«فالانتاين وارسو»: «الشماغ والغترة» في خدمة نتنياهو

«فالانتاين وارسو»: «الشماغ والغترة» في خدمة نتنياهو

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٦ فبراير ٢٠١٩

تُطلق على غبار المعركة ووطيسها تسميات عدة، من بينها «الرهج» و«القترة» و«القسطل» و«العجاج»، إلا أن أيّاً منها لم تجر معاينته خلال مؤتمر وارسو، الذي أريد له أميركياً أن يكون منصّة قفز، للانقضاض الجماعي على إيران.
مع ذلك، اتسم المؤتمر بكونه تظاهرة عشاق في «الفالانتاين السياسي» في بولندا، بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ووزراء خارجية دول خليجية؛ على رأسها السعودية والإمارات والبحرين، من دون الشعور بالعار والحرج من التموضع إلى جانب إسرائيل.
وإذا كانت نتائج المؤتمر، لناحية مواجهة إيران، قد انتهت بانتهاء أعماله وفعالياته الخطابية، فإنها لناحية إسرائيل، وإن جاءت مغايرة لما كانت تأمله الأخيرة ضدّ إيران، حملت سلّة فوائد بلا أثمان، بعد تظهير تل أبيب تطبيعها مع الحكام العرب.
في التعليقات الإسرائيلية، كما وردت في الإعلام العبري، إشادة بموقف الدول العربية، وتحديداً الخليجية منها، وفي المقدمة السعودية. «تايمز أوف إسرائيل» كتبت: «تربط إسرائيل علاقات دبلوماسية فقط مع دولتين عربيتين، وهما الجارتان مصر والأردن. لكن القادة العرب في الخليج، وخاصة ولي العهد السعودي صاحب النفوذ محمد بن سلمان، بدأوا بوضع الصراع الإسرائيلي ــــ الفلسطيني في أسفل سلّم الأولويات». ونقلت عن وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، قوله لها: «بلادي ستقوم في نهاية المطاف بإنشاء علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية».
اللافت أن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، جعل من «الشماغ والغترة»، وكذلك الإنكليزية باللهجة الخليجية، في خدمة حملته الانتخابية، وخاصة بعد التفاف الخليجيين حوله وإلى جانبه في المؤتمر وداخل القاعات المغلقة، التي حرص على تظهير مشاهد منها بـ«الخطأ» على قناته الرسمية على «يوتيوب»، وهي مقاطع مصوّرة من الجلسة المغلقة تبين مدى التوافق الخليجي مع إسرائيل، حيث تحدث وزراء الخارجية الخليجيون عن أن القضية الفلسطينية في أسفل سلّم اهتماماتهم.
أعقبت نشر تلك المشاهد تغريدة أكد لنتنياهو فيها أنه التقى زعماء عرباً لديهم مصالح مشتركة مع إسرائيل، وتحديداً في الحرب ضد إيران. ولئن عمد لاحقاً إلى سحب التغريدة بعد نصائح بضرورة الامتناع عن تداول كلمة حرب إلى جانب الخليجيين ضد إيران، إلا أن مدة نشرها كانت كافية لتداولها، وخاصة أنها وُجّهت بالأساس إلى خارج فلسطين المحتلة كونها نُشرت باللغة الإنكليزية.
مع ذلك، وعلى رغم أن نتنياهو أراد تظهير العلاقة الإسرائيلية مع الخليجيين باعتبارها الفائدة التي تحققت فعلياً، إلا أنه عملياً أغفل الهدف الرئيسي من وارسو كما أرادته الإدارة الأميركية: «دحر إيران»، الأمر الذي تكفّل بتظهيره الإعلام العبري، مع التعليق على العلاقة مع الحكام العرب وعلانيتها تعليقاً اعتيادياً، وخاصة أن أخبار التطبيع باتت في السياق الروتيني للأنباء.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت إلى أن الأهداف التي أمِلت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن تصل إليها من خلال المؤتمر، جاءت تحت سقف التوقعات، وخاصة بعدما أرسل الأوروبيون تمثيلاً «مهيناً» لعرّابي المؤتمر، مشيرة إلى أن ما تحقق هو فائدة إسرائيلية في التقرب أكثر من دول «الاعتدال» العربي، الأمر الذي يصب في خدمة نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
من جهتها، شددت القناة «13» العبرية، في تقرير لها تعليقاً على ما وصفته بتظهير العلاقات الدافئة بين إسرائيل والدول الخليجية في وارسو، على أن الأخير مجرد تظاهرة محدودة الأثر في محاربة إيران. ولفتت في المقابل إلى مؤتمر موازٍ في سوتشي الروسية، جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، معتبرة «أنهم يقولون لنا إن بإمكانكم الحديث والكلام في وارسو، أما الأفعال في سوريا والمنطقة، فنحن من يقرر حولها وإزاءها».