مواقف مندّدة بأسر مؤسس «ويكيليكس»: جوليان أسانج بين السيئ والأسوأ

مواقف مندّدة بأسر مؤسس «ويكيليكس»: جوليان أسانج بين السيئ والأسوأ

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٣ أبريل ٢٠١٩

في الوقت الذي يقبع فيه مؤسّس «ويكيليكس» في سجن واندسوورث في جنوب لندن، يتم تداول سيناريوات عدة في شأن كيفية التعاطي معه، وخصوصاً إذا ما جرى نقله إلى الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، يحذر خبراء قانونيون من سيناريو إطالة محاكمته في بريطانيا، ما يعني عقوداً من السجن في كل الأحوال
أثار أسر مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، أول من أمس، سخطاً حول العالم، وخصوصاً من قِبَل مؤيّديه الذين اعتبروا قرار الإكوادور سحب اللجوء منه، كما شروط اعتقاله، «مخالفة للقانون». وبينما لا يزال مصيره غير معروف على المديين القريب والبعيد، أفادت صحيفة «ذي صن» البريطانية بأنه يقبع حالياً في سجن واندسوورث في جنوب لندن، حيث قضى تسعة أيام في عام 2010 في أعقاب تحقيق في اتهامات الاغتصاب المُوجهة إليه في السويد.
وفيما أعرب الصحافي في «ويكيليكس»، كريستين هرافنسون، عن خشيته من أن توجه الولايات المتحدة تهماً إضافية إليه، ما يعني أنه قد يواجه عقوداً من السجن في الولايات المتحدة، نبّه خبراء قانونيون إلى سيناريو آخر، قد تبقى القضية بموجبه عالقة لسنوات في المحاكم البريطانية، وقد تصل إلى محكمة العدل الأوروبية. لكن أنطوني هانراتي، من شركة «بي دي بي بيتمانز» للمحاماة، رأى، في حديث إلى صحيفة «ذي تايمز»، أنه «سيكون من الصعب جداً مقاومة التسليم، نظراً الى طبيعة الاتفاق حول هذا الموضوع بين الولايات المتحدة وبريطانيا». وأضاف إن عوامل أخرى تؤدي دوراً سلبياً ضد أسانج، وهي تضم «الأهمية الكبرى التي يعطيها القضاء البريطاني للثقة والتعاون بين البلدين، وأيضاً الجهود التي ستبذلها الولايات المتحدة في القضية».
تأتي هذه التحذيرات فيما أفيد بأنه جرى اعتقال متعاون مع أسانج في الإكوادور أثناء محاولته الفرار إلى اليابان، وفق ما أعلنت وزيرة الداخلية الإكوادورية، ماريا باولا رومو. وأشارت الوزيرة إلى أن المتعاون مرتبط بمحاولات مفترضة لزعزعة حكومة الرئيس لينين مورينو، قائلة إنه «تم اعتقاله للتحقيق فحسب»، مضيفة إنه أجرى زيارات خارجية مع وزير الخارجية الإكوادوري السابق، ريكاردو باتينو، الذي منح حق اللجوء لأسانج في عام 2012. ولفتت إلى أن «لدينا أدلة كافية على أنه شارك في محاولات لزعزعة الحكومة». من جهتها، ذكرت قناة «تيلي أمازوناس» أن اسمه أولا بيني، وهو مطوِّر برامج معلوماتية متخصص بالسرية والأمن والشيفرة.
وفيما توالت ردود الفعل الشاجبة لما قامت به بريطانيا والإكوادور بدفع من الولايات المتحدة، فقد اتهمت موسكو لندن بـ«خنق الحريات»، بينما وصف الرئيس البوليفي إيفو موارليس التوقيف بأنه «انتهاك لحرية التعبير». أما بالنسبة إلى الرئيس السابق للإكوادور، رافاييل كوريّا، فإن توقيف أسانج ينبع من رغبة «شخصية بالانتقام لدى الرئيس لينين مورينو، لأن ويكيليكس نشر قبل أيام حالة فساد خطرة جداً». وبحسب كوريّا، فإن الأمر يتعلق بكشف «ويكيليكس» عن «حساب سري في بنما في مصرف بالبوا باسم عائلة مورينو».
من جهته، طالب زعيم حزب «العمال» البريطاني، جيريمي كوربين، حكومة بلاده بعدم تسليم مؤسس موقع «ويكيليكس» لواشنطن. وفي تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، قال: «يتعيّن على الحكومة البريطانية أن تعارض طلب تسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة، لأنه أظهر الأدلة حول الفظائع التي حدثت في العراق وأفغانستان». وأرفق زعيم حزب المعارضة البريطاني تغريدته بشريط فيديو كان قد نشره موقع «ويكيليس» في وقت سابق، يُظهر قيام جنود أميركيين بقتل 10 مدنيين وصحافيين في العراق من دون تمييز.
في هذه الأثناء، ووسط الترحيب الأميركي من مختلف الأطراف السياسية بتنفيذ بريطانيا والإكوادور «أوامر» واشنطن، أطلق الرئيس دونالد ترامب موقفاً حذراً من القضية، قائلاً للصحافة: «لا أعرف شيئاً عن ويكيليكس، هذا ليس شأني»، الأمر الذي أثار حيرة البعض، ودفع بنائب الرئيس، مايك بنس، إلى الدفاع عن مواقف ترامب، مصرّحاً لشبكة «سي أن أن» بأن إشاداته السابقة المتكررة بـ«ويكيليكس» ليست «دعماً» لهذا الموقع. وكان ترامب قد أشاد، خلال حملته الانتخابية في عام 2016، مراراً بموقع «ويكيليكس» الذي تسبب قبل ست سنوات بفضيحة كبيرة بنشره آلاف الوثائق العسكرية والدبلوماسية الأميركية السرية. وقال في إحدى المناسبات: «أنا أحب ويكيليكس»، في الوقت الذي سرّب فيه الموقع رسائل إلكترونية أضرّت بحملة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، على رغم الاتهامات لـ«ويكيليكس» بالعمل بالتنسيق الوثيق مع الاستخبارات الروسية. إلا أن بنس وجد نفسه مضطرّاً الى التأكيد لـ«سي أن أن» أن «ترامب كان يدعم كشف المعلومات خلال الانتخابات، وليس منظمة ويكيليكس نفسها». وقال: «أعتقد بأن الرئيس يرحب دائماً، مثلما تفعلون ويفعل الإعلام، بالمعلومات، ولكن ذلك ليس دعماً لمنظمة ندرك الآن أنها متورطة في نشر معلومات أميركية سرية».
(أ ف ب، الأناضول)