نتنياهو يتخبط والفشل الاستخباري يتعمق ... الاجتياح البري أو حرب استنزاف شرسة

نتنياهو يتخبط والفشل الاستخباري يتعمق ... الاجتياح البري أو حرب استنزاف شرسة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢١ أغسطس ٢٠١٤

أدارت اسرائيل ظهرها لكل الجهات التي تتحرك سرا وعلانية لتحقيق وقف اطلاق نار دائم، ورغم "الميل" الواضح من جهات في المنطقة الى جانب تل أبيب، الا أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، ضرب بكل هذه الجهود والتحركات عرض الحائط، وكسر التهدئة وشن غارات همجية على قطاع غزة، فهو يرى بقاءه في المماطلة ومواصلة الاعتداءات والبحث عن أهداف منتقاة في القطاع لاستهدافها.
فرئيس وزراء اسرائيل يعيش حالة تيه وضياع، والانتقادات في الداخل تحاصره من كل جانب، وهو لا يستطيع تخيل وقوفه أمام لجان التحقيق ومن ثم سقوطه السياسي، على خلفية هزيمة جيشه أمام المقاومة الفلسطينية، هو لا يريد تهدئة تخرج فيها المقاومة منتصرة، يريد انتصارا سياسيا يواصل من خلاله اعتداءاته على القطاع، متفاديا انتقادات معارضيه، ومطالبهم التي لا يستطيع تحملها، وخاصة تلك التي تدعوه الى احتلال القطاع، وغزوه برا بتغطية من البحرى والجو، فوجد في ظل هذا الوضع الذي يمر به أن يواصل المماطلة والهروب والعودة الى القصف الهمجي ، لعله يجد صيدا ثمينا يداوي جراحه النازفة.
قبل أن ينتهي توقيت التهدئة ، قامت طائرات الاحتلال بقصف المنازل والسكان رد بربري على اولئك المنتظرين في القاهرة لردوده على ما تقدم به الوفد الفلسطيني عبر القيادة المصرية، وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية توصلت الى معلومات استخبارية حول مكان وجود القائد العسكري لكتائب القسام، فكان خرق الهدنة، لكن، معلومات هذه الاجهزة لم تكن دقيقة، ونجا الضيف، وانهالت الصواريخ على مناطق عديدة في اسرائيل.
وتضيف المصادر أن ما قامت به اسرائيل في الساعات الاخيرة، يشكل في الدرجة الأولى ضربة للوسيط المصري ، وللوفد الفلسطيني الذي كان منتظرا الرد الاسرائيلي، ولطمة لتلك الدول والجهات التي تضغط على الجانب الفلسطيني لصالح اسرائيل.
وتؤكد الدوائر أن عدم توفر مواقف جادة صادقة وصلبة من الدول العربية دعما للفلسطينيين والمقاومة، يشجع اسرائيل على مواصلة عدوانها البربري، وسط تنسيق مريب بين تل أبيب ودول عربية، وتحديدا السعودية، وتفيد الدوائر أن هذا الخرق الاسرائيلي للهدنة، وضع اسرائيل أمام حرب لا تتمناها، وهي حرب استنزاف طويلة ومؤلمة، فالمقاومة في جهوزية تامة باعتراف أصدقائها وخصومها، وهذه الحرب ستدفع نتنياهو الى الهاوية وسقوط ائتلافه، فهو لم يستطع حتى الان أن يضمن سلامة سكان التجمعات القريبة من حدود غزة، وماذا سيفعل الان، والعام الدراسي على الأبواب!!
وفي حال عودة اسرائيل الى التفاوض في القاهرة يجب على مصر التشدد فيما تطرحه، وأن يتمسك الوفد الفلسطيني بمطالبه كاملة، فهذا العدو، لا يقف عند حدوده الا اذا واجه ارادة قوية وتماسكا ووحدة من الفلسطينيين ومن العرب.