ترامب إلى الحدود الجنوبية متحدّياً: الطوارئ مقابل استمرار الإغلاق

ترامب إلى الحدود الجنوبية متحدّياً: الطوارئ مقابل استمرار الإغلاق

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٠ يناير ٢٠١٩

تتفاقم أزمة الجدار الذي يريد دونالد ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك. يزور الرجل هذه الحدود اليوم، عقب خطاب لم يفلح في حصد تجاوب المعارضين على رغم التنازلات، ما دفعه للتهديد مجدداً بإعلان حالة الطوارئ، وسط تقاذف المسؤولية عن الإغلاق الحكومي
بعد 19 يوماً من الإغلاق الجزئي على خلفية مشروع بناء الجدار مع المكسيك، الذي أشعل الخلاف مع الديموقراطيين والمعارضين في الكونغرس وأطاح بالميزانية الاتحادية وتسببت بالإغلاق الحكومي الجزئي، يزور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة. وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن الرئيس سيستخدم زيارته إلى الحدود «للاجتماع مع الموجودين على الخطوط الأمامية لمتابعة الأمن القومي والأزمة الإنسانية».
وعلى رغم التراجع عن التلويح بإعلان حالة الطوارئ الوطنية، في خطاب الثلاثاء الذي وجهه للأمة الأميركية في شأن الجدار، عاد الرئيس الأميركي أمس ليلوح بحقه في إعلان الطوارئ على المستوى الوطني. وفي حال إعلان حالة الطوارئ، يستطيع ترامب أخذ جزء من ميزانية وزارة الدفاع لتغطية مصاريف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك. وهي حدود يبلغ طولها 3 آلاف كلم، منها 1100 كلم مسيّجة بجدار وأسلاك شائكة، لكن هذا القسم يحتوي على فتحات تتم من خلالها عمليات تهريب وتسلل. وقد بدا ترامب، في خطابه، مستعداً لمواصلة السعي للوصول إلى حل للأزمة. وفي محاولة لإظهار مرونة في خطابه، والذي استغرق عشر دقائق، قال: «بناء على طلب الديموقراطيين سيكون سياجاً حديدياً وليس جداراً أسمنتياً»، مطالباً الكونغرس بمنحه 5.7 مليار دولار هذا العام للجدار. لكنه، وبعد الاصطدام بتعنت المعارضين، عاد وأوضح أمس أنه لم يعلن الطوارئ في الخطاب «لأني أعتقد أننا لا بد أن نتوصل إلى اتفاق. لكن إذا لم يحدث قد أسلك هذا الطريق». وهدد بأنه في حال لم يتوصل مع الكونغرس إلى اتفاق في شأن التشريع للتمويل الحكومي فسيلجأ إلى «طريقة مختلفة»، وقال قبيل اجتماعه إلى مشرّعين جمهوريين من مجلس الشيوخ لتأكيد دعمهم: «أملك الحق المطلق في إعلان الطوارئ على المستوى الوطني إن أردت».
وكان الرئيس الأميركي، في خطابه، قد كرر الحديث عن «أزمة أمنية متنامية على الحدود الأميركية ــ المكسيكية»، متسائلاً عن «حجم الدماء الأميركية الأخرى التي ستراق قبل أن ينجز الكونغرس هذه المهمة»، كما جدد التأكيد على أهمية الجدار لإبعاد المهاجرين غير الشرعيين ومنع دخول المخدرات وإيقاف الجرائم. لكن الديموقراطيين يواجهون تحرك البيت الأبيض، ليس بمعارضة مواد الإنشاء فحسب، وإنما حجم المشروع الذي قد تصل كلفته إلى 24 مليار دولار على المدى الطويل. وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، على خطاب الرئيس في خطاب تلفزيوني، ظهر فيه إلى جانبها زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. ورأت بيلوسي أن ترامب يحتجز الأميركيين «رهائن» بواسطة الإغلاق، مستنكرة «إجبار دافعي الضرائب الأميركيين على إهدار مليارات الدولارات على جدار باهظ التكلفة وغير فعال... جدار طالما وعد بأن تدفع المكسيك ثمن بنائه». يذكر أن أزمة الإغلاق تسببت بتوسع الخلاف داخل مجلس الشيوخ، ما أسقط، أمس، تشريعاً في شأن الشرق الأوسط ينص على دعم إسرائيل وتجريم مقاطعيها ومعاقبة سوريا.