المقاومة العراقية في مواجهة المهزلة الداعشية

المقاومة العراقية في مواجهة المهزلة الداعشية

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٤ يوليو ٢٠١٤

لم يعد الزعماء العرب هم فقط من يتوحدون بصمتهم، بل أصبحت المقاومة والصمود والمواجهة هي اليد العطوفة التي شملت ولا تزال تشمل بعطفها شعوب العرب، لا سيما العراقيين والسوريين منهم والفلسطينيين بهدف توحيدهم تحت غطاء العزة والشرف والإباء. اليوم نحن كشعوب عربية موحدة في مصابها نقف جميعاً أمام سيناريو الإرهاب الموحّد والممتد عربياً ولكن بعناوين وأساليب مختلفة. فنرى اليوم المسلسل الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، والفيلم الداعشي المضحك المبكي في العراق وسوريا.
شعوبنا العربية اعتادت على التشابه فى أحداث حلقات المسلسل الصهيوني في فلسطين والمتمثلة بالقتل والتهجير، الا انها تتفاجأ يومياً بمهزلات الحلقات الداعشية التي تتنوع تارةً بتكفير المسلمين وتارةً أخرى بمحاولة فرض الإسلام ذي الصبغة الداعشية على المسيحيين العراقيين. مهزلة داعش لم تصدم فقط من يشاهد مقاومة العراقيين ضد التكفير، الا أنها صدمت أيضاً العراقيين أنفسهم خاصة بعد فرض الداعشيين اليوم لبس النقاب على عارضات الواجهات في المحالات التجارية (Mannequins)، تحت حجة تطبيق الشريعة الاسلامية "ذات اللون الداعشي".
لا تزال العاصمة بغداد تشهد وبشكل شبه يومي سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة، الى جانب العديد من الهجمات المتفرقة والتي تستهدف المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة منها، ما يسفر عن سقوط المئات من الأشخاص بين قتلى وجرحى . فالشارع العراقي اليوم شهد العديد من الاحداث الامنية تمثلت أبرزها بالعاصمة بغداد ، حيث أفادت مصادر عسكرية للموقع العراقي "السومرية نيوز" أن عبوة ناسفة انفجرت ظهر اليوم بعدما كانت مزروعة على جانب الطريق في حي النصر التابع لمنطقة العبيدي شرقي بغداد، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح تمّ نقلهم الى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
ولم ينحصر سيناريو المواجهات على الاراضي العراقية فقط بالسيارات المفخخة كما جرت العادة يومياً، بل امتدّ ليشمل مواجهات بين الجيش العراقي ومسلحين من داعش في منطقة اللطيفية جنوبي بغداد والتي تعد من المناطق الساخنة، والتي دائماً ما تشهد عمليات عسكرية ضد مسلحين ينشطون فيها مستغلين طبيعتها الزراعية المفتوحة لشنّ هجمات تستهدف بغداد ومحافظات الفرات الأوسط. فقد شهدت هذه المنطقة اليوم اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوة من الجيش وعناصر تابعة لتنظيم "داعش" ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى في صفوف الداعشيين.
ولم تقتصر المواجهات والاشتباكات البغدادية فقط على الجانب الجنوبي من العاصمة، بل امتدت أيضاً لتشمل الجانب الشرقي منها. فقد استفاقت عين قبة جامع الفردوس الموجود في حي اور شمال شرقي بغداد على مشهد تعرّض مدني عراقي وزوجته لرصاص هجوم داعشي مسلح نُفذ على ايدي مجهولين كانوا يستخدمون الاسلحة الرشاشة وهم مستلقون في سيارة مدنية، ما أدى الى إصابة المدني وزوجته بجروح طفيفة تمّ نقلهما على أثرها لتلقي العلاج. على جانب داعشي آخر، لم تقف تعديات داعش على المدنيين العراقيين العزل فقط عند حدود الشوارع والازقة العراقية والبغدادية والموصلية، بل أصبحت اليوم بصمات اليد الداعشية المغتصبة واضحة للعيان خاصة بعدما وصل شرّها الى داخل منازل العراقيين الابرياء.
وشهد اليوم الاربعاء مقتل موظف في وزارة النقل بعد هجمة داعشية مجهولة الايدي على داخل منزله الكائن جنوبي بغداد، وقد استشهد الموظف على الحال بعدما أطلقت الرصاصات الداعشية عليه وهو قانط داخل منزله. هذا وقد افاد مصدر طبي في منطقة الفلوجة لموقع "السومرية نيوز" ان 23 شخصاً غالبيتهم من النساء والاطفال أصيبوا نتيجة سقوط قذائف هاون على النزال والجغيفي والعسكري وجبيل والشهداء والسجر والكرمة في المدينة ونقلوا الى مستشفى فلوجة العام.
الاوضاع الأمنية الساخنة في العراق لم تدع عين العراقيين تغفل عن ازمة غزة. فقد اكدّت مصارد في وزارة الخارجية العراقية ان العراق سوف يستقبل غدأ الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون" في زيارته الرسمية الى العاصمة بغداد، والتي أتت بعد جولة إقليمية شملت عدداً من دول المنطقة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة. هذا ومن المقرر ان يلتقي "مون" عدداّ من المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي نور المالكي لبحث الاوضاع العراقية والفلسطينية. كما كشف مسؤول إعلام الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني بمحافظة نينوى سعيد مموزيني، الاربعاء، عن تهديد تنظيم "داعش" الاسر الكردية في الموصل بالقتل عند عدم مغادرة المدينة، مبيناً أنّ هناك مليون ونصف المليون كردي يسكنون في نينوى.
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مموزيني قوله ان "تنظيم داعش هدد الاسر الكردية بالقتل في حال عدم مغادرة مدينة الموصل بأسرع وقت ممكن"، موضحاً أنّ "هذه التهديدات وصلت الى تلك الاسر عن طريق رسائل مكتوبة ومكبرات الصوت في الجوامع والكنائس التي أصبحت بعد خروج المسيحيين من المدينة مقرات عسكرية للتنظيم". وأضاف مموزيني أنّ "هناك نحو مليون ونصف المليون كردي في محافظة نينوى"، مشيراً الى أنّ "500 الف شخص منهم يسكن في الموصل، خاصة بالجانب الأيسر من المدينة". وجاء ذلك بعدما بدأت الاسر المسيحية في الموصل بحركة نزوح جماعي غير مسبوقة في تاريخ العراق من مناطقها الأصلية، عقب انتهاء المهلة التي حددها تنظيم "داعش" لهم، إما أن يعتنقون الإسلام أو يدفعون الجزية أو يواجهون القتل.