إستنفار أمني حدودي بقاعي لوقف تسلّل المسلّحين من القلمون

إستنفار أمني حدودي بقاعي لوقف تسلّل المسلّحين من القلمون

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠١٤

عشية الجلسة النيابية المرتقبة لانتخاب رئيس الجمهورية أو استمرار المراوحة في الشغور الرئاسي، يستمر انسداد الأفق السياسي، فيما لا يزال ملف الإرهاب وتداعيات قضية العسكريين المخطوفين من قبل مسلحي تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في جرود عرسال، يحتل الأولوية ويشغل الساحة الداخلية بامتياز، خاصة في ظل ما يشهده الشارع من تحرّكات احتجاجية على عملية الخطف وإن كانت عملية إطلاق خمسة جنود بالأمس قد شكّلت بارقة أمل باحتمال نجاح المفاوضات السرّية الجارية لإقفال هذا الملف ووقف معاناة الجنود وعائلاتهم. وبينما يستمر المعنيون في المفاوضات لإطلاق المخطوفين في إضفاء جدار سميك من الكتمان حول الشروط المطروحة من قبل الجهات الخاطفة، والتي ظهر بعضها في الإعلام، تحدّثت معلومات لقوى سياسية في منطقة عرسال عن تراجع التوتّر الميداني على الأقلّ راهناً، في مقابل حراك لتطويق أي محاولات لإعادة تفجير الوضع الأمني، وذلك من خلال إجراءات أمنية خاصة للجيش، تمنع عودة المسلّحين من القلمون، والتسلّل مجدّداً إلى عرسال والاعتداء عليها. ولم تخفِ المعلومات وجود مخاوف لدى القوى السياسية في المنطقة، أي في مجمل قرى البقاع، من الحوادث الأمنية المتفرّقة التي سُجّلت على مدى الأسبوع الماضي، تزامناً مع تزايد أعداد المسلّحين في جرود عرسال ومغاور القلمون والوديان المجاورة، والذي أدّى إلى محاولة العشرات منهم الدخول عبر المعابر غير الشرعية إلى قرى حدودية بقاعية، ومنها إلى مناطق بعيدة عن الحدود.
وكشفت هذه المعلومات عن أن المؤشّرات الميدانية في منطقة البقاع الشمالي تنبئ باهتزازات أمنية قريبة، وذلك نتيجة التطوّرات العسكرية في سوريا، كما في العراق، حيث تنشط ملاحقات الطائرات الحربية الأميركية لوقف تمدّد «داعش» عراقياً، ودفع مقاتليها إلى التراجع باتجاه المناطق السورية، ومنها باتجاه الحدود اللبنانية ـ السورية وخصوصاً في منطقة القلمون. وأضافت أن الوضع في عرسال بشكل خاص، معرّض لأكثر من سيناريو أمني في الأيام المقبلة، وهو ما دفع نحو استنفار واسع للجيش اللبناني لمواجهة الأعداد المتزايدة من المسلّحين الذين يتمركزون في المغاور والوديان في جبل القلمون، حيث من الصعب ملاحقتهم عبر الغارات الجوّية، أو عبر تنفيذ عمليات هجوم ضدهم من قبل الجيش السوري. ولم تنفِ المعلومات صحة ما تردّد في الأسبوع الماضي عن دخول عدد من هؤلاء المسلّحين إلى بلدة عرسال، لكنها أوضحت أن الوضع الأمني ما زال مستقراً وإن كان مشوباً بالتوتّر الشديد، معتبرة أن التدابير المتّخذة على الحدود ستحول دون أي تكرار لمثل هذا التسلّل، وسيبقى الشارع تحت السيطرة على الأقلً داخل البلدة وجوارها، ولكن هذه التدابير قد لا تكون كافية فيما لو استمر تزايد أعداد المسلحين في الجرود المحيطة بعرسال وكرّروا بالتالي عملياتهم ضد القوى الأمنية المتمركزة في المنطقة كما حصل في الأسبوع الماضي.
وربطت المعلومات نفسها ما بين التوتّر الميداني في عرسال واستمرار أزمة خطف العسكريين، والتهويل الإعلامي الذي تلجأ إليه التنظيمات الإرهابية وتداعياته في الشارع الداخلي، حيث سُجّلت أكثر من حادثة وموقف خلال الأسبوع الماضي ساهمت في رفع منسوب القلق والخشية من فشل كل المحاولات الجارية من خلال وسطاء محلّيين وإقليميين للإفراج عن العسكريين المخطوفين. وحذرت من توريط الشارع في صدام مشبوه نتيجة التطوّرات الدراماتيكية الطائفية والمذهبية الأخيرة، مشدّدة على ضرورة تهدئة الخطاب السياسي لجميع القوى والأطراف على الساحة الداخلية، كما على تكثيف دعم الجيش سياسياً وشعبياً، وذلك للحؤول دون أي انفجار جديد في عرسال أو في أي منطقة حدودية أخرى مهدّدة بالتصعيد في البقاعين الشمالي والغربي.