وثائق رسمية تؤكد تزويد حكومة أردوغان للكيان الإسرائيلي بوقود طائرات

وثائق رسمية تؤكد تزويد حكومة أردوغان للكيان الإسرائيلي بوقود طائرات

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

كشفت معطيات مؤسسة الإحصاء التركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان قامت بتصدير 124 طنا من وقود الطائرات إلى الكيان الإسرائيلي خلال شهري آذار ونيسان الماضيين كما أن العلاقات التجارية بين الجانبين مستمرة وبوتيرة عالية.
وذكرت صحيفة ايدينليك أن هذه المعطيات التي قدمتها المؤسسة تدحض بشكل مؤكد أكاذيب وزير الطاقة في حكومة أردوغان تانر يلدز حول عدم تزويد تركيا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف غزة بالوقود وقالت “إن وثائق المؤسسة تتضمن أرقام التصدير لشهري آذار ونيسان من العام الجاري والتي كشفت عن
تصدير 562ر124 طنا من وقود الطائرات إلى إسرائيل” مشيرة إلى أن كمية الوقود هذه تكفي لتزويد 25 طائرة مقاتلة من طراز اف 16.
وكانت صحيفة ايدينليك كشفت في خبر نشرته في العاشر من تموز الجاري عن تزويد تركيا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي بالوقود في شهر حزيران الماضي موضحة أن وقود الطائرات ينقل إلى إسرائيل بإذن من حكومة أردوغان عبر ميناءي دورت يول ومرسين وهو ما حاول يلدز التهرب منه عبر قوله إن “الحكومة التركية لم تصدر وقود الطائرات أو النفط إلى إسرائيل ولكن هناك عمليات بيع تتم عبر طرق الترانزيت تنفذها شركات تركية” محاولا بذلك تحميل الشركات الخاصة مسؤولية بيع النفط ووقود الطائرات لإسرائيل.
وفي سياق متصل كشف موقع اودا تي في أن العلاقات التجارية بين حكومة أردوغان وإسرائيل مستمرة دون توقف على الرغم من دعوتها لمقاطعة إسرائيل على خلفية عدوانها على غزة.
وأشار الموقع إلى المناقصة التي أطلقتها مؤسسة الصناعات الكيميائية والميكانيكية التركية لنقل 31 ألفا و300 قطعة عسكرية من إسرائيل في شهر أيلول العام الماضي لافتا إلى الكتاب الذي أرسلته المؤسسة إلى غرفة ملاحة اسطنبول في الثالث من أيلول الماضي والذي أكدت فيه إطلاقها مناقصة لنقل قطع عسكرية من معمل الصناعات العسكرية الإسرائيلي والتي سيتم تحميلها من ميناء حيفا لتنقل إلى اسطنبول.
بدوره كشف محرم انجا نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري عن تعميم أرسله نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين تشليك في الفترة التي كان يشغل فيها منصب وزير التربية إلى المدارس التركية للمطالبة بعدم مقاطعة إسرائيل وبضائعها.
وأوضح انجا أن تشليك وخلال فترة شغله منصب وزير التربية طلب في التعميم الذي أرسله إلى جميع المدارس التركية في 13 شباط عام 2009 اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة في هذه المدارس “بهدف عدم التأثير السلبي على عملية السلام في قطاع غزة والوقوف امام تأثر تركيا بالأزمة الاقتصادية العالمية لافتا إلى بذل تركيا الجهود اللازمة من أجل تحقيق السلام الدائم في القطاع”.
وأشار انجا إلى أن نشر هذا التعميم يأتي ردا على نفي تشليك إرساله خلال رده على سؤال وجهه انجا له حول الموضوع موضحا أن هذه التصرفات تؤكد تناقض سياسات أردوغان إزاء إسرائيل.
يذكر أن هذه الوثائق والمعطيات تؤكد وفقا للمراقبين حقيقة الموقف الذي تتخذه حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان من الكيان الإسرائيلي والذي تحاول التغطية عليه من خلال افتعال الضجيج والخطابات حول رفضها للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وادعائها معاداة هذا الكيان وذلك في محاولة لكسب تأييد الرأي العام التركي والعربي بشكل عام.
كليتشدار أوغلو: العلاقات بين إسرائيل وتركيا تطورت في عهد حكومة أردوغان
في سياق متصل أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو أن العلاقات التركية التجارية والعسكرية مع إسرائيل شهدت تطورا ملحوظا في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان الذي يرفع صوته بتصريحات ضد إسرائيل ترمي إلى الاستهلاك الداخلي مشددا على أن “أردوغان يلعب على حبلين…حيث يرفع صوته بالصراخ ولكنه من وراء الستار يواصل علاقاته مع إسرائيل”.
وقال كليتشدار أوغلو في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية نشرته اليوم “إنني تحديت أردوغان في خطاب لي أخيرا أن يؤكد وقوفه ضد إسرائيل بإغلاق قاعدة كورجيك التي تزودها عبر الرادارات مباشرة بكل المعلومات الأمنية التي تحتاج إليها ونتحداه أيضا أن يقطع العلاقات التجارية والسياسية معها إن كان صادقا”.
