هدنة الخمسة أيام.. تغطية على فشل مفاوضات القاهرة وضغوط متزايدة على الجانب الفلسطيني

هدنة الخمسة أيام.. تغطية على فشل مفاوضات القاهرة وضغوط متزايدة على الجانب الفلسطيني

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٤ أغسطس ٢٠١٤

للمرة الثالثة يتم تمديد وقف اطلاق النار، وهذه المرة لمدة خمسة أيام، حيث جاء التوافق على هذا التمديد في الساعات الأخيرة لمفاوضات شاقة تجري في العاصمة المصرية، وهذا التمديد يؤشر الى الفشل أكثر منه الى نجاح هذه المفاوضات التي تجري بصورة غير مباشرة بين الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني، وتفسير ذلك، أن عملية التفاوض صعبة وبحاجة الى مزيد من الوقت أملا في الوصول الى اتفاق، فالمطالب عديدة والتفاصيل كثيرة، وبالتالي، جاء التمديد في اللحظات الأخيرة قبل عودة الوفدين الفلسطيني الى رام الله والاسرائيلي الى تل أبيب لمنح وقت اضافي للاتصالات والجهود لتسوية بعض المسائل العالقة.
واستنادا الى مصادر مقربة من الوفد الفلسطيني، فان المفاوضات تجري في ظروف صعبة، وهناك ضغوط قوية تمارس على الجانب الفلسطيني لدفعه الى التنازل عن بعض المطالب، تحت تبريرات عديدة، أهمها أن الظروف العربية والاقليمية لا تسمح بالتصلب أو استمرار التمسك بالمطالب، وتقول المصادر  أن اسرائلي تتعمد إطالة أمد المفاوضات، لتبقي أبواب الضغط مفتوحة على الجانب الفلسطيني، وايضا، ايقاع الفتنة بين أعضاء الوفد الفلسطيني نفسه، وبين المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
واضافت المصادر أن ما تطرحه اسرائيل هو مجرد عرض تسهيلات إنسانية اضافية، وتطوير بسيط لاتفاقيات هدنة سابقة، وتكشف المصادر هنا الى أن الساعات القليلة التي سبقت تمديد الهدنة لأيام خمسة شهدت ضغوط مكثفة على الوفد الفلسطيني، ربما استدعت عودة الوفد الى رام الله للتشاور، بعد أن وصلت المفاوضات الى لحظات حرجة ومرحلة مفصيلة، وهذه الضغوط هدفت الى تغطية فشل المفاوضات بهدنة جديدة لعل خلالها يمكن التوصل الى اتفاق حول المسائل والبنود المختلف عليها.
مفاوضات عشرة ايام، لم تنته الى شيء، والتصريحات والمؤتمرات الصحفية لقيادات من هنا أو هناك، غير موفقة وبعيدة كل البعد عن حقيقة ما يدور على طاولات التفاوض والحوار، ويلاحظ هنا أن عواصم عربية خرجت لأول مرة تعلن "تضامنها" مع الشعب الفلسطيني، كما حصل مع الرياض، التي ترى أن هناك مشاكل وقضايا أهم من القضية الفلسطينية والعدوان الاسرائيلي على غزة، وبالتالي، ولأسباب ودواعي كثيرة ولارتباطات خبيثة وتحركات مريبة في المنطقة تستهدف الساحتين العراقية والسورية، وجدت بعض الجهات ضروررة تثبيت الهدنة لأجل غير مسمى، ومقدمة ذلك التمديد لخمسة أيام، وترحيل القضايا العالقة الى مراحل قادمة، وجداول زمنية مريحة لاسرائيل، وفي هذه خطورة كبيرة، خاصة في ظل تحركات عسكرية اسرائيلية تحمل صفة التهديد والوعيد.
وتلفت المصادر الانتباه الى أن هناك دولا، لم تعد تؤمن بوجود صراع في المنطقة اسمه الصراع العربي الاسرائيلي، وانما الصراع هو ايران والمقاومة والدول الرافضة لتحالفات بدأت تتشكل في المنطقة وجميعها تعمل لصالح البرامج الأمريكية.
المصادر ذاتها، أكدت، أن ليست هناك بوادر ايجابية أو نجاحات مرتقبة للمفاوضات، فاسرائيل مصرة على التمسك بمواقفها من قضايا هي حق للشعب الفلسطيني، وتواصل طرح صياغات ملغومة ولا تفرض عليها التزامات بالتنفيذ.
وترى المصادر أن أيام التهدئة الخمسة سوف تشهد اتصالات وتحركات اقليمية ودولية لجسر الهوة، بمعنى أن يتراجع الوفد الفلسطيني عن مطالب طرحت بداية بدء عملية التفاوض، واطالة أمد التفاوض، حيث اعتادت اسرائيل المماطلة في مسألة المفاوضات.
وتعتقد المصادر أن المفاوضات فشلت، وكان با بد من التمديد، وهو مطلب من الوسيط المصري، لعل الأيام القادمة تشهد اختراقا ما، مع أن كل المؤشرات والدلائل تشير الى أن تقدما ما يصعب الوصول اليه، ما دامت اسرائيل بعيدة عن أية ضغوط اقليمية ودولية، وما دامت الدول العربية منشغلة بمحاربة نفسها، والتنازل عن حقوق شعوبها وتطلعاتها، وتمتثل لأوامر الجهات التي تواصل تدمير ساحاتها. لذلك، كل الاحتمالات واردة، وفي مقدمتها استئناف العدوان الاسرائيلي وعندها لن تجد المقاومة أمامها الا أن ترد على العدوان البربري.
ولوحظ أن قيادات فلسطينية ومنها أعضاء في الوفد الفلسطيني كانت متحفظة في تناولها لما دار في حوارات القاهرة ، وحقيقة ما شهدته المفاوضات، لتبقى الأبواب مفتوحة لاستئناف التفاوض ومنح الوسيط المصري فرصة أخرى، لذلك، لم يعلن أي عضو في الوفد الفلسطيني أو من مرجعيات أعضائه عن الحقيقة والاسرار، وتفاصيل المواقف ، انتظارا لما قد تحمله الأيام القليلة القادمة من مفاجآت ، لذلك جاء تمديد الهدنة لخمسة أيام جديدة "منعا للاحراج".