إنقلاب الأردن.. أولى تداعيـات الإطاحة بأبن «خيزرانه» بندر!

إنقلاب الأردن.. أولى تداعيـات الإطاحة بأبن «خيزرانه» بندر!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٦ أبريل ٢٠١٤

شهدت الحدود الاردنية – السورية جنوباً إنعطافة مميزة تجلّت بقيام مقاتلات اردنية بإستهداف رتلاً عسكرياً مؤلفاً من أربعة سيارات رباعية الدفع مموهة كانت تحاول العبور من سوريا نحو الاراضي الاردنية.
وقال مصدر في الجيش الاردني انّ “هذه العربات تمّ إستهدافها صباح اليوم الاربعاء وتمّ تدميرها بشكل كامل عبر قصفها بصواريخ مصدرها أربعة مقاتلات أردنية تلقت تحذيراً للقدوم إلى مكان وتنفيذ الهجوم بعد رصد المركبات”. واضاف انّ “الهجوم حصل في منطقة الرويشد الصحراوية الفاصلة بين الحدود الاردنية والسورية”.
هذا التطوّر يعتبر لافتاً بعد الاعلان عن عزل والاطاحة برئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان بقرار ملكي، خصوصاً وانّ الاردن كان يعاني من الضغط السعودي الذي كان يقوده “بندر”، والذي أدى إلى قيام الاردن بدعم الميليشيات السعودية في سوريا، خصوصاً “جيش الاسلام” و “الجبهة الاسلامية” اللذان يعتبران الذراع السعودية في سوريا عسكرياً، ما يفسر على أنه أولى تداعيات الإطاحة ببندر على الساحة السورية – الاردنية.
الانعطافة الاردنية أتت ايضاً بعد زيارة الأمير القطري الاحد قبل الماضي إلى العاصمة عمان، وإجرائه مباحثات لساعات مع رأس القيادة الاردنية، ما يؤشر لاستدارة أردنية نحو قطر بعد ما جرى اليوم، اي خروجها من تحت العباءة السعودية التي كان “بندر” أحد ركائزها.
التميّز الاردني ظهر في الايام الماضية واضحاً، خصوصاً مع التصريحات السياسة الصادرة عن أبرز القياديين الاردنيين، فضلاً عن إنكشاف بعض الخلايا في الاردن، وما حصل أخيراً من تسريب خبر عن قيام مسلحي المعارضة في سوريا من تخزين السلاح على الحدود الاردنية، كله يؤشر إلى تداعيات الالتفاف الاردني على السعودية، وبالتالي فإن أوراق الاخيرة بدأت تتكشف أردنياً، فماذا نالت الاردن في المقابل؟
يقول مصدر في بيروت مطلع على السياسة الاردنية، انّ الاردن تاريخياً يعيش على المساعدات الامريكية والسعودية، وفي ذروة الخلاف السعودي – القطري، والتقارب القطري من الاردن، وعزل بندر أمس، بالاضافة إلى هشاشة وضع السعودية سياسياً، تسعى الاردن إلى فتح قنوات التواصل مع قطر للتعويض عن الخسائر المعنوية والاقتصادية التي تلقتها المملكة الهاشمية بسبب إندفاعها نحو السياسات السعودية التي لم تأتي عليها إلا بالخراب، وهذا بات يتضح خصوصاً من إنخفاق مستوى التصريحات السياسية المعادية لدمشق، والتي كنّا نسمع عنها سابقاً، وهذا تمهيد للالتفافة الجديدة التي تسعى فيها الاردن لازالة الصورة السابقة لها.
ويبدي تأكيده انّ الانعطافة الاردنية لم تكن لتحصل لولا الإطاحة ببندر الذي كان يمسك بأوراق الملف ليس السوري فقط، بل الأردني واللبناني والفلسطيني في المنطقة، وهو كان العامل الاساس المؤثر في السياسة السعودية عنها، وبعزله أزيل هذا العامل وفتح الباب امام الدول التي كان يؤثر عليها من الخروج من هذا الفلك الذي أثبتت السنوات الماضية بأنه “فلك شيطاني”.
المصدر إذ إستبعد أي إنعطافة أردنية نحو سوريا حالياً، كشف عن تواصل دوري بين أجهزة مخابرات البلدين منذ مدّة لا بأس لها، وهي نافذة لتبادل الرسائل السياسية بين البلدين، لكنه في الوقت نفسه، لم يستبعد أن تحصل الانعطافة الكاملة في المدى المنظور، خصوصاً مع التقلبات الحاصلة في أوراق المعادلات الاقليمية، بين فريقين، واحد أمريكي وآخر روسي، جازماً بأن الاردن سيسير ليس خلف مصالحه السياسية، بل مصالحه الاقتصادية التي تبقِ البلاد على قيد الحياة.
ويخلص التحليل الاخباري للقول بأن ما حصل اليوم، هو ورقة تضعها القيادة الاردنية على الطاولة، وهو مؤشر حول خروجها من الفلك السعودي ودورانها في الفلك القطري، خصوصاً بعد إنقلاب الاخيرة على الاخوان المسلمين، الذين يعتبرون قوة لا بأس بها تُهدّد السياسة والقيادة الاردنية.
بالعودة إلى خبر الاستهداف الاردني، فقد أشار بيان للجيش، نشر على الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة، إن ”الطائرات استهدفت ثلاث مركبات كانت مموهة بالطين، رفضت الامتثال والخضوع لنداء الجيش لها بالتوقف. وكانت تسير في منطقة وعرة بالقرب من الحدود”.
وأضاف البيان أن الطائرات الأردنية أطلقت نيرانا تحذيرية على المركبات، إلا أنها لم تستجب ومن ثم قامت بتدميرها.