المعارضة السورية تستدعي انصار الزرقاوي لمحاربة داعش

المعارضة السورية تستدعي انصار الزرقاوي لمحاربة داعش

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٦ يوليو ٢٠١٤

حال المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري هذه الأيام يشبه حال العرب منذ مائة عام، إنهيار تام على جميع الصعد سياسيا وعسكريا، وفقدان لمناطق شاسعة في الشرق والشمال السوري فيها منابع النفط والجزء الخارج عن سيطرة الدولة السورية في مدينة دير الزور، فضلا عن مواجهة الانشقاقات المتتالية في صفوف فصائلها لبيعة داعش كما حصل في مدينة  البوكمال منذ ثلاثة أسابيع، وكما يحصل خاليا في دير الزور وريف إدلب والريف الشمالي لحمص، وأيضا في براري جبال القلمون.
مصدر قيادي في المعارضة السورية قال في حديث لنا أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش)  يسيطر على مساحات متواصلة جغرافيا فيما بينها، بعكس المناطق التي تسيطر عليها الجماعات السورية المسلحة ، واضاف أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) يسيطر من منطقة الهول جنوبي الحسكة حتى بلدة الراعي في الريف الشرقي لاعزاز في الشمال على الحدود التركية، وهو يسيطر على 90 بالمائة من محافظة الرقة كما يسيطر على اكثر من 95 بالمائة من محافظة دير الزور ويسيطر في جنوب الحسكة على مساحة عشرة آلاف كلم باتجاه دير الزور.
وتفيد مراجع سورية معارضة، ان داعش يسعى للسيطرة على منطقة كوباني السورية الكردية على الحدود مع تركيا، لفتح طريق نحو منطقة الجزيرة حيث تفصل كوباني بين جرابلس الواقعة تحت سيطرة داعش ومنطقة الجزيرة الغنية بالماء والاراضي الخصبة التي تحتاجها داعش لتامين انتاج ذاتي مستقل. وتحيط بكوباني مجموعة قرى يبلغ عددها حوالي 400 قرية كردية تؤمن الدفاع عنها، وهذا ما يجعل احتلالها امرا صعبا  حيث يتواجد عشرات الالاف من ابناء العشائر الكردية وهناك اسلحة كثيرة في المنطقة ، وتؤكد  مراجع في المعارضة السورية  ان حزب العمال الكردستاني ارسل قبل اربعة أيام 900 مقاتل الى كوباني كما ان القيادات العسكرية  الكردية  التي تخوض المعركة هي من قيادات الصف الأول في حزب العمال الكردستاني وغالبيتها من اكراد تركيا  فيما رفض مسعود البرزاني ارسال اي عنصر من البشمركة الى المنطقة التي اذا سقطت سوف تجعل جميع المناطق الكردية في سوريا في تناول سيطرة داعش، لذلك من المتوقع ان تشهد كوباني ومحيطها مقاومة كردية شرسة لان المناطق الكردية الباقية سهلية وليس فيها جبال للدفاع عنها، بينما تعتبر القرى المحيطة بكوباني نقاط دفاع مهمة لصد هجمات داعش.
وتفيد  مراجع في المعارضة السورية ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش) يدفع معاشات المقاتلين لديه و الموظفين المدنيين  في المناطق السورية التي يسيطر عليها بالدولار الأمريكي وليس بالليرة السورية، ويوزع داعش المعاشات كما يلي:
1 – رواتب موظفين مدنيين وموظفي الدوائر الحكومية السورية التي حصلت منهم على البيعة او اجبرتهم عليها : 200 دولار للموظف و40 دولار عن كل ولد.
2 – المقاتلين السوريين: 400 دولار للمقاتل ومائة دولار عن المراة و50 دولار عن كل ولد ومصاريف البنزين للسيارات مجانا مع حساب مصروف متوسط لكل عائلة حسب اختصاص الرجل.
3- المقاتلين الاجانب: بين 800 و1000  دولار للمهاجر ومائة دولار على الزوجة وخمسين دولار على الولد زائد منزل مجانا وبنزين السيارة مجانا أيضا.
هذا التقدم الكاسح لداعش على حساب فصائل المعارضة السورية المسلحة خصوصا جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وغيرها ، جعل الأخيرين يبحثون عن جسم يشبه داعش يواجهونها به، وتفيد المعلومات ان "الجبهة الاسلامية" تقف وراء هذا المشروع  الذي يسعى لضم عدد من الكتائب المهاجرة  والمقاتلين الاجانب تحت ظل منظمة واحدة سوف يطلق عليها اسم (جبهة انصار الدين) .
وتتكون الجبهة من مجموعات قتالية غير سورية عمل بعض قياداتها تحت امرة ابي مصعب الزرقاوي امير  قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين  كما  حازت هذه المنظمة الجديدة على مباركة رجال دين اردنيين وسعوديين من انصار وأساتذة الزرقاوي  وهم :
1 – عاصم البرقاوي الملقب ابو محمد المقدسي  وهو اردني من اصل فلسطيني من ابرز منظري التيارات السلفية المحاربة  موجود في احد سجون الاردن  حاليا، ويعتبر استاذ ابي مصعب الزرقاوي عندما جمعهما السجن في الاردن.
2- اياد القنيبي: داعية سلفي اردني من المؤيدين لجبهة النصرة وكان من الذين علوا على مبادرة الامة للمصالحة بين ابي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني التي باءت بالفشل.
3 – سليمان العلواني: داعية سلفي سعودي موجود في احد سجون السعودية منذ العام 2004 بتهمة التعامل مع ابي مصعب الزرقاوي ومعارضة النظام السعودي. وورد في النقطة الثالثة من حكم الاتهام الموجه له ( تـاييده وتواصله ودعمه المادي والمعنوي لبعض قيادات وزعامات تنظيم القاعدة الارهابي خارج البلاد، امثال ابي مصعب الزرقاوي وأشباهه ممن هم على نفس منهجه، ما يعد خيانة لبلده  وإعانة لأعدائها وتكثيرا لسوادهم ونشرا لمذهبهم الفاسد)
وكان ابو مصعب الزرقاوي قتل بغارة امريكية في حزيران عام 2006  ويقول انصاره ان اجتماعا عقد يومها بين الزرقاوي وابي عمر البغدادي الذي كان امير  الدولة الاسلامية في العراق التي كانت في بدايات عهدها، وطلب البغدادي في  البيعة من الزرقاوي الذي رفض بحجة بيعته للظواهري، وبعد خروج ابو عمر البغدادي من الاجتماع بساعة واحدة تعرض المنزل للقصف الامريكي وقتل الزرقاوي ومن كان معه.