العراق: "سباق الحكومة" ينتظر جلسة انتخاب الرئيس اليوم

العراق: "سباق الحكومة" ينتظر جلسة انتخاب الرئيس اليوم

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٤

لا تزال غيمة الانقسامات السياسية والعرقية والطائفية تضيق الخناق على نَفَسِ المجتمع العراقي، مهددة وحدة البلاد والاستقرار الاجتماعي والأمني، في ظل تعاظم الخلافات بشأن مصير الانتخابات الرئاسية، التي من المنتظر أن تتداول بخصوصها جلسةُ مجلس النواب اليوم، والتي قد تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً لجلال الطالباني، ليبدأ بعدها ماراثون تشكيل الحكومة المقبلة وسط تعقد الظروف المحيطة بكامل المشهد العراقي.
ومن المنتظر أن تتم تسمية أحد القياديين في "الاتحاد الوطني الكردستاني" برهم صالح أو فؤاد معصوم لهذا المنصب من بين مئة مرشح، فيما أبلغ قيادي في الحزب "السفير" بحسم الاختيار بينهما في جلسة اليوم.
ومن جانب آخر، يبدو أن عددا من المتغيرات الديموغرافية قد بدأت تتوالى داخل المجتمع العراقي، وبالتحديد عمليات الإقصاء العرقية والطائفية التي يمارسها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" داخل المناطق التي سيطر عليها، وهي لم تتوقف عند حد تهجير المسيحيين من مدينة الموصل، لا بل استمرت لتطال هذه المرة عشرات الأسر الكردية هناك، التي تتعرض لتهديدات من قبل التنظيم المتشدد لدفعها نحو إخلاء منازلها.
في هذا الوقت، أكد "حزب البعث العراقي" المنحل، في بيان له، أن "داعش" هو "منظمة إرهابية" و"صنيعة قوى الشر"، معلناً "تبرؤه" من جميع أفعالها، ومستنكراً كذلك "تهجير المسيحيين من مدينة الموصل".
وقال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، إنّ اختيار رئيس الجمهورية "لن يدخل ضمن إطار التوافقات السياسية"، مضيفاً أنّ "جلسة البرلمان سيتم تخصيصها لاختيار رئيس الجمهورية وسنعمل وفق الآلية التي يضعها القانون للانتخاب المباشر والسري لاختيار المرشح لهذا المنصب". وأكد الجبوري، ما انفردت به "السفير" أمس، بخصوص أن عدد المرشحين لمنصب الرئاسة بلغ نحو مئة مرشح تقدموا جميعا بطلبات رسمية.
وبالرغم من إشارة الجبوري، في المؤتمر الصحافي الأول له منذ تسلمه منصبه، إلى أن عملية التصويت ستكون بعيدة عن "التوافقات السياسية"، إلا أن "التحالف الوطني" استمر في التأكيد على أن المنصب سيكون من حصة الأكراد، برغم ترشح شخصيات من التحالف إلى هذه الانتخابات.
وقال عضو "التحالف الوطني" النائب عباس البياتي لـ"السفير" إنّ هناك "جملة تفاهمات وتوافقات داخل التحالف الوطني ومن ضمنها أن منصب رئاسة الجمهورية من حصة الأخوة الأكراد". ورأى أن جلسة اليوم ستكون "حاسمة" في ما يتعلق باسم الرئيس، مشيراً إلى أنه "مع الاحترام لأعداد المرشحين، إلا أن الأصوات ستذهب حسب التوافقات والاتفاقات إلى مرشحي التحالف الكردستاني حصرا".
بدوره، قال قيادي كردي لـ"السفير"، إنّ "الأنظار متجهة حاليا إلى التحالف الوطني وحسم الترشح لمنصب رئاسة الوزراء. فبحسب المعلومات لدينا فإنّ انقساما شديدا يشهده التحالف مع تمسك نوري المالكي بترشحه لولاية ثالثة"، مشيرا إلى أن "قادة التحالف أبلغونا بترشيح احمد الجلبي وعادل عبد المهدي بانتظار أن يقدم ائتلاف دولة القانون مرشحهم".
في سياق منفصل، اعتبرت الحكومة العراقية، في بيان أمس، أن استضافة الأردن لمؤتمر يضم مجموعة من العراقيين المعارضين، خلال الأسبوع الماضي، "هو عمل غير مقبول". وكانت السلطات العراقية قررت استدعاء سفير العراق من العاصمة الأردنية للتشاور، على اثر استضافة عمان لمؤتمر ضم مجموعة من المعارضين دعوا إلى دعم ما أسموه "الثورة الشعبية" في البلاد.
أمنياً، أعلنت السلطات الأمنية العراقية أنها تمكنت من القضاء على العشرات من مسلحي "داعش" بعد توجيه عدد من الضربات الجوية في مناطق مختلفة، في حين كشف "الحزب الديموقراطي الكردستاني" عن تعرض عشرات العائلات الكردية في الموصل للتهديد. وقال القيادي في الحزب سعيد مموزيني إن مئة عائلة كردية تعرضت للتهديد بالقتل ما لم يتركوا منازلهم ويغادروا الموصل، من دون تحديد موعد زمني لهم.
من جهته، ناشد بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو في مؤتمر صحافي من أربيل، حكومة إقليم كردستان حماية "المناطق المسيحية في سهل نينوى من خطر داعش"، معبراً عن تخوفه من "تعميم الفوضى ووقوع حرب أهلية ومن تقسيم عشوائي للبلاد".
بدوره دان مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول، "الاضطهاد الذي يمارسه تنظيم الدولة الاسلامية ضد الأقليات في العراق وخصوصا مسيحيي الموصل"، محذرا من أن هذه الأعمال يمكن "أن تشكل جريمة ضد الإنسانية سيحاسب عليها مرتكبوها".