تل أبيب أيضاً وأيضاً: مواجهة إيران أولى من «داعش»

تل أبيب أيضاً وأيضاً: مواجهة إيران أولى من «داعش»

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٨ سبتمبر ٢٠١٤

أعرب وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارية، يوفال شطاينتس، عن قلقه من مسار المفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية، مشيراً إلى أنها تسير في الاتجاه غير الصحيح. وأكد شطاينتس، عشية توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إسرائيل تبذل جهوداً جبارة لمنع التوصل إلى «اتفاق سيئ مع إيران»، موضحاً أن التهديد الوجودي الذي تتعرض له إسرائيل ليس صادراً عن «داعش» أو حزب الله، بل عن «إيران نووية».

ورغم أن الاتفاق مع الإيرانيين لم يصل من وجهة نظره إلى «حدود الاتفاق السيئ»، فإن شطاينتس رأى أن إسرائيل توافق على المبدأ الذي حدده الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والقائل إن عدم عقد صفقة مع إيران أفضل من صفقة سيئة معها. وفي الوقت الذي شدد فيه الوزير الإسرائيلي على أن تل أبيب تؤيد التحالف ضد «داعش» وغيره من «التنظيمات الإرهابية»، فإنه لا يجوز أن يأتي ذلك على حساب منع حصول إيران على السلاح النووي.
وبعد مضيّ نحو أسبوع على عودته من واشنطن في أعقاب لقاء الحوار الاستراتيجي بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي، وقد ركز بدرجة كبيرة على القضية الإيرانية، شدد شطاينتس على أن طهران لم تبد أي مرونة حقيقية، مؤكداً أن موقف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، والمسؤول عن الملف النووي الإيراني، عباس عراقجي، لم يختلفا عن موقف الرئيس السابق أحمدي نجاد وكبير مفاوضيه سعيد جليلي. ولفت في الوقت نفسه إلى أن الشيء الوحيد الذي تغير في المباحثات هو «وتيرة الحديث».
أيضاً، أوضح شطاينتس أن كل ما يفعله الإيرانيون الآن هو «إصرارهم (كما فعلوا في عهد نجاد) على الاحتفاظ بمعظم أجهزة الطرد المركزي ومفاعل الماء الثقيل في اراك»، لذلك «لا يوجد أي فرق حقيقي بين الطرفين، وإسرائيل منزعجة من هذا الاتجاه». وذكر أنه بينما يجري التركيز على «داعش»، ينبغي للمجتمع الدولي توجيه أولوياته نحو الاتجاه الصحيح. وقال: «رغم أهمية هزيمة داعش، فإنه إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، فهذا سيخلق عالماً مختلفاً وخطراً حقيقياً في وجه الأمن الدولي».
وفي إشارة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تدير ملف المفاوضات في الوقت الحالي، وستنهي خدمتها نهاية العام الجاري، رأى الوزير أن الافتقار للوصول إلى اتفاق ليس إخفاقاً، «كذلك فإنه إذا تمسكت مجموعة دول 5+ 1 بمبادئها والتزاماتها فإن ذلك نجاح». ورداً على سؤال عمّا إذا عاد من واشنطن أقل أو أكثر قلقاً، أجاب: «ذهبت وأنا قلق حول هذا الشأن، وما زلت كذلك في عودتي لأنني لم أسمع حتى الآن أي تنازلات قدمها الإيرانيون».
من جهة أخرى، أكد ضابط رفيع في الاستخبارات العسكرية «أمان» أن «داعش» لا تشكل تهديداً للمصالح الإسرائيلية في هذه المرحلة. ولفت الضابط إلى أنهم في إسرائيل يتابعون تمدد «هذه المنظمة الإرهابية التي تتمتع بمصادر تمويل كبيرة». ورأى أنها على عكس حزب الله وحركة «حماس» لا يمكن التوصل معها إلى حلول وسط.
ووفق الضابط نفسه، فإن «داعش» تسيطر على 60 حقل نفط في العراق مع حجم استخراج يصل إلى 110 آلاف برميل يومياً، وبدخل يومي يراوح بين ثلاثة إلى ستة ملايين دولار من دون أن يشير إلى كيفية تصدير التنظيم هذه الكميات من النفط. وأضاف: «داعش تسيطر أيضاً على 45% من احتياط الغاز السوري، لكنها لا تملك القدرة على استخراجه في هذه المرحلة».