وحول موقفه من الدور التركي في الأزمة التي تشهدها سورية قال كليتشدار أوغلو “إننا نريد ان نعيش بسلام مع كل دول وشعوب المنطقة … وكنا ولا نزال مع تحسين العلاقات بين سورية وتركيا اللتين تربط شعبيهما علاقات وصلات رحم” مشيرا إلى أنه “سبق ودعا إلى عقد مؤتمر دولي من اجل سورية بمشاركة الحكومة و”المعارضة” ولكن حكومة اردوغان رفضت ذلك”.
وعبر زعيم المعارضة التركية عن أمله بأن يجري في المستقبل القريب انهاء الوضع الذي تعيشه سورية وخصوصا أنها دولة جارة تربطنا بها اطول الحدود البرية كما أن الأحداث فيها لها تأثيراتها السلبية الأخرى علينا.
وفيما يخص الوضع في العراق أوضح كليتشدار أوغلو أن “حزب الشعب الجمهوري يقف إلى جانب وحدة الأراضي العراقية ونريد أن نرى عراقا قويا ومستقرا وبعيدا عن المشاحنات الداخلية” معربا عن القلق من “التطورات الاخيرة التي تشير إلى خطر تقسيم الأراضي العراقية والسورية ومن دعم بعض دول المنطقة للمجموعات المتطرفة في هذين البلدين”.
وعن الموقف من الأزمة بين حكومة أردوغان و مصر قال كليتشدار أوغلو “إننا ضد أي تدخل في الشوءون الداخلية لأي بلد كان فكل بلد له إدارته وسلطته وحقوقه وقوانينه وكل شعب يقرر مصيره بنفسه واليوم نرى أن في مصر حكومة جديدة” لافتا إلى أن الموقف الذي اتخذته حكومة أردوغان تجاه مصر كان خطأ ولم يكن صوابا أبدا.
ولفت كليتشدار أوغلو الى انه أوفد في السابق اثنين من نواب حزب الشعب الجمهوري إلى مصر للتعبير عن آراء الحزب وللاطلاع على ما يحدث في مصر عن قرب كما ذهب ممثلو الحزب إلى العراق وتم ارسال وفود نيابية إلى سورية أيضا بهدف التعرف والاطلاع على ما يجري هناك وحاليا تركيا ليس لها بعثات دبلوماسية في مراكز مهمة في الشرق الأوسط فلا سفارة لها في مصر او سورية وهذه من الظواهر النادرة التي لم يشهدها تاريخ الجمهورية التركية يوما.
واعتبر أن “شعوب الشرق الأوسط أصدقاء قدامى لنا تربطنا بهم علاقات ثقافية مشتركة وتاريخ مشترك ولهم مساهمات كبيرة في تاريخ العالم ولكن الثروات الباطنية لمنطقة الشرق الأوسط كانت مشكلة دائمة بالنسبة لهذه المنطقة… فتدخل القوى الخارجية للاستفادة من خيراتها ادى الى نشوب بعض الصراعات فيها ونحن لا نريد أن تقع شعوب الشرق الاوسط في كمائن من هذا النوع بل عليهم ان يتطلعوا الى عمل مشترك لتعزيز قواهم اكثر فأكثر وأن يحققوا اللحمة بينهم”.
ورأى كليتشدار أوغلو أن المنطقة تعيش حالة اضطراب من خلال التدخل الخارجي في ليبيا والعراق وسورية مضيفا إن الصورة مظلمة حيث نرى “ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي يلجأ إلى التمييز والتفرقة بين المسلمين وعناصر “القاعدة” يرتكبون مجازر دموية في سورية ووصل العراق الى مرحلة انقسام اليوم وهذه طبعا ليست صورا ايجابية بالنسبة لشعوب الشرق الاوسط ولكن لا شك أن هناك في المنطقة طليعة أو مثقفين وعلى هؤلاء أن يعطوا مزيدا من الاهتمام لمنطقتهم كي لا تعيش ما تعيشه اليوم من معاناة”.
وحول سياسات أردوغان الداخلية في تركيا قال كليتشدار أوغلو “إن تركيا دولة علمانية ولا تنتهج مواقفها بناء على اسس دينية او طائفية ابدا ولكن اردوغان وحزبه يلجأان الى تصرفات معاكسة تماما حيث يمارسان السياسة في باحات الجوامع ومنها يشنان حملاتهما الدعائية ويستغلان المشاعر الدينية والعقائدية للمواطنين لأغراضهما الشخصية” مشيرا إلى أن “اردوغان يلجأ إلى استغلال الدين في ممارسة السياسة بينما هو غارق في كل أنواع الفساد وتدنى احترامه وخصوصا على الصعيد العالمي إلى مستوى الصفر …ولا شك في ان تركيا ستدرك هذه الحقيقة في الأيام المقبلة”.
وأضاف إننا لا نتوقع فوز اردوغان بالرئاسة التركية مجددا دعمه لترشيح “أكمل الدين احسان أوغلو” لهذا المنصب باعتبار أن ذلك سيكون في مصلحة علاقات تركيا مع دول المنطقة ومع مسيرة انتمائها الى الاتحاد الاوروبي حيث ستكون دولة ذات مكانة موثوق بها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأوضح كليتشدار أوغلو أنه لم يفكر في الترشح لانتخابات الرئاسة في تركيا احتراما للدستور التركي الذي ينص على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون حياديا وبالتالي اذا اختار رئيس حزب معين أن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية فهذا سيكون له أثر سلبي على موقع الرئاسة مبينا أن تركيا تحتاج في هذا الموقع إلى شخص يؤثر ايجابا على علاقات تركيا مع دول المنطقة ومع الدول الأوروبية وعلى الصعيد العالمي.