في السياسة والعسكر.. غزة تقاوم وتفرض شروطها

في السياسة والعسكر.. غزة تقاوم وتفرض شروطها

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٨ يوليو ٢٠١٤

 فلسطين القضية الأساس، تعود كلّ فترةٍ إلى الواجهة، لتذكّر من تناساها أنّها ما زالت الأولويّة، وأنّ كل الصراعات التي تدور من حولها تصبّ فيها، في أذيتها وتشتيت المحيط عن متابعة النضال لأجلها.
أعلن الجيش الصهيوني أنّ هجومًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا سيبدأ بتنفيذه على قطاع غزة، ولأجل ذلك استدعى مزيدًا من جنود الاحتياط لديه.
أتت هذه الخطوة بعد مسلسلات من الخيبة مُني بها جيش العدو، لا سيّما حين فرغ بنك أهدافه التي لم تتمكن من تحقيق أيّ إنجازٍ عسكري، وتابع بقصفٍ عشوائي طال بمعظمه سكان آمنين وأطفال عزل، كمشهد قتل الأربعة على شاطئ غزة، بدمٍ باردٍ ساهم بتعرية الاحتلال أكثر وأكثر أمام شعوب العالم، خصوصًا تلك التي تدعم حكوماتها العدوان بشكلٍ أعمى لا يرى المشهد الواضح حتى بعينٍ واحدة.
كيف استدرجت المقاومة العدو للهجوم البرّي؟
للمرّة الأولى في تاريخ صراع بلادنا مع العدو الصهيوني، تُقدّم مبادرة لوقف إطلاق النار، وفض الإشتباك، وإنهاء الحرب، يصار إلى قبولها من العدو (القوي على الورق)، ويتمّ رفضها من قبل المقاومة المدافعة عن أرضها وشعبها.
هذا التبدّل النوعي في شكل الصراع، أحرج العدو الصهيوني، وأخرج قيادته عن طورها، فحاولت بشتّى الوسائل إخضاع الشارع الفلسطيني، قتلت الأطفال لتجبره على التراجع، فرفض ووضع شروطًا تكاد تكون تعجيزية بالنسبة للصهيوني، وذلك لإيقاف إطلاق الصواريخ نحوه.
الموقف المقاوم لم يأتِ من عبث، بل استند الى قوّة المقاومة، قوّة الصمود وقوّة الهجوم. قوّتان ظهرتا بشكلٍ واضحٍ لا يقبل النقاش، فتلّ الربيع المحتلة تزلزلت مرات عديدة، ونزل سكانها إلى الملاجئ وجور الصرف الصحي نتيجة الهلع، وكذلك معظم مدن عمق الأراضي المحتلة.
علاوةً على الصواريخ، فعلت الأنفاق فعلتها أيضاً بأعصاب جنود العدو، حيث تمكّنت المقاومة من الوصول إلى العديد من الثكنات العسكرية وكذلك المستوطنات بفعل أنفاق سريّة كانت قد حفرتها، تربط غزة بأماكن استراتيجية مفيدة لتنفيذ العمليات النوعية، كالخطف والاغتيال وإرعاب الاحتلال ومستوطنيه. إذًا فالصهاينة يبحثون عن انتصارٍ في مكانٍ ما، لن يحصلوا عليه ما دامت غزّة تقاوم.
بحسب الوقائع، ما هو جديد الصهيوني في الأيّام القادمة؟
قتلٌ وتدمير؟ فلسطين اعتادت على هذه النتائج، أمّا المفاجآت فهي بيد المقاومة القادرة والتي أرسلت على أجنحة صواريخها الرسائل اللازمة.
اليوم وغداً وبعده، سترتجف أيادي جنود العدو، سينظر الجندي منهم حوله كثيراً قبل أن يخطي خطواته، سيتوقّع الموت في كل دقيقة، سينظر فوقه لتجنّب صاروخ وقذيفة، وتحته لتفادي فخ قد يجعل منه شاليطًا جديدًا.
ميركاڤاتهم، التي هي "جنزير لقدام و10 لورا"، ستواجه كورنيت المقاومة، مرةً جديدةً بعد تموز، وعلى الأغلب، فإنها ستلقى مصير الاحتراق والعويل نفسه.
أعصاب الصهاينة هي التي ستهزمهم مرةً جديدة في محاولة اجتياحهم غزة، عدا عن المقاومة التي تنتظرهم وتتربّص فيهم لذّةً وهيام، هيام في قتال عدو لطالما حلم أبناء فلسطين بترويعه، والانتقام عبره من مشروع هجّرهم وقتلهم ونكّل بوجودهم ما استطاع.
كيف سيقفل المشهد؟
من المؤكد أنّ هذه الحرب لن تنتهي بما يرضي اليهود، كما جرت العادة في مواجهات ما قبل عام 2000، فالمقاومة فرضت عشرة شروط لوقف إطلاق الصواريخ على الصهيوني الالتزام بها للسير نحو الهدنة، هدنةٌ قد تكون طويلة لكنّها ظرفية لحين بدء معركة جديدة تضاف مسمارًا في نعش حلم "الدولة الإسرائيليّة". أما شروط المقاومة للتهدئة فهي التالية:
1- إقامة ميناء دولي تحت رقابة دولية
2- إقامة مطار دولي
3- رفع الحصار كاملًا عن القطاع، مع إدخال جميع البضائع والإسمنت وغيرها
4- عدم التدخل في الشأن الفلسطيني ومنها الانتخابات والحكومة وغيرها
5- السماح بالصيد في بحر غزة حتى مسافة 10 كم
6- السماح للفلاحين بزراعة أراضيهم عند الحدود
7- السماح بزيارة سكان غزة للمسجد الأقصى
8- الإفراج عن الأسرى الذين تمّ اعتقالهم مؤخرًا
9- فتح معبر رفح كاملًا تحت الإشراف الدولي
10- عدم دخول الطيران الصهيوني الى سماء غزة
هذه الشروط، إن تحقّقت، فستنقل الكيان الصهيوني إلى الزاوية الأضيق منذ احتلال فلسطين، وسترفع بالتالي من نسب كل ما يضرّ به، من هجراتٍ معاكسة، وخضّاتٍ اقتصادية، وتكبيلٍ عسكري.
المقاومة جاهزة لاستقبال الصهاينة بالكرم المعروف عن أبناء شعبنا، فالمفرقعات والزهور والأرز ستكون صواريخ ورصاص وشباك.. شباكٌ لأسر شلاليط كثر قد تغنمهم المقاومة خلال الاجتياح، لتضيفهم نقاطًا في سجلّ الانتصار الذي بدأ يدوّي في سماء فلسطين.. انتصارٌ بزغ نوره من سماء القاهرة وسماء تل الربيع، اللاهثتين نحو التهدئة.. تهدئةٌ باتت من الماضي، فآخر طلقة ستكون فلسطينية، دون تحديد ما إذ ستكون رصاصةً، أم كورنيتاً، أم صفعةً، يوجهها المحور المقاوم للعدو، ومعه محور الشر الحقيقي في بلادنا، والعالم.