معها، اذ قال: "النصرة تتلقى دعماً كبيراً، ومعظم أولادنا انضموا إليها، لكن إن زاد الدعم المادي الذي نتلقاه نحن، فسنتمكن من جذب أولادنا لوحداتنا وحمايتهم من الفكر المتطرف". وتابع في رسالته بالقول "صدرت اوامر لمقاتلينا بالامتناع عن حضور الخطب والدروس الدينية الخاصة بالنصرة، كما انشأ الحر محاكم شرعية تعمل بحسب الشريعة الإسلامية لمنافسة المحاكم الدينية المشابهة التي انشأتها النصرة".
الموقع الإخباري الإسرائيلي نقلاً أيضاً ارتياح حكومته لوجود الميليشيات المسلحة في منطقة الجولان السوري، حيث نقل تأكيد ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، أن اياً من الجماعات المعارضة على اختلاف أنواعها وميولها، لم تعمد إلى إطلاق حتى رصاصة واحدة ضد إسرائيل، وذلك طوال السنوات الثلاث الماضية فكل جهود هذه المعارضة موجهة نحو دمشق.
و بحسب الضابط الإسرائيلي فإن الميليشيات بعد أن تهني قتالها في القنيطرة وفي جبل الشيخ، في بلدة حضر "الدرزية"، ستستخدمون الطريق السريع الذي يربط القنيطرة بدمشق لنقل القتال إلى العاصمة، مؤكداً أن الوجهة لن تكون إسرائيل بل دمشق.