إعتراف إسرائيلي بعدم نجاح "القبّة".. وتخوّف من الآتي

إعتراف إسرائيلي بعدم نجاح "القبّة".. وتخوّف من الآتي

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢١ أغسطس ٢٠١٤

قال عوديد عميحاي، رئيس جمعية "واق للجبهة الداخلية"، إن منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ جيدة للإسرائيليين ولكن من الناحية المعنوية، أكثر من أية إحتياجات أخرى لها. وخلافاً لما روّج له الإسرائيليون خلال العدوان على غزة من نجاحات لهذه المنظومة، أكد عميحاي من خلال تناوله للمعطيات، على أن التصريحات لم تكن صحيحة، وما هي إلا لرفع معنويات الإسرائيليين.
وبحسب عوديد، فإن "القبة الحديدية" كانت نجم العدوان الإسرائيلي المسمّى "الجرف الصامد"، وفق ما نشر المسؤولون من تقارير تحدّثت عن تنفيذ 587 عملية إعتراض، وأخطأت 116 مرة، أي أنها حققت نجاحاً بنسبة 83%. وقال: "ظاهرياً، يجري الحديث عن نجاح تكنولوجي مثيراً للإعجاب، وفّر الهدوء والأمن لكثير من السكان في البلاد". لكنه تساءل: "هل يعتبر ذلك حقاً بمثابة نجاح كبير؟ هل غيّرت موازين القوى؟ هل أزالت تهديد الصواريخ وقذائف الهاون؟ وهل وفّرت الهدوء والأمن لسكان الجنوب حتى مشارف غوش دان والى الشمال منها؟ وهل وفّرت للحكومة المرونة السياسية التي توقعتها؟".

"القبة": نسبة إعتراض متدنية
وقال إن "نسبة إعتراض "القبة الحديدية" تشير إلى عدد عمليات الإعتراض الناجحة من بين عدة محاولات للإعتراض. وهذه حسابات يجب أن تعني مهندسي التطوير. وما ينبغي أن يهم الحكومة والجهاز الأمني، والجمهور العام هو عدد التهديدات التي تم اعتراضها من جملة كل التهديدات التي تم إطلاقها".
وكشف أنه "تم خلال العملية إطلاق 3356 صاروخاً باتجاه إسرائيل، سقط 119 منها داخل قطاع غزة. ومن بين 3237 صاروخاً وصلت الى اسرائيل، تم إعتراض 587 صاروخاً، حسب ما تم نشره"، وقال "هذا يعني أنه تم اعتراض قرابة 18% فقط من الصواريخ التي وصلت الى إسرائيل"، وأضاف أنه "تم أيضاً خلال العملية إطلاق قرابة 700 قذيفة هاون باتجاه بلدات محيط غزة، من دون توفير أي منظومة إعتراض ضدها حالياً. وإذا أضفنا الى ذلك قرابة 500 صاروخ وقذيفة تم إطلاقها على بلدات محيط غزة قبل العملية، فإن نسبة إعتراض الصواريخ تنخفض الى قرابة 15%، هذا من دون إحصاء قذائف الهاون التي تشكّل نسبة 17% من مجموع القصف الكلي على إسرائيل".

نجاح محدود!
وأكّد أن "هذا يعني أن النجاح كان محدوداً، ساهم بشكل رئيسي برفع المعنويات، ولكنه لم يردع "حماس". لقد عاش ثلاثة ملايين إنسان طوال أكثر من شهر في ظل الصواريخ وقذائف الهاون، وأخلى 70% من سكان محيط غزة بيوتهم، وشُلّت السياحة، وتوقف مطار بن غوريون عن العمل لبضعة أيام، وفي تل أبيب، أيضاً، كانت المقاهي والمطاعم شبه فارغة".
وأضاف "يجب أن نتذكّر أنه، على خلاف العمليات السابقة، وجدت القوات الجوية صعوبة في كشف القاذفات بعيدة المدى، وكما في العمليات السابقة لم يواجه النيران المضادة للطائرات. لكن هذا الوضع لن يدوم إلى الأبد. فـ"حزب الله" بات يملك صواريخ مضادة للطائرات، و"حماس" ستحصل عليها، أيضاً".

تخوّف من المواجهات المقبلة
وبحسب عوديد، فقد كانت قيود "القبة الحديدية" التي تم كشفها خلال عدوان "الجرف الصامد" معروفة من قبل، وحذّرنا منها مسبقاً. وقال "تم خلال الصراع الحالي إطلاق حوالي 115 صاروخاً يومياً. وفي الصراع المستقبلي، الذي تتكهن شعبة الإستخبارات بأنه سيتم خلاله إطلاق حوالي ألف صاروخ يومياً ستنهار أنظمة الدفاع إقتصادياً خلال بضعة أيام، وستبقى إسرائيل عرضة لإطلاق النار الباليستية". وأضاف "يمكن للعدو في الصراع المستقبلي إستخدام الصواريخ الدقيقة من طراز "إف 110" أو "إم 600"، ذات المدى الذي يصل الى حوالي 250 كيلومتراً، والرؤوس الحربية التي تزن نصف طن، والإصابة الدقيقة على مسافة 30 متراً من الهدف.
واعتبر أن "هذه الصواريخ ستؤدي الى شلّ المواقع الإستراتيجية. كما أن "القبة الحديدية" لا تعترض قذائف الهاون ولا تحمي البلدات المحيطة بغزة. وستحتّم منطقتها الدفاعية الصغيرة تخصيص بطارية للدفاع عن كل بلدة". ولفت الى أن "الحاجة إلى عدد كبير من البطاريات، وارتفاع تكلفة كل اعتراض، تخلق حالة من النقص المستمر".