يعلون يطيح مرشح نتنياهو لرئاسة الأركان

يعلون يطيح مرشح نتنياهو لرئاسة الأركان

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٧ سبتمبر ٢٠١٤

حسم وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون الجدل في إسرائيل بشأن المرشحين لتولي منصب رئيس الأركان المقبل، فأخرج من القائمة الجنرال احتياط يؤآف غالانت الذي يعتبر مرشحا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وليس معلوما إن كان هذا القرار سيقابل بالصمت من جانب غالانت وأنصاره، أم أنه سيفتح باب المنافسة على مصراعيه وينقلها إلى محافل ومستويات أخرى.
وفي لقاء مع المراسلين العسكريين، لمناسبة اقتراب رأس السنة العبرية، قال يعلون إن خليفة رئيس الأركان الحالي بني غانتس، الذي ينهي مهام منصبه في شباط العام 2015، «سيتم اختياره بين الجنرالات الحاليين»، مضيفا أن «رئيس الأركان المقبل سيكون من مرتدي البزة العسكرية حاليا».
ويعني كلام يعلون أنه حسم الجدل بشأن ترشيح غالانت، الذي كان تقرر تعيينه رئيسا للأركان في الولاية السابقة، لكن تم سحب القرار جراء إثارة قضايا قانونية بشأنه.
وكانت الصحافة الإسرائيلية قد امتلأت بالجدل، سلبا وإيجابا، حول ترشيح غالانت لرئاسة الأركان، بعد إعلان غالانت، الذي أصبح نجما تلفزيونيا بتعليقاته اليومية على مجريات حرب الخمسين يوما على غزة، أنه جاهز لتولي المنصب إن دعته الحكومة. وقال غالانت، في حديث تلفزيوني، إنه جاهز لاتخاذ القرار إذا دعته الحكومة الإسرائيلية من جديد لأداء الخدمة العسكرية.
لكن إشارة يعلون أمس لم تخرج فقط غالانت من المنافسة، وإنما وجهت الأنظار بشدة إلى نائب رئيس الأركان الحالي الجنرال غادي آيزنكوت. إذ عززت التقديرات السائدة بأن رئيس الأركان المقبل سيكون آيزنكوت، الذي يعتبر المرشح الطبيعي الأوفر حظا لهذا المنصب. ومعروف أن قائمة المرشحين تضم أيضا نائب رئيس الأركان السابق الجنرال يائير نافيه، وقائد الجبهة الشمالية الذي ينهي ولايته الجنرال يائير جولان. وهناك اعتقاد بأن جولان سيتم تعيينه نائبا لآيزنكوت في رئاسة الأركان.
وقال يعلون إن «فضيحة المرة السابقة لن تتكرر» في إشارة الى تعيين رئيس الأركان العشرين في العام 2011 خلفا لغابي أشكنازي، حين تم سحب قرار تعيين غالانت رئيسا للأركان بعد إعلانه. ومعروف أنه تم حينها تعيين الجنرال بني غانتس خلافا لما كان يريد كل من نتنياهو ووزير الدفاع حينها إيهود باراك. ومعروف أن يعلون كان في العام 2011 بين المعارضين لانتخاب غالانت رئيسا للأركان، ولذلك فإن موقفه الحالي ليس غريبا باستثناء غالانت بهذه الطريقة.
وقال يعلون «بعد فترة الأعياد سأجري مقابلات مع المرشحين، وسأتشاور مع وزراء الدفاع ورؤساء الأركان السابقين». وأضاف أنه ليس بين المرشحين الحاليين أحد تجري ضده أية تحقيقات، في نوع من التلميح بأن ذكر اسم آيزنكوت في «فضيحة هرباز» (مؤامرة داخل هيئة الأركان ضد ترشيح غالانت رئيسا للأركان) لا يمنعه من أن يكون رئيس الأركان المقبل. وشدد يعلون على أنه تشاور أيضا مع المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين قبل أن يعلن موقفه هذا.
وبموجب القانون في إسرائيل فإن رئيس الأركان يتم اختياره في الحكومة من بين مجموعة ضباط كبار، يوصي بهم وزير الدفاع شخصيا. وهذا يعني صعوبة أن يعود اسم غالانت إلى طاولة الحكومة، لا من جانب رئيس الحكومة ولا من جانب أي وزير آخر. وبديهي أن هذا لن يمنع تعاظم واشتداد التراشق بالأوحال من جانب المتنافسين، خصوصا من جانب غالانت الذي قد يبدأ معركة ضد وزير الدفاع وربما ضد الضباط الآخرين لإثبات أنه أفضل منهم.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع الذي دار حينها حول رئاسة الأركان قيل أنه ارتكز، في أحد جوانبه، إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وباراك كانا يرغبان في غالانت بسبب إصرارهما على توفير قيادة عسكرية إسرائيلية مؤيدة لضربة إسرائيلية منفردة ضد إيران. وكان الاعتقاد الشائع أن غالانت، المتهور، أقدر على التجاوب، وأخذ الجيش نحو مثل هذه المقامرة، التي بوسعها ليس فقط إشعال حرب إقليمية وإنما أيضا توتير علاقات إسرائيل مع دول العالم وخصوصا مع الحليف الأميركي. ولا تستبعد تحليلات إسرائيلية أن تفكير نتنياهو بالعودة لترشيح غالانت قد لا يكون بعيدا عن رغبته في إحياء فكرة الضربة العسكرية الإسرائيلية المنفردة لإيران.