العراق على شفير الهاوية.. البرلمانيين يتقاذفون الاتهامات و ضحايا الإرهاب اليومية بـ "الجملة"

العراق على شفير الهاوية.. البرلمانيين يتقاذفون الاتهامات و ضحايا الإرهاب اليومية بـ "الجملة"

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٣ أغسطس ٢٠١٤

العراق على شفير الهاوية، بهذا يمكن تلخيص الوضع الذي تعيشه بلاد الرافدين اليوم نتيجة للأزمة الأمنية و السياسية التي تعصف بـ البلاد.
و على أساس طائفي يراد منه تحصيل المكاسب الأكبر في الحكومة القادمة تبنى الاتهامات التي تتقاذفها الكتل البرلمانية إثر كل إنفجار، حيث انسحب انسحب نواب كتلتين محسبوتين على الطائفة السنية من المحادثات الخاصة بتشكيل الحكومة، إثرعملية إرهابية استهدفت مسجد للسنة في محافظة ديالى أثناء صلاة الجمعة والذي أسفر عنها استشهاد ما لا يقل عن 68 شخصاً.
و فيما لم تتضح هوية المنفذين ، إلا أن الكتلتين وجهة الاتهام إلى الطائفة الشيعية، دون أن يتم طرح ما إذا كان تنظيم داعش يقف وراء هذه الجريمة التي أثارت المجتمع العراقي، خصوصاً و إن التنظيم الإرهابي يتقدم باتجاه ديالى باعتبارها منطقة سنية؟
انسحاب الكتلتين البرلمانيتين من محادثات تشكيل حكومة جديدة لتضعا تحديا كبيرا أمام رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، الذي يسعى بقوة لتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف قادرة على مواجهة المسلحين.
وطالبت الكتلتان اللتان يرأسهما رئيس البرلمان سالم الجبوري ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك رئيس الوزراء المنتهية ولايته والكتلة البرلمانية الشيعية الرئيسية بتسليم الجناة خلال 48 ساعة وتعويض عائلات الضحايا "إذا أرادوا للعملية السياسة  والحكومة الجديدة أن ترى النور".
و بحسب ما نقلته وسائل إعلام عراقية نقلاً عن ضابط في الشرطة العراقية فإن الهجوم نفذ عبر اختراق انتحاريا لمسجد مصعب بن عمير في قرية إمام ويس بمحافظة ديالي، الواقعة على بعد 120 كيلومترا شمال شرق بغداد وفجر نفسه قبل أن يدخل مسلحون المسجد ويفتحوا النار على المصلين.
وأفاد مسؤولون في إمام ويس بأن قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي -التي يشكل المتطوعون الشيعة معظم قوامها- هرعوا إلى مسرح الهجوم لتعزيز الأمن، إلا أن  العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون أعاقتهم، بما سمح للمهاجمين بالفرار، و استشهد في الانفجارات ثلاثة من قوات الحشد الشعبي فيما أصيب 13 اخرين.
من جانبه طالب المالكي بإجراء تحقيق في الحادث الذي نتج عنه استشهاد 68 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين. و في استمرارية الأعمال الإرهابية أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، بأن قياديا من متطوعي الحشد الشعبي استشهد وأصيب 25 آخرون بانفجار "عربة همر" مفخخة كان يقودها انتحاريان جنوب غرب تكريت.
فيما نقتلت وسائل الإعلام العراقية عن مصدر أمني في محافظة ديالى، بأن خمسة مدنيين استشهدوا وأصيب أربعة آخرون بانفجار ثلاث عبوات ناسفة بالتعاقب شمال شرق بعقوبة. أما في افاد في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، فقد قال مصدر طبي في مستشفى المدينة لوسائل الإعلام ، بأن استهداف المدينة بقذائف الهاون اليوم أسفر عن وقوع 28 شخصا بين شهيد و جريح كما أكد أن من بين الضحايا نساء وأطفال. و تتعرض مدينة الفلوجة لقصف يومي بـ الهاون من قبل ميليشيات تنظيم داعش التي تتواجد في بعض من أحياءها.
الوضع الأمني العراق المتردي، يرافقه بطئ العملية السياسية  وتأثرها بالمواقف غير المحسوبة من قبل السياسيين العراقيين، أربك الحياة في البلاد، مما ينذر بانهيار بنية الدولة في حال استمرار التناحر السياسي.