مراقبون يتحدثون عن تحالف أمريكي تركي من وراء الكواليس

مراقبون يتحدثون عن تحالف أمريكي تركي من وراء الكواليس

أخبار عربية ودولية

السبت، ٦ سبتمبر ٢٠١٤

بعد لقاء جمع بين الأمريكي باراك أوباما و نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس في واشنطن ، قد تجد تركيا صعوبة في أن تلعب دورا علنيا في الائتلاف الذي تشكله الولايات المتحدة لضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ، وكانت أحد التحليلات أن يكون ذلك ربما خوفا من أن ينتقم التنظيم المتشدد من عشرات الأتراك الذين يحتجزهم كرهائن.
 وقال مسؤول أمريكي رافضا الإشارة عن اسمه لوكالة الأنباء رويترز : أن "الكل يدرك أن الأتراك لهم وضع خاص" ، في إشارة إلى سلامة الرهائن الاتراك وعدم رغبة دولة في مهاجمة دولة مجاورة خشية حدوث رد فعل انتقامي.
وتحدث أوباما أنه يأمل أن يضع استراتيجية إقليمية للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية-داعش"، الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا ، لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين توقعوا أن تنأى تركيا بنفسها عن لعب دور علني كبير.
وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هي البلد المسلم الوحيد في "ائتلاف اساسي" أعلنت الولايات المتحدة عنه أمس الجمعة خلال قمة للحلف في "نيوبورت بويلز" ، ويضم الائتلاف عشر دول التزمت بمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق.
ومراعاة للمأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه تهدف واشنطن إلى حمل أنقرة على التركيز على وقف تدفق المتشددين الأجانب وبينهم كثيرون من الولايات المتحدة وغرب أوروبا يعبرون أراضيها للانضمام للقتال في سوريا.
وذكر مسؤول ثان أن واشنطن ستطلب من أنقرة أن تبذل جهدا أكبر لمنع المقاتلين الأجانب من دخول سوريا وهي رسالة وجهها أوباما بشكل دبلوماسي يوم الجمعة وسيكررها وزير الدفاع "تشاك هاجل" خلال زيارة لتركيا هذا الأسبوع.
وضمن الاجتماع الذي جمع بين الرئيسين، قال أوباما للصحفيين "أريد أن أعبر عن تقديري للتعاون بين القوات المسلحة واجهزة المخابرات الأمريكية والتركية في التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وهي قضية لا تزال تحتاج لجهد أكبر."
وقال مسؤولون أتراك إن تركيا وضعت قائمة تضم أسماء ستة آلاف شخص ممنوعين من دخول أراضيها للاشتباه في أنهم يسعون للانضمام "للمتشددين في سوريا" بحسب معلومات من وكالات مخابرات أجنبية.
وقال المسؤول الأمريكي الثاني " ملف المقاتلين الأجانب معروف جيدا. انها مشكلة وهي حتما تساهم.. في تقدمهم في سوريا والعراق... هذا حتما أمر نتطلع لتركيا كي تساعدنا فيه."
ودفع التقدم الخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق أوباما لاستئناف الغارات الجوية في العراق خلال شهر أغسطس/ آب للمرة الأول.زادت التوقعات بأن أوباما قد يستهدف الدولة الإسلامية في سوريا. وبالإضافة لإيفاد هاجل لتركيا سيتوجه وزير الخارجية جون كيري للشرق الأوسط الاسبوع المقبل لحشد شركاء للائتلاف.
وتسلط معضلة تركيا الضوء على طبيعة التحديات التي يواجهها كيري في تشكيل ائتلاف فعال من الدول التي لها مصالح والتزامات مختلفة في المنطقة.
وفي مؤشر على مدى حساسية المسألة في تركيا شدد مسؤولون أتراك في احاديث خاصة على أن أيا من الطائرات الأمريكية التي تنفذ غارات في العراق لم تأت من قاعدة "انجرليك" الجوية في جنوب تركيا.
ورغم تشديد تركيا على احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي الذي انضمت إليه في 1952 فقد عبر مسؤولون أتراك عن عدم استعدادهم للمخاطرة بحياة رهائنهم.
ومن جانبه قال مسؤول تركي بأن"تركيا عضو بحلف الأطلسي. نشترك في المباديء والقيم نفسها مع الغرب. لكن لدينا 46 رهينة."وقال محللون في الولايات المتحدة بينهم الجنرال المتقاعد " ديفيد بارنو" وهو قائد أمريكي كبير سابق في أفغانستان إن تركيا ستقدم المساعدة من وراء الكواليس بالسماح لدبابات وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار بالعمل من أراضيها.
ويذكر أنه يحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 46 مواطنا تركيا بينهم دبلوماسيون خطفوا من القنصلية التركية في الموصل عندما اجتاح التنظيم المدينة وهي ثاني أكبر مدن العراق في يونيو / حزيران.