ما القواسم المشتركة بين اسرائيل وداعش؟

ما القواسم المشتركة بين اسرائيل وداعش؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٤ يوليو ٢٠١٤

يجمع المراقبون والمتابعون على أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين اسرائيل والدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة اختصاراً باسم "داعش"، تُرجمت في العديد من مفاصل الاداء بين الطرفين المتباعدتين في الشكل والمتقاربتين في الاداء والمضمون على أقله في ما يتعلق باساليب الارهاب واستهداف المدنيين المسالمين وتحديداً المسيحيين والاقليات الطائفية والمذهبية الآخرى.
فالدولة اليهودية التي انطلقت في العام 1948 على وقع العمليات الارهابية التي نفذها تنظيم "الهاغانا" منذ العام 1921، وتالياً منظمة "أرجون" في العام 1936، ركزت على استهداف المدنيين الفلسطينيين لدفعهم الى ترك مدنهم وقراهم، ولعل اقسى تلك العمليات وافظعها كانت في قرية بلدة الشيخ – التي تُعرف اليوم بأسم تل غنان- ودير ياسين وصولاً الى الحرم الابراهيمي في الخليل عام 1994 والمسجد الاقصى في العام 1990 ومخيم جنين في العام 2002، واخيراً وليس آخراً قطاع غزة حيث سقط اكثر من اربعة الآف اصابة بين قتيل وجريح خلال عشرة ايام فقط، واستكمالاً يجب أن لا تغيب عن ذاكرتنا مجزرتي قانا في الجنوب اللبناني في العامي 1996 و 2006، وسواها الكثير الكثير.
أما فيما يتعلق بأعداد المسيحيين في القدس والاراضي المحتلة فأن أفضل الاحصاءات لا تتحدث عن بقاء عشرة بالمئة منهم فقط قياساً عما كانت عليه تلك الارقام في اواخر اربعينات القرن الماضي، وكذلك الامر بالنسبة الى مذاهب وطوائف مختلفة.
فهذا ملخص سريع عما اقترفته الدولة الصهيونية خلال الستة عقود الماضية، ولكن يبدو أن ما تسمى بدولة "داعش" قد فاقتها اشواطاً في اساليب الاجرام خلال أقل من ثلاث سنوات حيث "تفننت" في اساليب قطع الرؤوس والاجساد وتعذيب كل من يخالفها الرأي، بارقام لم تقو الاحصاءات حتى الآن على احتسابها.
في حين أن التنظيم الارهابي بامتياز قد برع في استهداف المسيحيين وطوائف ومذاهب اخرى في كل من سوريا والعراق حيث انشأ "دولته المسخ" بغض طرف من الغرب اذا لم نقل دعم، ومن ثم اعلن "الخلافة" على المسلمين، وها هي مدينة الموصل العراقية التي تتواجد فيها اقدم كنائس الشرق قد أُفرغت من مسيحييها، وكاد الامر يكون مماثلاً في معلولا وصيدنايا لولا الوقفة الشجاعة للنظام في سوريا.
فهل هي الصدفة التي كونت القوسم المشتركة بين اسرائيل و"داعش"، أم انها الاستراتيجيات المشبوهة التي تهدف الى تفتيت الشرق الى مكونات طائفية ومذهبية وافراغه من مسيحييه؟