أمريكا تقف خلف الأزمة الصينيّة ـ الكنديّة.. ما خفايا اعتقال مينغ

أمريكا تقف خلف الأزمة الصينيّة ـ الكنديّة.. ما خفايا اعتقال مينغ

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٤ ديسمبر ٢٠١٨

الاقتصاد والمال متجذّرٌ في كلّ شيء، وفي عصرِ المعلوماتِ ليس أنسب من التكنولوجيا كي تكون سبباً اقتصاديّاً كبيراً لاندلاعِ أزماتٍ عالميّة وظهور ملامح حروب باردة بين قوى كبرى.
يرى مختصّون في الاقتصادِ أنَّ أزمةَ اعتقال مينغ وانتشو المديرةُ الماليّة لمجموعةِ هواوي الصينيّة العملاقة للاتّصالات في كندا ذات أبعادٍ سياسيّة.
وفي سياقِ التّهمة التي اعتُقلت المذكورةُ بسببِها هي أنّها متواطئةٌ في احتيالٍ مُفترض يستهدفُ الالتفافَ على العقوباتِ الأميركيّة المفروضة على إيران، من خلالِ بيع طهران معدّاتٍ تكنولوجيّة.
مينغ أنكرت التآمر في الاحتيالِ على حسابِ مؤسّساتٍ ماليّة كثيرة، ويرى مراقبونَ آخرون أنَّ كلّ متّهمٍ بالتحايلِ على العقوباتِ الأمريكيّة على إيران قد يكونُ معرّضاً للاعتقالِ في عواصم العالم التي تنفذ إليها واشنطن ككندا.
الصينيّونَ ردّوا على اعتقالِ مينغ باعتقالِ الدبلوماسيّ الكنديّ السابق مايكل كوفريغ الذي يعملُ لصالحِ منظّمةِ "مجموعة الأزمات الدوليّة".
مراقبونَ لهذا الملفّ قالوا: "إنّه كانَ بإمكانِ بكين اعتقال دبلوماسيٍّ رسميٍّ على رأسِ عملِهِ؛ أي يتبعُ لمنظّمةٍ حكوميّة، لكن بما أنَّ مينغ هي شخصيّةٌ اعتباريّةٌ اقتصاديّةٌ في الصين ولا تتبوّأ منصباً رسميّاً كان الردُّ بحجمِ الحدثِ من قِبَلِ الصينيّين".
ويضيف هؤلاء أنَّ شركة هواوي باتت تتمتّع بشهرةٍ كبيرةٍ في العالمِ بشكلٍ عام وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وأرباحُ الشركة بلغت مستوياتٍ قياسيّة، وهو ما أزعجَ إدارة ترامب الناقمة على الصين أساساً، إذ سرت مخاوفُ بأنْ تكونَ تلك الشركةُ العملاقةُ العابرةُ للحدودِ أداةً لمساعدةِ إيران المحاصرة أمريكيّاً.
يُربَطُ مع تلكَ المخاوِف الموقف السياسيّ للصين إزاء عددٍ من الملفّات وأبرزها الملفّ السّوريّ، إذ تُشكّلُ بكين حليفاً للروسيّ والسوريّ هناك، وتتمتّعُ بكين بعلاقاتٍ ممتازةٍ في جميعِ النواحي مع دمشق، هذا ينسحبُ على طهران أيضاً.
في حين رأى متابعونَ آخرونَ أنَّ واشنطن كانت ترغبُ في استجوابِ مينغ على أراضيها، لكنَّ انتشارَ أخبار اعتقالها في كندا أنقذها من نقلِها إلى واشنطن، حينها من يدري ما كان سيحدثُ بين الولاياتِ المتّحدة والصين، استجوابُ مينغ على الأرضِ الأمريكيّة ووجودها هناك مُعتقلة سيكونُ ورقةَ ابتزازٍ على الصين، وسيكونُ إهانةً للدولة الاقتصاديّة الأقوى في العالم، هذا سيفقدُ رجالُ الأعمالِ الصينيّون ثقتهم بحكومتِهم أيضاً؛ لأنَّ أياً منهم سيكونُ معرّضاً لِمَا تعرّضت له مينغ.
أسيا