ما هي وجهة داعش المقبلة.. وعلى ماذا تتكئ؟

ما هي وجهة داعش المقبلة.. وعلى ماذا تتكئ؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣١ يوليو ٢٠١٤

 تمكّنت الساحة العراقيّة من الاستفاقة أخيراً من صدمة إعلان تنظيم داعش الإرهابي سيطرته على الموصل. في الأيّام الأولى أتت ردود الفعل متضعضعة نوعاً ما، نظراً لأنّ المشهد برمّته لم يكن واضحاً.
اليوم تتداول الألسنة العراقية هذا الخطر، يحلّلونه، يناقشون كيفية معالجته للخروج من الأزمة التي ولّدها، حتى وصل الأمر برئيس الحكومة نوري المالكي إلى الجزم بأنّ دعم داعش السياسي أهم بمراحل من الدعم الأمني. قال المالكي كلمته وعاد لمتابعة ملفّاته المختلفة.
كلام المالكي يفتح أمام القارئ عدّة ملفات حول ماهية الدعم السياسي، وكيف يحصل وما هو الهدف من ورائه.
للدعم السياسي أبواب عديدة، قد تكون "نفوذية" يبحث فيها الداعم عن ورقة لعب تساعده على الربح السياسي في العراق أو خارجه، على اعتبار أنّ الملف العراقي مركزي يؤثر بالمنطقة ويتأثّر بها.
بعض الدول تدعم ما يحصل في الموصل لمعاقبة الشعب العراقي على قراره في صناديق الاقتراع، هذه الدول نفسها تؤمّن بإعلامها دعماً معنوياً يكاد يفوق الدعم المادي والعسكري الذي لا تحتاجه داعش.
بعض الدول الأخرى، والتي ليس هناك كلمة "العربية" باسمها كالأولى، وهي لا تتكلّم العربية أصلاً، اتخذت قيادتها السياسية قراراً بالتعاون الاقتصادي مع داعش، فباتت تشتري إنتاجات الموصل النفطية من داعش، حيث تستولي الأخيرة على منابع النفط في محافظة نينوى.
غطاء سياسي ثالث تناله داعش من الداخل العراقي، حيث يقف جزء كبير من الأكراد إلى جانبها بالسياسة، ويؤمن لها الطريق كي تصدّر النفط نحو تركيا، بأوامر تركية طبعاً.
هذه العلاقة لن تدوم بحسب الوقائع، فتنظيم داعش الإرهابي يخطّط للسيطرة على المنطقة بأكملها، فبعد سيطرته على الرقّة والموصل لا بدّ له أن يذهب نحو كركوك في القريب العاجل، إن نفّذ وعود متزعّمه إبراهيم البغدادي بالتمدّد. عندها لا بدّ للأكراد الاعتراض، فغزلهم لداعش لم يكن سوى وليد حلم الدولة الكردية، التي تشكّل كركوك ثاني كبرى مدنها بعد إربيل العاصمة. قوات البيشمركة لن تقف مكتوفة الأيدي، هذا إن لم تكن قد حصّنت مواقعها جيّداً بانتظار أي هجوم محتمل، والأيّام كفيلة برسم المشهد الكركوكي.
كلام المالكي واضح المعالم، فلا يعني العراق اليوم من يدعم داعش بالسلاح، فالسلاح في العالم يصل إلى أية مجموعة تدفع ثمنه. مشكلة العراق هي مع من يشتري النفط من داعش، ومشكلتها مع من يدعم داعش إعلامياً ويصنع رأياً عامّاً متضامناً ومؤيّداً لها. مشكلة العراق ليست عسكرية، فإن رُفع الدعم المعنوي والاقتصادي عن داعش، لن يتمكّن من الصمود كثيراً، فما طار طيرٌ وارتفع، إلّا كما طار وقع، فكيف لو كان بطائرٍ على شكل ضبع، لا جانح له ولا أساس يعود إليه، لولا بضعة متأسلمين أرادوا الفتنة في بلاد الشام انطلاقاً من بلاد الرافدين..؟