غزة تكتب بدماء شهدائها وصمودها الأسطوري البداية لزوال الاحتلال

غزة تكتب بدماء شهدائها وصمودها الأسطوري البداية لزوال الاحتلال

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١ أغسطس ٢٠١٤

اسرائيل تجاوزت بحربها الاجرامية على غزة كل المواثيق الدولية والاعراف بعد ان حولت الغارات الاسرائيلية والقذائف المدفعية والصاروخية المحرمة دوليا، اطفال غزة واهاليها الى بنك لاهدافها الاجرامية، حيث جثث الشهداء وصراخ الاطفال ودموع الامهات وعذابات الرجال لم تحرك الضمير العالمي الذي بقي صامتا على جرائم اسرائيل و«الانكى» اعطاؤها المزيد من الوقت لاستمرار اجرامها، ويقابل الصمت الدولي بصمت عربي مريب، فأين الشعب العربي من ثورة 23 تموز الناصرية؟ اين الشعب العربي من نضالات الثورة الجزائرية؟ اين الشعب العربي مما يجري في فلسطين «الجريحة» التي تناشد الضمائر العربية والعالمية الى التحرك.
شعوب اميركا الجنوبية نزلت الى الشوارع وهتفت لفلسطين، وبرلمان بوليفيا دان مجازر اسرائيل ووصفها بالوحشية ووصف اسرائيل بالدولة الارهابية، وكذلك عمت التظاهرات النيبال واندونيسيا وماليزيا، فيما صحافيون اجانب يبكون، على شبكات التلفزة نتيجة ما شاهدوه من مجازر اسرائيلية. رغم ذلك الدول العربية صامتة، والشارع العربي ما زال «أخرس» وهو متهم حتى اثبات العكس بأنه يغطي جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. لكن رغم الدماء والمآسي فان الشعب الفلسطيني في غزة يضيف الى سجلاته البطولية سجلا جديدا من المجد والعنفوان في مواجهة العدو الاسرائيلي حيث حوّل مقاومو غزة جيش العدو الى جيش «من كرتون» واذلوه على ابواب غزة، فيما تحولت الانفاق الى مقابر لجنود العدو «الذليلين» على ابواب غزة «الهاربين» الخائفين، من المواجهة البشرية فيلجأون الى «الدمار» الذي يحرق الارض لكنه «لا يزلزلها» وستبقى ارض فلسطين لاهلها الاصليين. اما الاحتلال فإلى زوال مهما طال الزمن.
فلليوم السادس والعشرين استمرت اسرائيل بمجازرها وفاق عدد الشهداء الـ 1400 والجرحى الـ 8000 بالاضافة الى تدمير الاف المنازل، لكنّ الانفاق ما زالت سليمة وقيادة المقاومة بكامل «صحتها» والمقاومين جاهزون ولو طالت الحرب فلن يتم التراجع عن مطلب رفع الحصار الشامل مهما مارست اسرائيل وقتلت ودمرت.
على صعيد آخر، واصل الجيش الاسرائيلي امس قصفه لمناطق متفرقة في قطاع غزة، وشنت الطائرات الحربية عدة غارات على منازل ومساجد ومؤسسات خاصة، مما أدى إلى استشهاد 13 شخصا على الأقل، فضلا عن إلحاق دمار أوسع بالمنازل وبالبنية التحتية.
وكان آخر هذه الغارات غارة على مدرسة «بنات المغازي» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط قطاع غزة.
واستشهد خمسة فلسطينيين في قصف استهدف مجموعة مواطنين في عبسان شرق خان يونس، واستشهد شاب بقصف إسرائيلي لدراجة نارية فضلا عن ثلاثة آخرين في خان يونس أيضا.
كما استشهدت سيدة وأصيب زوجها وثلاثة من أبنائها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم بحي الجنينة في رفح جنوب قطاع غزة، واستشهد ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة، وفقا لما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
وبهذه الأرقام الجديدة ترتفع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى أكثر من 1374 شهيدا و7680 جريحا.
وتحدثت المعلومات عن ان الغارات الإسرائيلية مستمرة بوضوح، وقد استهدفت مناطق عدة منها خان يونس وعبسان وحي الشعف والتفاح وجباليا وبيت حانون.
كما سمعت أصوات اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال. كما بين أن هناك تحركات للدبابات الإسرائيلية على تخوم قطاع غزة.
