مسيحيو العراق يرفضون الدعوات الغربية لاستقبالهم رغم معاناتهم المستمرة

مسيحيو العراق يرفضون الدعوات الغربية لاستقبالهم رغم معاناتهم المستمرة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢ أغسطس ٢٠١٤

لم تستطع تتماسك نفسها وهي تذكر فقدانها لشقيقها.. لم يمت قتلاً بنار داعش، بل حرقة من التهجير الذي أصابه، أم فادي هي أيضاً مسيحية عراقية آلمها الوداع قسراً لأرض المسيحيين وموطنهم في العراق، من الموصل.. لكن القتل هو ضريبة البقاء.
حالما سيطر داعش على المحافظة، بدأت رحلة شاقة سيراً على الأقدام، إلى أي أرض فيها أمن، ومنها توفر السبيل إلى العاصمة العراقية.
تقول أم فادي "ترك 5 أطفال، في منزل مستأجر وليس لديهم من يعيلهم، مات وهو في الطريق إلى المشفى".
شريك عمرها يرفض أفكار الهجرة، تعلق المسيحيين بأرض بلاد الرافدين يضرب في جذور التاريخ، حزنه هو كما يقول أكبر من حزنه على أبناء دينه، حزن لما يمر به العراق، هجمة شرسة تبكيه، ويصلي لأجل بلاد أجداده.
يقول ألبير الياس "أبكي من أجل العراق ومن أجل كل الشعب العراقي، أريد أن أبكي وأشارك حزني مع أخي المسيحي وأخي المسلم".
دعوات الهجرة التي قدمها الغرب لمسحيي العراق لم تلق ترحيباً من ممثليهم في البرلمان، فهي بنظرهم، أقصر طريق لطمس الهوية.
يقول يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية "العراق دولة ذات سيادة وهذا خرق للسيادة العراقية، وإساءة للعراق، ويخدم الدواعش في تهجيرنا من البلد، ويخدم الأجندات الخارجية التي ترمي إلى إفراغ المنطقة المسحيين".
وبرغم دعوات الهجرة وصلت بعثة فرنسية إلى العراق برئاسة الكاردينال فيليب بارباران لتشجيع المسيحيين على البقاء في أرضهم.
خلف مسيحيو العراق وراءهم كنائس ومنازل وحياة، في مدينة تغيرت ملامح آلاف السنين فيها بظرف شهر من الزمان.. هم يدركون بلمحة ذكاء بسيطة أن دعوات الهجرة وترك الوطن والتي جاءتهم عبر المحيطات تتقاطع ودعوات التهجير على يد المتطرفين.