يد موسكو تعلو وتغربل.. الحصاد السوري يقترب

يد موسكو تعلو وتغربل.. الحصاد السوري يقترب

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١١ فبراير ٢٠١٩

اكتملت المشهدية السياسية لشكل ومضمون الحل السياسي للحرب السورية، البداية كانت في زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران، ومن هناك تمظهر التحالف الصلب بين البلدين ليكرس الصورة الأكثر صلابة في مواجهة القادم، جزئية الاعتداءات الإسرائيلية على سورية هي ماأشير لها بالبنان، كاثر خلالها شمخاني لغة النار والوعيد، اذا مااستمر العدوان على دمشق على قاعدة الردع والحزم، موسكو بدورها توّجت المشهدية بجملة من التحذيرات التي جاءت في بيان الخارجية الروسية لجهة تحذير تل أبيب اذا ماواصلت اعتداءاتها على سورية، فيما حثت أنقرة على احترام السيادة السورية والاسراع في تنفيذ وعودها، فيما يتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح في ادلب، وأن العملية العسكرية على الأخيرة ستكون منظمة بشكل فاعل، وانها أي موسكو لن تسمح بمحميات للارهاب في سورية.
قمة سوتشي المرتفبة بين بوتين وأردوغان وروحاني ستكون كما كتبنا سابقاً ” وقفة حساب” لتصنيع شكل الحل في سورية، وبوتين سيسمع جيداً لما سيعرضه أردوغان وسيحفظ ذلك حرفياً، على قاعدة تصنيع النهايات في جبهة ادلب بما يحفظ السيادة السورية، والا فالعملية العسكرية ستكون الطرح الوحيد خلال المرحلة القادمة وتالياً مامن رؤى ستُفرض سوى الرؤية الروسية للحل.
مصدر في هيئة التفاوض السورية أكد لوكالة سبوتنيك الروسية ان تركيا تستعد لدمج جبهة النصرة في الجيش الذي تعده أنقرة في الشمال، هذا الكلام إن صح فهو مايشكل نسفاً للوعود، وإطاحة بلقاء موسكو الأخير، وهو ماسيعجل العمل العسكري في ادلب ليطيح بالنصرة وغير النصرة.
تسريع انسحاب القوات الأميركية من سورية بحسب ماتناقلته وسائل إعلام أميركية، يؤكد رمي ترامب للكرة في الملعب التركي، من هنا نقرأ ونفهم ماقيل عن موافقة أميركية لأي مشروع تركي في الشمال إذا ماراعى مصالح الكرد.
إعلان الخارجية الروسية عن مشاورات شبه يومية بين موسكو وأنقرة وطهران، لجهة تفعيل عمل اللجنة الدستورية السورية، هو بمثابة رسالة للتركي في المقام الأول، لجهة أن تلعب أنقرة الدور الفاعل في ممارسة الضغط على شخصيات سياسية سورية بعينها، للقبول بالمرحلة السياسية المقبلة والتي لا مجال فيها للعناد ” وتكبير الرأس″، وهي رسالة أيضاً للمعارضة السياسية التي هي خارج الوصاية التركية للحاق بالركب، وتحصيل مايمكن تحصيله على قاعدة ” عصفور في اليد أفضل من عشرة على الشجرة”.
مايميز هذه المرحلة السياسية، عن سلسلة مراحل سابقة، هو إغلاق موسكو لمنفذين رئيسين كانا يشكلان دائماً عقبة في تسهيل الولادة الطبيعية للحل السياسي في سورية.
الأول: أن الاسرائيلي لن يجرؤ ربما كما كل مرة على خلط الأوراق بالاعتداء مجدداً على سورية، فالثمن سيكون غالياً جداً ترسم معالمه هذه المرة صواريخ اس 300، وإن زمن استخدام صواريخ اس 200 أو أية صواريخ أخرى قديمة مطورة بات من الماضي.
الثاني هي الرسالة التحذيرية لأنقرة الملفوحة برياح الفرصة الأخيرة والا نحن( يقول الروس) من سيرسم نهاية ادلب.
اردوغان بات على محك سياسي حقيقي وتاريخي، يتضاءل معه هامش المراوغة والتلون السياسي، وتنعدم عليه أية محاولة للجري في الملعب الأميركي، الذي اتخذ القرار بالخروج من الوحل والموت كما قال ترامب.
قمة سوتشي ستكون عنوان المرحلة المقبلة بامتياز، تبدو فيها اليد الروسية الأكثر حضوراً في تصنيع النهايات، والعيون كلها مسمرة تجاه الحصاد السوري الذي بات وشيكاً جداً.
* كاتب صحفي فلسطيني