مجازر إسرائيل مستمرة، وآخرها مدرسة الأونروا في جباليا

مجازر إسرائيل مستمرة، وآخرها مدرسة الأونروا في جباليا

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣١ يوليو ٢٠١٤

تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في قطاع غزة من خلال استهدافها المدنيين الفلسطينيين، 19 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال سقطوا فجر الأربعاء في قصف مدرسة للاونروا في مخيم جباليا.
في وقت استشهد فيه سبعة أفراد من عائلة الخليلي بينهم ثلاثة أطفال وسيدة في غارة على منزلهم في حي التفاح، وفي خان يونس ارتكبت مجزرتان راح ضحيتهما 14 شهيداً.
لا تعرف غزة على ما يبدو سوى نزف الدم، شهداؤها صاروا يتسابقون للموت، فلا خيار أمامهم إزاء قذائف صماء لا تعرف وجهة ولا سبيلاً غير أجساد بالية لأطفال ونساء كل ذنبهم أنهم هربوا من القصف إلى القصف.
عائلة بلاطة ضحية جديدة لآلة الموت الإسرائيلية شهدت بأشلائها على جرم الإحتلال..
أحد شهود العيان وأحد أقارب الشهداء يقول "12 قذيفة في ثواني معدودة، كان هناك أطفال يلعبون في الشارع، وكنت زميلي موجود في منزلي هو وعائلته وأصيبوا جميعاً.. هذا المنزل الذي خلفي سقط فيه 8 شهداء، عائلة كاملة استشهدوا بالكامل.. هذه إبادة جماعية".
المجزرة جاءت بعد ليلة ساخنة أحالت إسرائيل سوادها الحالك إلى نهار محرقة حقيقية اشتركت فيها الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والزوراق البحرية بأمطار غزة بوابل من القذائف التي نشرت الموت العشوائي والمحصلة مزيد من الدماء والدمار..
أحد المواطنين يتحدثون عن هول ما شاهدوه الليلة الماضية، "عملية صعبة في الأمس، وكل السكان الموجودين في محيط مشفى الشفاء أتوا إلى المشفى خوفاً من قصف منازلهم".
وتقول مواطنة أخرى "في ليلة الأمس كان عند الناس عيد، أما عندنا فكانت الحرب، القذائف لم تهدأ طوال الليل، واحترنا أين نهرب منها".
وبانتقال إسرائيل لاستهداف مركز المدينة بعد أن أجلت سكان المناطق الحدودية تحت القصف والتهديد تصبح غزة كلها تحت النار، مساجد ومؤسسات حكومية ومنازل مدنية ومصانع ومراكز إيواء للنازحين، وحتى الجامعات لم تسلم من القصف المكثف وبلا هوادة تصعيد كبير يرى فيه البعض محاولة إسرائيلية للتغطية على فشلها في القطاع.
قيادي في حركة المجاهدين يقول "هذا التصعيد الخطير على قطاع غزة هو مؤشر حقيقي على حالة التخبط التي تعيشها القيادة الإسرائيلية، بعد أن فشلت في بنك أهدافها، وبدلاً من أن تحقق أي انتصار، الآن تحقق انتصار على دماء الأطفال في قطاع غزة وعبر ارتكاب مجازر جديدة، القيادة الإسرائيلية باتت اليوم مأزومة وباتت فاشلة أمام جبهتها الداخلية".
وفيما يدور الحديث عن تجدد المساعي لإيجاد صيغة لوقف إطلاق النار يبدو أن إسرائيل تسارع الزمن في القتل والتدمير أمام صمت العالم الظالم كما يقول الناس.
مجزرة مدرسة الأونروا في جباليا لم تكسر صمت العالم لوقف المجازر الإسرائيلية
قبل استهداف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم جباليا ارتكبت إسرائيل مجزرة مماثلة في مدرسة أخرى للأونروا في بيت حانون، بعد إشارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى استخدام بعض مدارس الأونروا لتخزين الصواريخ، بالرغم من نفي وزارة الدفاع في غزة، الأمر الذي عده البعض غطاء لاستهداف مدارس الأونروا التي ينبغي أن تكون آمنة.
يلملمون ما تبقى من أشلاء.. لم يبقى الكثير من أجساد أطفال ونساء تطايرت بفعل القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للانروا في مخيم جباليا شمال القطاع.
أصبح كل شيء مباحاً لإسرائيل حتى استهداف مراكز الأمم المتحدة، أكثر من 10 شهداء سقطوا في المدرسة وقبلهم ألف ونيف لم يكسروا صمت العالم، ويحركوا سكونه لوقف الهمجية الإسرائيلية، وما عادت تلك المدارس ملجأ للأطفال من نيران الموت التي تصبها إسرائيل على الأبرياء..
قبل جباليا في بيت حانون قتل عشرات الأطفال والنساء ومعهم موظفون من الأونروا، بعد وقت قصير من استهداف أربع مدارس في المغازي عقب هروب النازحين.
حتى الأمم المتحدة اكتفت بالتنديد على استحياء وكأن الذين قتلوا ليسوا بأطفال يستحقون العيش الكريم كالأطفال الذين يلعبون في حدائق نيويورك وواشنطن، وكأن الأماكن التي استهدفت ليست بمدارسها، بل قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب، وهذا بالضبط ما حاول بان كي مون التعبير عنه قبل استهداف بيت حانون بيوم واحد، في إشارته إلى وضع وإطلاق الصواريخ من مدارس تابعة للأنروا في قطاع غزة، على الرغم من نفي وزارة الداخلية في القطاع هذا الخبر نفياً قاطعاً.
وبهذا المنطق الذي يتطابق مع المنطق التبريري للجيش الإسرائيلي يصبح قصف مراكز الأمم المتحدة مبرراً، وقتل الأطفال مباحاً في مدارس أصبحت لهم مقابر جماعية، بدلاً من أن تعلمهم ألف باء اللغة العربية.
كل هذا وبعض العرب يشوحون بأبصارهم ووجوههم عن مشاهد القتل اليومي والجرائم الإسرائيلية كي لا تنغص عليهم فرحة العيد، حتى لو كانت تفوح منه رائحة دماء أبناء غزة هاشم.