وفي وقت سابق استشهد 16 فلسطينيا - معظمهم أطفال ونساء- وأصيب العشرات جراء قصف مدفعي إسرائيلي لمدرسة تابعة لأونروا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة حيث يوجد مئات النازحين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه السكان من تردي الأوضاع الإنسانية عقب قصف الاحتلال محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع،وتعاني المستشفيات من نقص في المستلزمات الطبية مع خوف من نفاد السولار لتشغيل مولدات الكهرباء، ولفتت إلى أن الطواقم الطبية تعمل لساعات متواصلة منذ أيام في ظل تزايد أعداد الشهداء والجرحى مع كل قصف جديد.
من جهتها قصفت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة العمق الإسرائيلي بصواريخ بعيدة المدى بعد ساعات من توعدها للاحتلال برد مزلزل على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية.
واعلنت كتائب «القسام»، عن «قنص ثلاثة اسرائيليين على جبل الصوراني شرق حي التفاح». كما اعلنت «كتائب القسام»، عن «قصف حشودا اسرائيلية شرقي جباليا بستة قذائف هاون120».فيما أعلنت «سرايا القدس» عن «قصف موقعي صوفا وناحل عوز بأربعة قذائف هاون».
وقالت سرايا القدس إنها فجرت منزلاً تتحصن فيه قوة خاصة إسرائيلية من لواء جفعاتي في منطقة الزنة شرق خان يونس، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.
وذكرت قناة الأقصى أن كتائب القسام فجرت منزلاً يتحصن فيه جنود من جيش الاحتلال في منطقة الفراحين بخان يونس، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما 15 و20 جندياً إسرائيلياً. وقد اعترفت تل أبيب بمقتل ثلاثة جنود وإصابة 27
وأشارت القسام إلى أنها تمكنت من استهداف عربة الهندسة الخاصة بتدمير الأنفاق «أمولوسيا» المحملة بالمتفجرات السائلة شرق جحر الديك بصاروخ كورنيت، مما أدى إلى تدميرها وإبادة ما كان حولها من الآليات وضباط وجنود وحدة الهندسة. كما قصفت الكتائب تجمعا لآليات إسرائيلية شرق حي التفاح بأربعين قذيفة هاون، وأخرى في منطقة شرق الوسطى بخمسة صواريخ 107
وذكر الموقع الإلكتروني لسرايا القدس أن الأخيرة استهدفت قوات متوغلة في جبل الصوراني بالشعف وشرق جباليا، وأخرى محتشدة في معبر كرم أبو سالم بقذائف هاون، وقصفت عددا من المناطق داخل العمق الإسرائيلي بصواريخ 107 وقالت السرايا إن اثنين من مقاتليها استشهدا أمس الأربعاء في قصف إسرائيلي مباغت بطائرات بلا طيار استهدفتهم بمدينة خان يونس.
وكان الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم صرح بأن المقاومة مطالبة بأن تضرب العمق الإسرائيلي بكل ما استطاعت بالعمليات النوعية والمميزة، بينما توعدت حركة الجهاد الإسلامي الإسرائيليين برد قوي على مجزرة الشجاعية ونددت بما عدته تواطؤا عربيا وصمتا دوليا على الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، سحبت إسرائيل قواتها المتمركزة على حدود القطاع إلى مواقع خلفية بهدف إبعادها عن مرمى قذائف الهاون التي تطلقها المقاومة الفلسطينية. وجاء هذا القرار بعد تعرض مواقع تجميع الدبابات وقوات الاحتياط لهجوم بقذائف الهاون الاثنين الماضي أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح ستة آخرين.
صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية، افادت عن «إنقطاع التيار الكهربائي في تسعة مستوطنات اسرائيلية جراء اصابة إحدى محطات التوليد الكهربائي في اشكول بعدد من الصواريخ».فيما اقتحم عشرات المستوطنين الاسرائيليين المسجد الاقصىتحت حماية الجيش الاسرائيلي الذي حاصر الفلسطينيين في المسجد.
الى ذلك اعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس تعبئة 16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط، وهو ما يرفع عدد القوات التي جندتها إسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة إلى 86 ألف عنصر، معظمهم من قوات النخبة.وقالت المتحدثة ذاتها إن «الجيش أصدر 16 ألف أمر تعبئة إضافي للسماح بتبديل القوات على الأرض».
في الاثناء سمحت الولايات المتحددة لإسرائيل -التي دخل عدوانها على غزة يومه الـ25- بالحصول على ذخائر من مخزون محلي للأسلحة الأميركية لإعادة تزويدها بالقنابل وقذائف المورتر, في الوقت الذي يدرس فيه مشرعون أميركيون تقديم تمويل إضافي لمنظومة الدرع الصاروخي بإسرائيل.
وكشف مسؤول عسكري أميركي -طلب عدم الإفصاح عن اسمه- أن إسرائيل لم تتذرع بحالة طارئة عندما قدمت أحدث طلب لها منذ نحو عشرة أيام.
