الشباب البريطاني في فخّ "داعش"

الشباب البريطاني في فخّ "داعش"

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٢ أغسطس ٢٠١٤

حملت اللهجة الإنكليزية للشخص الذي قام بقطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، في شريط الفيديو الذي بثه تنظيم "الدولة الاسلامية"، بريطانيا على التساؤل عن الأسباب التي تدفع رعاياها للانضمام الى المقاتلين في سوريا والعراق وسبب الوقوع السهل في فخ "داعش".
وترى الباحثة المتخصصة في قضايا مكافحة الإرهاب، في مؤسسة "كويليام"، إرين ماري سالتمان أن جيل الشباب البريطاني "يواجه صعوبات في صنع هوية، خصوصاً في مجتمع يخضع للعولمة حيث تتشابك الهويات". وتضيف أن "بعض الأشخاص يشعرون بارتياح أكبر في بيئة محددة وبالتالي هم أكثر عرضة للانجذاب الى هذه المجموعات التي تعد بالموت كشهيد وحيث يصبح الفرد بطلاً ينقذ العالم". كما تشير سالتمان الى انه "قبل شهر كنت سأقول لكم إن عدد المقاتلين من بريطانيا سينخفض، لكن الأفراد يريدون دعم قضية رابحة. والدولة الإسلامية أصبحت كذلك اليوم في نظرهم".
وهذا الشهر قُتل الموظف البريطاني السابق في متاجر "برايمارك" للملابس محمد حميد الرحمن، البالغ من العمر 25 عاما، في صفوف "الدولة الإسلامية". واذا تم التأكد من أن الرجل الذي قتل فولي وكان يتحدث بلكنة بريطانية واضحة، مواطن بريطاني، فهذا خيار لا يفاجئ سالتمان التي تعتبر "انه قرار متعمد 100 في المئة.. عندما نرى شخصاً نشأ في ما نعتبره مجتمعاً ديموقراطياً فهذا يؤثر فينا أكثر".
بدوره، يقول الخبير في الفكر الإرهابي لدى معهد "رويال يونايتد سيرفيسز انستيتيوت" للأبحاث في لندن أفضل أشرف: "نجد عدداً كبيراً من المجرمين واللصوص الذين أصبحوا متشددين في السجن"، ونجد أيضاً "مسلمين تأثروا بالأحداث التي تدور في العالم"، مضيفاً أنه "خلال الحرب الأهلية الإسبانية شعر كتاب شباب مثل لوري لي، وإرنست همنغواي، وغيرهم بالاضطهاد"، مشبّهاً هؤلاء "بالمسلمين الذين تضطهدهم الحكومات الغربية".
وفي نظر شيراز ماهر من "المركز الدولي للدراسات حول التشدد"، في كينغز كوليدج في لندن، أن البريطانيين الذين قرروا الانخراط في صفوف المتطرفين لديهم فكرة واحدة هي "ان يكونوا في الخطوط الأمامية لأي نزاع وليس أن يكون لديهم دور ثانوي". لكن في رأي أشرف، الحقيقة تكون مختلفة تماماً عندما يلتحقون بصفوف مقاتلي "داعش" وتعهد اليهم الأدوار الثانوية "كالانتحاريين أو الحراس"، مشدداً على أن "داعش لا تثق بهم كما أنهم لا يتكلمون العربية".
وظهرت مخاوف التهديد الإسلامي على الأراضي البريطانية في أيار العام 2013 عندما قُتل الجندي لي ريغبي بوحشية، في وضح النهار في أحد شوارع لندن، على ايدي بريطانيين من أصول نيجيرية اعتنقا الإسلام.
ومنذ عامين توجه 400 الى 500 بريطاني الى سوريا والعراق. وفي الآونة الأخيرة ينشر البعض "انجازاتهم" على شبكات التواصل الاجتماعي. ونشر مهدي حسن (19 عاماً) صورة له على "تويتر" ظهر فيها في سوبرماركت يحمل وعاء نوتيلا، موضحاً أن "زملاءه الجدد لن ينقصهم شيء". كما نشر عبد الماجد عبد الباري، ويتحدر من غرب لندن، صورة له مع رأس مقطوعة مع تعليق: "لحظة استراحة مع صديقي أو ما بقي منه".
وحتى اذا كانت عملية التجنيد تتم أساساً على شبكات التواصل الاجتماعي، تنجح المجموعات المتطرفة، أيضاً، في جذب بريطانيين في "العالم الحقيقي".
الى ذلك، عمدت الشرطة البريطانية، هذا العام، إلى توقيف عدد كبير من الأشخاص يبلغ 69 شخصاً يُشتبه في أنهم توجهوا للقتال في سوريا، وفقاً لأرقام نشرتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" مقابل 24 في العام 2013.