انفجار باريس يطغى على احتجاجات «السترات الصفر»

انفجار باريس يطغى على احتجاجات «السترات الصفر»

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٣ يناير ٢٠١٩

 قُتل إطفائيان وسائحة إسبانية، وأُصيب نحو 50 شخصاً، بعضهم جروحهم خطرة، بعد انفجار ضخم في مخبز في باريس، حصل إثر تدخل إطفائيين لوقف تسرّب للغاز فيه.

وطغى الانفجار على التظاهرات التي شهدتها فرنسا أمس، في اليوم التاسع لاحتجاجات حركة «السترات الصفر» المناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون. وأغلقت شرطة مكافحة الشغب أجزاء ضخمة من العاصمة، واستخدمت خراطيم مياه وغازاً مسيلاً للدموع لتفريق متظاهرين في محيط قوس النصر، لجأوا إلى العنف ورشقوا رجال الأمن بحجارة وطلاء.

كذلك نظم آلاف من المحتجين مسيرة صاخبة، ولكن سلمية، في منطقة شمال باريس قريبة من الانفجار في المخبز. واحتشدت مجموعات في جادة الشانزيليزيه في العاصمة، ورددت هتافات تطالب باستقالة الرئيس. وكتب محتج على لافتة «ماكرون سنُسقطك».

واعتقلت الشرطة أكثر من 50 شخصاً في باريس، بعضهم كان يحمل أشياء يمكن أن تُستخدم بوصفها سلاحاً. كما نظم آلاف من المحتجين مسيرات في بوردو وتولون وستراسبورغ وبورجيه.

ونشرت السلطات الفرنسية أكثر من 80 ألف شرطي لمواجهة الاحتجاجات، وأغلقت الشرطة وسط باريس تحسّباً لعنف، كما نصبت حواجز أمام مبانٍ رسمية، مثل البرلمان وقصر الإليزيه. يأتي ذلك قبل 3 أيام من «حوار كبير» دعا إليه ماكرون، في محاولة لتهدئة «السترات الصفر».

على صعيد آخر، أعلنت النيابة العامة في باريس مقتل إطفائيَين كانا في موقع حادث المخبز، وجرح 47 شخصاً، 9 منهم في حال حرجة. وأكدت الخارجية الإسبانية مقتل سائحة من مواطنيها كانت تزور باريس مع زوجها، فيما جُرح إسباني آخر.

وأشار وزير الداخلية كريستوف كاستانير إلى حصول «انفجار هائل مرتبط بتسرّب غير متعمد لغاز تفجّرت كميات ضخمة منه، فيما كان الإطفائيون داخل المبنى يبحثون عن مصدره والناس في الشارع». وتحدث عن «حصيلة بشرية خطرة وضخمة»، لدى زيارته مكان الحادث إلى جانب رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو.

وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً عُهد به إلى المدير الإقليمي للشرطة القضائية، لتحديد أسباب الحادث.

وذكر مصدر في الشرطة أن الانفجار دمّر مخبزاً في شارع تريفيز السياحي وسط باريس، قرب متحف غريفان. وأشار شهود إلى أن قوة الانفجار أدت إلى تحطيم واجهات متاجر قريبة وهزت مباني على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار. وانضمّ أكثر من 200 إطفائي إلى عملية الإنقاذ، وهبطت مروحيتان في ساحة قريبة لإجلاء الضحايا. لكن سيارات الإسعاف واجهت صعوبات كي تصل إلى منطقة الانفجار، نتيجة حواجز نصبتها الشرطة لاحتواء أي عنف قد يرتكبه محتجو «السترات الصفر».

وامتلأ الشارع بزجاج مهشّم وركام، وتحطّمت واجهات متاجر وأبنية محيطة، كما انقلبت سيارات أو دُمرت كلياً. وقالت فتاة مقيمة في الشارع: «كنا نائمين وفجأة سمعنا صوتاً قوياً، اعتقدنا بأن زلزالاً حصل».

وقالت فرنسية مقيمة في المبنى الذي يقع فيه المخبز: «كنت نائمة واستيقظت بفعل الدويّ. مشيت إلى باب الغرفة وكان أولادي في حال هلع غير قادرين على الخروج من غرفتهم. نصحنا الإطفائيون بمغادرة المكان، لكن المصعد تضرّر وكان الدخان يتصاعد منه. لذلك هرعنا للاختباء في منزل الجيران في الطابق الأول، ثم ساعدنا رجال الإطفاء في النزول بواسطة سلّم. وفي منزل الجيران، دُمّرت غرفتان كلياً وتحوّل الحمام إلى حفرة».