وأوضح أن الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل بالدخول إلى المخزون الإستراتيجي لإعادة التزود بقذائف من عيار «40 ملليمترا» وقذائف مورتر من عيار «120 ملليمترا» «لاستنزاف المخزونات القديمة التي سيتعين في نهاية الأمر تعويضها».وكانت الذخائر وضعت في إسرائيل في إطار برنامج يديره الجيش الأميركي، ويطلق عليه «مخزون احتياطيات الحرب الحلفاء-إسرائيل»، الذي يتم بموجبه تخزين الذخائر محليا لاستخدام الولايات المتحدة، ويمكن لإسرائيل استخدامها في المواقف الطارئة. كما ذكر المسؤول أنه يجري أيضا في واشنطن التعامل مع طلبات إسرائيلية إضافية لذخائر مصنعة في الولايات المتحدة، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن الكميات أو تكاليف الذخائر التي تم تقديمها بالفعل أو التي طلبتها إسرائيل.
من ناحية أخرى، يعمل نواب أميركيون بالكونغرس حاليا على تقديم ملايين الدولارات كتمويل إضافي لإسرائيل لما يعرف بالدرع الصاروخي أو القبة الحديدية.وأضافت لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ مبلغ 225 مليون دولار للقبة الحديدية، عوضا عن مشروع قانون كان يهدف -بصفة أساسية- إلى تخصيص أموال للتعامل مع تدفق آلاف الأطفال من أميركا الوسطى عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.
سياسيا ، وفيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه إكمال مهمة تدمير الأنفاق تحت الحدود بين غزة وإسرائيل بغض النظر عن المساعي للتوصل لوقف إطلاق النار، معتبرا أنها «الخطوة الأولى نحو نزع السلاح في قطاع غزة».وقال نتنياهو -في بداية اجتماع للحكومة الإسرائيلية في تل أبيب- إن حكومته لن توافق على أي مقترح لوقف إطلاق النار دون السماح للجيش الإسرائيلي بتدمير الأنفاق، مؤكدا أن الجيش لا يستطيع «ضمان نجاح بنسبة 100%» في تحديد مواقع الأنفاق، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارته الهند، انه «لا يزال يأمل بالتوصل الى وقف اطلاق نار في قطاع غزة، ولا يستطيع توقع موعد حصول ذلك».ولفت الى أنه «ما زال يتواصل عبر الهاتف مع الجهات المعنية في الشرق الاوسط بهدف انهاء النزاع»، كاشفاً ان «الولايات المتحدة تحافظ على الامل بامكانية التوصل الى وقف اطلاق النار في اقرب وقت ممكن».
الى ذلك أعرب عدد من نواب البرلمان الأوروبي من مختلف اتجاهاته السياسية عن «قلقهم إزاء تدهور الأوضاع في قطاع غزة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي».
ودعا النواب إلى «وقف إطلاق النار فورا وايصال الإمدادات الطبية والإنسانية الى قطاع غزة وانهاء إسرائيل جميع إجراءاتها التي تهدد حل الدولتين».
الخارجية الروسية دعت الى «التوصل إلى هدنة انسانية فورية في قطاع غزة فيما دانت بقوة القصف الاسرائيلي للمدارس التابعة للأمم المتحدة هناك».
انسانيا دعا مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل وقال إن إمداد بعض الدول إسرائيل بالأسلحة يجعلها مشاركة في الجرائم التي ترتكب في غزة.
مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس قالت إن غزة تحتضر بسبب الأزمة الغذائية, مشيرة إلى أن 103 من المنشآت الأممية تعرضت لهجمات الاحتلال الإسرائيلي، بينما طالب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بتوفير الحماية للمدنيين من القصف.
وأضافت آموس في جلسة لمجلس الأمن الدولي أن محطة الكهرباء الوحيدة بغزة ومحطات توزيع المياه ومؤسسات غذائية تعرضت للقصف. ولفتت إلى أن مستشفى الشفاء في غزة تعرض للقصف أيضا رغم وجود الكثير من الجرحى داخله.في السياق أوضحت آموس أن 24 منشأة طبية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي في قطاع غزة، وطالبت بالمزيد من التمويل لتلبية احتياجات السكان.وأضافت أن 44% من سكان غزة نازحون، ومعظم الأهالي لا يتمكنون من مغادرة القطاع للعلاج.
من جانب آخر دعت آموس أطراف الصراع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وقالت «يجب التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين»، في إشارة إلى قصف إسرائيل للمدارس والمستشفيات والمدنيين في الأسواق.