الأطلسي يترك ليبيا خراباً، وأهلها يتقاتلون على فتات ما يسمح به الأوروبي

الأطلسي يترك ليبيا خراباً، وأهلها يتقاتلون على فتات ما يسمح به الأوروبي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١ أغسطس ٢٠١٤

البعثة الدبلوماسية الفرنسية، تنضم في رحيلها عن ليبيا، إلى بعثات أوروبية كانت رأس حربة في التدخل العسكري للغزو الخارجي.
العاصمة طرابلس تحترق تحت وقود خزانات النفط المشتعلة حمماً وناراً، فيتركها أهلها صوب تونس التي أعلنت أنها بصدد إغلاق الحدود لوقف الطوفان البشري.
العاصمة الثانية، بنغازي، تحتضر في أتون الحرب بين قوات اللواء خليفة حفتر، وتنظيمات القاعدة المنتشرة في شرق ليبيا، كما يحتضر غرب ليبيا في القتال بين مصراتة والزنتان، ولم يبلغ السيل الزبى بعد.
تحذير وزير الخارجية الفرنسي من الصوملة، سبق السيف العزل.. فباريس التي ادعت غيرتها على المدنيين، سعت جهدها، مع الأوروبيين وغيرهم، إلى تلغيم ليبيا في الصراع الداخلي على السلطة والنفوذ من أجل فتات ما يتركه الأوروبييون، وغيرهم، لليبيين.
الأموال التي صادرها الأوروبيون بمئات المليارات من الدولارات، بقيت محتجزة في مصارف العواصم الغربية، وقلما يمكن العثور على حالة فساد، يتهم بها المسؤولون والمتنفذون الليبيون، من دون ارتباطها بشركة أوروبية، أو مسؤول أجنبي.
ما مهد له التدخل الأطلسي في تفجير ليبيا من الداخل، يتمدد إلى جبل الشعانبي وتونس، حيث تفيض الأزمة الإنسانية، ويغذي الإرهاب بعضه بعضاً لجر المنطقة بأسرها إلى أتون الفوضى، كما تحذر الجزائر ومصر.
ولم يقصر الحلفاء الإقليميين للأطلسي، بعد أن انقسموا إلى محورين، بدعم هذا الطرف أو ذاك داخل ليبيا، ومنها إلى سوريا والعراق أو سيناء والحدود المصرية مع ليبيا.
المدنيون الذين تذرع بانقاذهم الحلف الاطلسي، يتركهم تحت رحمة سيوف "أنصار بيت المقد"س، أو "مجلس شورى جيش الاسلام" في درنة، أو عصابات الجريمة المنظمة، وتجار القتل وتبييض الأموال.
المهمة انتهت، فعاد الأوروبيون إلى الديار سالمين غانمين.