"هستيريا عارمة" في إسرائيل بعد اتفاق المصالحة بين فتح حماس

"هستيريا عارمة" في إسرائيل بعد اتفاق المصالحة بين فتح حماس

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٥ أبريل ٢٠١٤

حملةٌ غير مسبوقةٍ شنتها إسرائيل على اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.. حملةٌ تكاد توصف بالهستيريا العارمة وسط تلويحٍ بالعقوبات مجدداً ضد السلطة الفلسطينية، هذه العقوباتٌ التي يبحثها حالياً المجلس الوزاري الإسرائيلي، إضافةً إلى أزمة المفاوضات التي برزت فيها مطالب إسرائيليةٌ، كوزير السياحة، بوجوب تفكيك منظومة الصواريخ في قطاع غزة كشرطٍ للاستمرار في العملية السياسية.
أما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فقد وصف الرئيس الفلسطيني أبو مازن بأنه معني بالإرهاب السياسي، وحماس بالإرهاب الكلاسيكي.
تزامن ذلك مع مزاعم إسرائيليةٍ عن اتصالاتٍ تجريها تل أبيب مع حماس منذ فترةٍ طويلة، بحسب رئيس حزب العمل المعارض اسحاق هرتسوغ.
إعلان اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس يوم أمس، قوبل برد هستيري في إسرائيل، رد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاء سريعاً فخيّر السلطة الفلسطينية ما بين مفاوضات التسوية والمصالحة مع حماس.
نتنياهو لم يكتف بذلك، بل اتخذ جملة خطوات تصعيدية، بدءاً من إلغاء الإجتماع التفاوضي بين إسرائيل والفلسطينيين الذي كان مقرراً انعقاده مساء الخميس، مروراً بدعوة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لعقد جلسة لتقدير الوضع المستجد فيما يتعلق بالمفاوضات، واتخاذ الموقف المناسب، وصولاً إلى الاتصال بوزير الخارجية جون كيري، حيث جدد نتنياهو اتهام الفلسطينيين بالتهرب من الإستحقاقات الحاسمة.
اليمين الإسرائيلي دخل بقوة على خط الانتقادات وشن حملة غير مسبوقة على السلطة الفلسطينية، حيث قال نفتالي بينيت "إن السلطة الفلسطينية تحولت إلى أكبر جهة إرهابية في العالم، على بعد عشرين دقيقة من تل أبيب".
أما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فقال إن توقيع اتفاق المصالحة هو توقيع على نهاية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في حين اعتبر نائبه زئيف الكين أن السلطة الفلسطينية كشفت هدفها الحقيقي وهو تدمير الدولة اليهودية.
حتى الوزيرة تيسبي لفني التي تحمل لواء المفاوضات داخل حكومة نتنياهو اليمينية، رأت في المصالحة خطوة إشكالية جداً.
اليسار الإسرائيلي حمّل نتنياهو المسؤولية الأولى عما حدث، وهناك من اعتبر المصالحة حيوية لإسرائيل.
بين تحريض اليمين على أبو مازن، وتحذير اليسار من خطورة انفجار المفاوضات، عادت إلى صدارة الاهتمام الشروط الإسرائيلية التعجيزية للقبول بحكومة الوحدة الفلسطينية وعلى رأسها اعتراف حماس بإسرائيل، ووقف المقاومة والمصادقة على الاتفاقات التي وقعت حتى الآن بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
هذه الشروط التي تنسجم ومطالب الإدارة الأميركية، يبدو الهدف منها واضحاً، وهو إحباط خطوة المصالحة الفلسطينية بمباركة أميركية.