داعش ينفذ تهديده ويذبح أحد الجنود المخطوفين... لبنان إلى أين..؟

داعش ينفذ تهديده ويذبح أحد الجنود المخطوفين... لبنان إلى أين..؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٨ أغسطس ٢٠١٤

كيف سترد الفصائل اللبنانية التي تحترف الصيد في الماء العكر على خبر ذبح الجندي اللبناني الذي أكدت مراسلة عربي برس ذبحه على يد التنظيم بعد انتهاء المهلة التي منحت للحكومة اللبنانية كي تقوم بتحييد حزب الله عن المفاوضات الجارية بين التنظيم الإرهابي و الحكومة اللبنانية عن طريق هيئة علماء المسلمين من أجل اطلاق سراح المسجونين من التنظيم في سجون لبنان.
في المطلق سيخرج ساسة من أمثال جعجع و الحريري و سواهما من فريق 14 آذار، ليعيد التكرار بأن من ذبح الجندي اللبناني هو تدخل حزب الله في الأزمة السورية، و سيتهم الكل أن حزب الله وراء جر التنظيمات الإرهابية إلى الأراضي اللبنانية، لكن الواقع يقول أن هذا الفريق المرتبط بالنظام السعودي عبر سعد الحريري زعيم تيار المستقبل هو من قام بتقديم التسهيلات اللازمة لتمرير السلاح و الجهاديين عبر الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري، وحين قامت الدولة السورية بحسم معركة القلمون، كان من الطبيعي أن يرتد هؤلاء إلى المناطق التي جاؤوا منها، إلى عرسال، التي كانت وما زالت تضم في جرودها معسكرات ومقرات للتنظيم الأكثر وحشية في تاريخ المنطقة.
التاريخ القريب و البعيد لفريق 14 آذار يقول بأنهم محترفو الصيد في الماء العكر في لبنان، و لكن هذه المرة سيكون ثمة بركة من الدم التي سيرمون فيها صناراتهم لصيد مكاسب سياسية داخلية كالبحث عن إنهاء مسألة الفراغ الرئاسي كما يشتهونها بأن يصبح سمير جعجع رئيساً لـ لبنان.
ذبح الرقيب اللبناني"علي أحمد السيد" و سيفتح الباب على مصرعيه أمام ريح يمكن أن تعصف بـ لبنان الذي لا ينقص وضعه الداخلي ريح أخرى، فالأزمة السياسية عالقة في البرلمان، و يعلق معها عدد من الملفات التي يلعب بها الفرقاء السياسيين من أجل مصالحهم، وهي ملفات خدمية تمس حياة المواطن اللبناني بشكل مباشر.
ثم، و في بلد مثل لبنان، الولاء فيه للطائفة مرعب، هل سيرحم ساسة 14 آذار البلاد من حمام دم قد يبدؤونه باتهماهم حزب الله و توجيه اللوم إليه في ذبح داعش للرقيب اللبناني، و كيف سيتعامل الجيش اللبناني مع الحدث، خاصة و إنه فقد مجند آخر اليوم، مع تجدد الاشتباكات مع داعش المنتشرة في محيط عرسال.
رد فعل ذوي الشهيد اللبناني لا ينبأ أن الحدث يمكن أن يمرّ هكذا، عملية الانتقام لابد آتية، و لكن هل سيدرك اللبنانيون أن عدوهم هو داعش ومن يؤيدها، لا من سيوجه إليه اللوم لمجرد التحصل على مكاسب سياسية..؟