ليبيا.. تحت وطأة الحرب حتى إشعار آخر

ليبيا.. تحت وطأة الحرب حتى إشعار آخر

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٤

تستعر نيران الحرب في ليبيا، وما يزال الجيش الوطني الليبي مصمماً على أن ينهي وجود التنظيمات المرتبطة بالقاعدة وفق ما إعلن عنه في بداية عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر من شرق ليبيا، وتحديداً من مدينة بنغازي التي تشهد منذ يوم الإثنين مواجهات أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر "أنصار الشريعة"، و تؤكد تقارير إعلامية محلية أن مقاتلات سلاح الجو الليبي قصفت عدة مواقع لأنصار الشريعة اليوم، في بنغازي، ولاسيما في منطقة قنفودة بشرق المدينة.و إلى ذلك أشتدت المعارك البرية بين الطرفيين المعارك في منطقة الليثي، فيما وصف بالمعارك الأكثر عنفاً منذ بداية عملية الكرامة، و تأتي هذه الإشتباكات في أعقاب إعلان النتائج البرلمانية الليبية وكانت مصادر طبية ليبية أعلنت مساء الاثنين عن ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش الوطني الليبي ومجموعات القاعدة في بنغازي إلى 16 قتيلا وأكثر من 80 مصاباً
يتزامن ذلك مع استمرار الإشباكات في العاصمة طرابلس، والتي أسفرت  أكثر من 47 قتيلا و120 جريحا، و تدافع فيها قوات "ثوار الزنتان" الموالية للجيش الوطني الليبي، واللواء حفتر، ضد ميليشات القاعدة التي تخوض معركة المحاور الست للسيطرة على مطار طرابلس لشل القدرة الجوية للجيش الليبي، ما يؤثر على موازين القوى في شرق ليبيا.
الأزمة التي تمر بها ليبيا في حال انتهت لصالح الجيش الليبي، يمكن لنا أن نقول بأنها سوف تؤدي إلى التأثير إيجاباً على عدة ملفات في المنطقة، وأهم ملفي سوريا و العراق اللذين يعانيان من توافد المقاتليين الليبين أو المدربيين في معسكرات القاعدة في المنطقة الشرقية من البلاد، كما يمكن أن تؤثر على الوجود الفاعل للمسلحيين المعادين للحكومة المصرية في المناطق الغربية، أو حركة عبور المقاتلين من و إلى غرب السودان، ما يقلل من توافد السلاح غير الشرعي إلى الداخل المصري و السوداني على حد سواء، واللذين يشهدان أيضاً حراك مسلح من قبل فصائل ترتبط في مصر بحركة الإخوان المسلمين و تنظيم القاعدة، في حين أن الميليشيات المسلحة في السودان تتناحر فيما بينها وفق معتقدات طائفية و مطالب سياسية تصل إلى حد الرغبة بالإنفصال عن السودان، وترتبط كل ميليشيا أو جهة بتيار أو جهة مختلفة تماماً عن الأخرى.
كما سيؤثر انتصار الجيش الليبي على الجارتيين الغربيين بشكل مباشر، فيمكن أن نقول أن حدة الصراع بين حكومتي تونس و الجزائر وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و بالنظر السريع إلى جغرافيا وجود التنظيم في كل من الدولتين لرأينا أنها من المناطق القريبة أو التي تلتقي بالحدود مع ليبيا، ويوجه التنظيم ضربات موجعة للدولتين، آخرها كان ما حدث في تونس في جبل شعانبي، و لن يكون آخرها ما دام الدعم المقدم لهذا التنظيم من قبل حكومتي قطر و السعودية مستمر، وهذا الاتهام هو ذاته الذي وجهه اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، و هو ذاته ما وجهه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وهو ما وجهته الحكومة السورية بوصفهما الدولتين الأساس في دعم الإرهاب في سوريا، و هو ذاته ما تؤكده كل الدلالات البديهية في البحث عن مصدر الأموال الأساسي لاستمرار عمليات التنظيم، ويدعم قولنا هذا، جملة المواقف السياسية من قبل حكومتي قطر و السعودية تجاه أي ملف تكون القاعدة واحدة من مفرداته.
لهذا يمكن لنا أن نتنبئ بطول المعركة في ليبيا، لإستراتيجة موقعها بالنسبة لممولي الحروب في المنطقة، و لراسمي السياسة فيها الذين يخططون لتقسيم المقسم، كما أن لـ ليبيا مكانتها عند مقاتلي القاعدة نتيجة لوجود الأرضية المناسبة لنشر أفكار القاعدة بين الشباب الليبي، وتجنيده للقتال، كما إنها واحدة من أهم المناطق التي يتم فيها عقد صفقات السلاح الكبرى بين التنظيم و تجار الأسلحة في السوق السوداء، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تقارير إعلامية أمريكية تحدثت في وقت سابق عن أن أهم تجار السلاح في السوق السوداء العالمية هم من الأمريكيين و الأوروبيين اليهود.