وزير الخارجية الكويتي في رام الله تفاهم سياسي.. في ذكرى «أوسلو»

وزير الخارجية الكويتي في رام الله تفاهم سياسي.. في ذكرى «أوسلو»

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٥ سبتمبر ٢٠١٤

للمرة الأولى منذ العام 1967 وغداة الذكرى العشرين لاتفاقية «أوسلو»، اختتم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أمس، زيارة تاريخية إلى فلسطين المحتلة، حيث بحث في رام الله سبل تعزيز علاقات التعاون، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية ومذكرة تفاهم في المجال السياسي.
ووصل الشيخ صباح إلى رام الله على متن مروحية أردنية، في زيارة هي الأولى منذ 47 عاماً للأراضي المحتلة، تلبية لدعوة من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، حيث كان في استقباله الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم والمالكي وسفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب.
وبدأ الوزير الكويتي جولته بالتوجه إلى مدينة القدس المحتلة حيث أمَّ المصلين، قبل أن يجول في باحات المسجد الأقصى ويزور مسجد قبة الصخرة، حيث أعرب عن سعادته بهذه الزيارة، ناقلاً تحيات دولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً لأهالي القدس.
وأكد صباح الخالد اهتمام دولة الكويت ومتابعتها لما يجري في مدينة القدس المحتلة ودور أهلها في الحفاظ على مقدساتها، مشدداً على أن بلاده «ستبقى دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صموده على أرضه»، وواعداً بألا تكون هذه الزيارة هي الأخيرة.
وبعد ذلك، أجرى وزير الخارجية الكويتي جلسة مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة في رام الله، بحث معه خلالها سبل تطوير العلاقات بين البلدين، كما سلمه رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وبحضور عباس، وقَّع صباح الخالد مع المالكي على اتفاقية للتعاون السياسي، ومذكرة تفاهم في المجال السياسي بين البلدين. وتنص اتفاقية التعاون على إنشاء لجنة مشتركة للتعاون السياسي بين حكومتي البلدين، فيما تنص مذكرة التفاهم على إقامة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية الفلسطينية والكويتية.
وقال صباح الخالد، في مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي، إن «توقيع اتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم سيعطينا مظلة واسعة للتعاون في مجالات متعددة وأيضاً التشاور والتنسيق بين وزارتي البلدين في ما يتعلق بالوفد الوزاري الذي تترأسه الكويت ويضم وزراء خارجية فلسطين ومصر والاردن وموريتانيا، بالإضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي».
وأوضح ان الوفد سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية في نيويورك على هامش الدورة المقبلة لـ«الجمعية العامة للامم المتحدة» للتنسيق حول سبل استثمار وجود 130 رئيس دولة ورئيس حكومة في مكان وزمان واحد لحشد الدعم للقضية الفلسطينية.
وأكد وزير الخارجية الكويتي أهمية زيارته إلى رام الله، موضحاً أنها تعد فرصة للتنسيق والتشاور مع القيادة الفلسطينية حول الخطوات المقبلة، لا سيما أن الكويت تترأس حاليا القمة العربية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية.
من جهته، أكد المالكي أهمية اتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم الموقعتين مع الكويت، معرباً عن الأمل في ان تبدأ المشاورات قريباً وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
واعتبر المالكي زيارة صباح الخالد إلى رام الله «منعطفاً تاريخياً مهماً» في العلاقات الفلسطينية الكويتية، وأن من شأنها أيضاً أن تفتح «صفحة جديدة متفائلة» نحو تعزيز وتطوير وتفعيل العلاقات الكويتية - الفلسطينيية.
ومع غياب الدعم العربي للفلسطينيين، تأتي هذه الزيارة تزامناً مع مرور 20 عاماً على اتفاقية «أوسلو». وفي هذا السياق، أكد القيادي في حركة حماس يحيى موسى في حديث إلى «السفير»، أن «اتفاق أوسلو جلب الكوارث والخطايا الوطنية للفلسطينيين منذ أن تم التوقيع عليه، إلى جانب هدفه الأساس تضييع أرض فلسطين وضرب وحدة الشعب الفلسطيني ما بين الشتات والداخل، بالإضافة إلى التنازل عن حوالي 80 في المئة من أرض فلسطين وتقسيم الشعب الفلسطيني وإدخاله في حالة احتواء ثقافي وأمني وسياسي».
وقال موسى «إننا وبعد عشرين عاماً من توقيع الاتفاق، أصبحنا نشهد كوارث وطنية استغلها الاحتلال بتعميق احتلاله وزيادة المستوطنين والمستوطنات، وفي تهويد القدس الذي كان يتواجد فيها حوالي 100 ألف مستوطن في السابق، والآن أصبحوا حوالي 600 ألف مستوطن، فضلاً عن تراجع الاقتصاد الفلسطيني إلى الخلف».
ولفت موسى، إلى أنه «كان من الممكن البناء على بعض الإيجابيات في الاتفاق من خلال التطبيق العملي على الأرض، لكن الاحتلال تحلل من التزاماته تجاه الاتفاق، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني أصبح بلا مشروع وطني وبلا إستراتيجية وطنية وبلا وحدة وطنية».
إلا أن عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة يحيى رباح، اعتبر أن اتفاقية أوسلو لم تسبب كوارث وطنية كما قال موسى، لافتاً إلى أنّ ذلك «كلام غير سياسي على الإطلاق، لأنّ الذين يتشبثون الآن بمكاسب في فلسطين سواء حركة حماس أو أي من فصائل المعارضة أصبحوا موجودين داخل السلطة الفلسطينية بناءً على اتفاق أوسلو».
وفي حديث مع «السفير»، شدّد رباح على أن «إسرائيل» أخلّت بالاتفاق، وأن الراعي الأميركي له لم يكن نزيهاً في تطبيقه على الأرض، وهو ما ترجم فعلياً، مؤكداً على أن «الاتفاق كان إنجازاً للفلسطينيين، خصوصاً أن إسرائيل كانت تتنكر لوجود الشعب الفلسطيني وبعد الاتفاق اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني». ولفت إلى «أن الحلف العربي والإسلامي كان ضعيفاً ولم يقف مع الفلسطينيين إبان الاتفاق، على عكس حلفاء إسرائيل الذين وقفوا إلى جانبها ودعموها».
وبرغم ذلك، علق رباح، على زيارة الصباح إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إنها ستفتح لمرحلة جديدة من الوعي العربي والشعور بالمسؤولية العربية تجاه الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هذه الزيارة «هي الأولى من نوعها لدولة عربية ليس لها علاقات مع إسرائيل»، مشدداً على «ضرورة الاستمرار في مثل هذه الزيارات من قبل مختلف الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية والوقوف عند مسؤولياتها تجاهها».
واعتبر أنه «عندما يكون لك أخوة يعانون ويلات الاحتلال، فعليك أن تزورهم وتتعرف على أوضاعهم، وأن تقف معهم ولا تشير لهم عن بعد».