«التدخل السريع» لملاحقة المعارضين: خاشقجي ليس أوّل ضحايا ابن سلمان!

«التدخل السريع» لملاحقة المعارضين: خاشقجي ليس أوّل ضحايا ابن سلمان!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٩ مارس ٢٠١٩

تفاصيل مثيرة كشفتها «ذي نيويورك تايمز» عن فريق «التدخل السريع» السعودي، الذي أُنشئ قبل أكثر من عام على اغتيال جمال خاشقجي، بوصاية من محمد بن سلمان، وأوكلَت إليه مهمة إسكات أصوات معارضة عبر القتل والخطف التعذيب
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية معلومات مثيرة عن الفريق السعودي الذي نفذ عملية اغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاده في إسطنبول، قائلة إن «وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، شكّل قبل عام من قتل خاشقجي حملة سرية لإسكات المعارضين، بما يشمل الرقابة والاختطاف والاعتقال والتعذيب لمواطنين سعوديين». وأضافت الصحيفة، أمس، أن بعض المهمات السرية، على الأقل، نفذها «أعضاء الفريق نفسه الذي اغتال وقطّع خاشقجي»، ما يرجح أن قتله كان «جزءاً مفضوحاً من حملة واسعة لإسكات المعارضين». ووفق مسؤولين أميركيين، فقد تشكل الفريق بإقرار من محمد بن سلمان، وأشرف عليه كبير مساعديه سعود القحطاني، وهو مستشار سابق برتبة وزير في الديوان الملكي، أُعفيَ من منصبه إثر قتل خاشقجي، وقاده في ميدان العمليات رجل المخابرات الذي كان يرافق بن سلمان في رحلاته الخارجية ماهر عبد العزيز مطرب. والمجموعة الذي يُطلق عليها اسم «مجموعة التدخل السريع»، نفذت على الأقل «12 عملية ابتداءً من عام 2017».
وعن نوعية العمليات التي كانت تنفذها المجموعة، قال مسؤولون إن بعضها شمل «إعادة سعوديين قسراً من دول عربية، واعتقال سجناء وتعذيبهم في قصور تابعة لولي العهد ووالده الملك سلمان بن عبد العزيز»، موضحة أنه «توجّه إلى المجموعة تُهم تعذيب المعتقلات السعوديات، اللواتي اعتقلن العام الماضي، بالكهرباء والتهديد بالقتل والاغتصاب». وقالت «ذي نيويورك تايمز» في التقرير الذي أعده الصحافيان مارك مازيتي، وبين هوبارد، إن التفاصيل بشأن العمليات «جاءت من مسؤولين أميركيين قرأوا تقارير مصنفة على أنها سرية تحمل تقييماً استخبارياً عن الحلة السعودية، وكذلك من قِبل سعوديين كانوا على معرفة مباشرة ببعض العمليات». وقد تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وأضافت الصحيفة أن حملة الاعتقالات في فندق «ريتز كارليتون» استخدمت للتغطية على عمليات إخفاء لمعتقلين نفذها «فريق التدخل السريع»، فبينما كان الفندق يستخدم للاعتقال، نُقل بعض المعتقلين منه إلى مواقع سرية، من ضمنها قصور تتبع للملك سلمان وولي العهد، كذلك استُخدم الفندق لاعتقال معارضين في وقت «الحملة على الفساد». 
وتعليقاً على التقرير، قال متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، لـ«نيويورك تايمز» إن السعودية تتعامل بـ«جدية» مع أي مزاعم بشأن سوء المعاملة لمتهمين ينتظرون المحاكمات أو لمعتقلين ينفذون أحكاماً قضائية، مضيفاً أن «القانون السعودي يمنع التعذيب ويحاسب من يسيئون استخدام نفوذهم بهذا المجال، كذلك فإن القضاة لا يقبلون بالاعترافات التي تؤخذ تحت التعذيب». وتابع المتحدث: «المدعي العام للمملكة ورئيس الهيئة السعودية لحقوق الإنسان يحققون بادعاءات ظهرت، أخيراً، في هذا الإطار». جاء ذلك في وقت رفض فيه مسؤولون سعوديون تأكيد أو نفي وجود هذا الفريق، وطبيعة عمله. أما تقارير وكالة الاستخبارية الأميركية «سي آي إي» فلم تحدّد من جهتها، مدى تورط ابن سلمان في عمليات الفريق، ولكنّها قالت إن أعضاء الفريق رأوا أن القحطاني «قناة للأمير»، فيما رفضت الوكالة التعليق على تقرير الصحيفة الأميركية.