تآمر سعودي أمريكي لشطب دور مصر

تآمر سعودي أمريكي لشطب دور مصر

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٧ سبتمبر ٢٠١٤

لم تقبل عائلة ال سعود يوما دورا رياديا لمصر، وشاركت في جميع المخططات الغربية التي استهدفت مصر شعبا وقيادات، وسعت العائلة الحاكمة في أرض نجد والحجاز منذ سنوات طويلة لتدخل نادي الكبار تماما كمشيخة قطر، الا أنها بقيت خارج هذا النادي، وجل غايتها أن تسرق الدور المصري وتشطبه لتقود الامة العربية، وهي التي لم تعمل يوما لصالح هذه الامة.
وجاءت مؤامرة "الربيع العربي" واصطفت العائلة السعودية الى جانب واضعي هذه المؤامرة الارهابية، ومولتها من خزائن النفط، وراحت تتباهى بأنها ترعى الارهاب والعصابات الارهابية التي ضخت اليها الاسلحة والمرتزقة ، لتعيث فسادا واجراما في الساحات العربية وفي سوريا تحديدا، وأيضا في الساحة العراقية، في اطار تقديم الخدمات للغرب والصهاينة، فهي تم تنصيبها على أرض نجد واحجاز لتقوم بهذا الدور الوظيفي المشبوه.
وعندما وقفت السعودية ضد برنامج جماعة الاخوان التي أعلنت استعدادها قولا وفعلا لتنفيذ المخططات الامريكية، وتمكنت من الامساك بالحكم في مصر، فان هذا لا يعني أن العائلة السعودية تحب خيرا لمصر أو راضية عن دور مصر الريادي، وانما تريد أن تتولى هي الهيمنة على أرض الكنانة بهذا الشكل أو ذاك، في اطار منافستها لجماعة الاخوان، خادما وفيا مخلصا لواشنطن، وأن تحافظ على أفضلية التبعية، وأن تقدم المزيد من الاثباتات على اخلاصها لقوى الشر التي تستهدف الامة العربية وقضاياها وثرواتها.
لكن، الشعب المصري قام بثورته التصحيحية العظيمة وأسقط برنامج جماعة الاخوان المسلمين، وعزل من نصبته الجماعة بالتعاون مع أمريكا رئيسا لمصر، مستعيدا دوره وسيادته على أرضه، وأفرز شعب مصر قيادة جديدة، في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة ما زالت مصر تعيشها حتى الان.
وعلى الفور بدأت العائلة السعودية تحفر لمصر وشعبها، وتشترط وتطلب، مقابل تقديم أي دعم مالي، وهي تدفع بمصر لأن تصطف الى جانب أطراف المؤامرة، والمشاركة في تقتيل أبناء الشعب وتدمير دولتهم واستباحة اراضيها وتجزئتها الى كيانات مذهبية وطائفية متصارعة.
دوائر سبياسية مطلعة ومتابعة للتطورات في المنطقة ذكرت لـ (المنــار) أن مصر تتعرض لضغوط سعودية واماراتية ضخمة بعلم ومباركة من الولايات المتحدة لاضعاف مصر، ولعل التلويح بالدعم المالي لمصر، من جانب السعودية والامارات دون خطوات عملية حقيقية في هذا الميدان هو أخطر أشكال الضغط، فالعائلة السعودية وتلك الحاكمة في الامارات تسعيان لجر مصر الى الخندق المعادي للامة وقضاياها، وتشترطان قبول مصر بهذا التخندق وان كان غير ظاهر مقابل تقديم العون المالي.
وكشفت الدوائر لـ (المنــار) أن الرياض ألمحت لمصر امكانية مشاركتها في تحالف لضرب سوريا، والتعرض للحراك الشعبي في اليمن، وهذا التصرف يهدف الى احراج مصر، ودفعها الى منزلق خطير لن تتعافى منه وفي حال تحقق ذلك، تكون مصر قد فقدت دورها الريادي، ومع أن مصر لم تصل بعد الى مستوى الدور الذي كانت تضطلع به منذ ثورة الثالث والعشرين من يوليو على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بفعل الارهاب الذي تمارسه جماعة الاخوان المدعومة أمريكيا وتركيا وقطريا، فالقاهرة منشغلة بالتصدي لهذا الارهاب الذي يشكل حلقة من حلقات التآمر على مصر، فالسعودية لا تريد لمصر شفاء تماما، أو نجاحا في القضاء على الارهاب وبشكل خاص في صحراء سيناء، أو تطورا في الميدان الاقتصادي، حتى تظل أرض الكنانة ضعيفة، لا قدرة لها على التأثير في الاحداث وصنعها، فالارهاب في مصر تغذيه دول الخليج بمباركة الولايات المتحدة ودول اوروبية، وهي غير معنية بالقضاء على هذا الارهاب.
وتضيف الدوائر أن القاهرة كانت في الماضي البوابة التي يضطر أي زائر من هذه الدولة أو تلك الى دخولها قبل أن يتجول في عواصم المنطقة، لم تتمكن بعد من الاحتفاظ بهذه الميزة، وبالتالي، ترى السعودية في ذلك ضعفا تحاول استغلاله، واستخدام سياسة الابتزاز غير المعلنة في التعاطي مع القيادة المصرية الجديدة.
وتفيد الدوائر المذكورة أن أمام مصر خيارين، الاول أن تتحرك صراحة وعلانية في تعاطيها مع أزمات المنطقة، فمصر عليها واجب قومي، ولها دور ريادي يتطلب من القيادة المصرية الاحتفاظ به، وعدم التخلي عنه لصالح الصغار في الرياض أو غيرها من العواصم الخليجية، وهذا يتطلب قبل كل شيء أن تعلن مواقف حاسمة، ومقبولة جماهيريا في الساحة العربية خطوة على طريق استعادة دورها، وحمايته من تآمر العائلات الخليجية الحاكمة، خاصة، موقف حازم وحاسم ازاء ما يجري في سوريا وما يتعرض له الشعب السوري من مؤامرة ارهابية، فدمشق والقاهرة جناحا الامة العربية، وعبد الناصر وصف دمشق بأنها قلب العروبة النابض.
أما الخيار الثاني، فهو الخضوع لمطالب الخلايجة، وتحديدا العائلة السعودية، وان اتخذت القيادة المصرية ـ لا سمح الله ـ هذا الخيار فهي لن تتلقى من الدعم الخليجي الا الفتات.
وهنا يمكن القول بصراحة، أن مصر هي الامينة على قضايا الامة وهي المدافعة عن شعوبها، وبالتالي، ما تطلبه جماهير هذه الامة من القيادة المصرية هو مواقف حاسمة اتجاه قضايا الشعوب العربية، وعدم الانزلاق وراء عباءات الشر في الخليج، فارض الكنانة هي صاحبة الدور الريادي اقليميا ودوليا، وما تتمناه شعوب العرب هو أن تحافظ القيادة المصرية على هذا الدور وأن لا تسمح لأية جهة كانت بسرقته.