وصول مئات الإرهابيين الأجانب من اليمن إلى إدلب عبر تركيا

وصول مئات الإرهابيين الأجانب من اليمن إلى إدلب عبر تركيا

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠١٨

في الوقت الذي تبذل فيه كل الجهود من أجل إخراج الإرهابيين المسلحين الأجانب من سورية، وفق الاتفاقات التي جرت وتجري بين سورية وحلفائها والدول الضامنة والراعية لعملية التسوية في سورية، كشفت مصادر خاصة في إدلب أن نحو 400 مسلح يتبعون لتنظيم "القاعدة" وصلوا إلى محافظة إدلب عبر الحدود التركية خلال الشهرين الأخيرين.
وقالت المصادر لوكالة "سبوتنيك": "إن أكثر من 400 مسلح جميعهم من جنسيات أجنبية يتبعون لتنظيم القاعدة الإرهابي، وصلوا إلى محافظة إدلب تباعا خلال الشهرين الأخيرين، مرورا بالأراضي التركية، وعبر بلدتي أطمة وسرمدا الحدوديتين، وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المسلحين وفدوا على شكل مجموعات صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين 8 و15 شخصاً، ونقلت المصادر عن أوساط المسلحين السوريين في المنطقة، ما وصفته بـ"المعلومات المؤكدة" عن إستجلاب هؤلاء من الجمهورية اليمنية برعاية إحدى الدول الإقليمية.
هل لدى الجهات السورية المختصة مثل هذه المعلومات وهل هي فعلاً مؤكدة؟
 
كيف دخل هؤلاء المسلحون إلى الأراضي السورية؟ وفي حال تأكد تورط تركيا في تمريرهم هل ستتم محاسبتها؟
 
ماهي المهام الحقيقية الموكلة إلى الإرهابيين الأجانب مع العلم أن هناك الآلاف منهم في إدلب؟
 
هل يتم التحضير لمواجهة ما، ما استدعى جلب أعداد أكبر وذات خبرات في القتال وحروب العصابات؟
 
هوية عناصر هذه المجموعات وإلى أي بلدان ينتمون؟
 
حول حقيقة هذه المعلومات وكيف تم دخولهم إلى سورية وعبر أي جهات تم تنسيق وصولهم إلى إدلب يقول الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي العميد علي مقصود:
"لا شك بأن أمريكا وبعض الحلفاء الأمريكيين عندما لاحت في الأفق الخاتمة النهائية لمعركة البادية السورية وآخر معاقلهم في تلول الصفا، حاولوا إعاقة تقدم الجيش السوري بدأت أمريكا بسلسلة من الإعتداءات الإرهابية على بعض بلدات وقرى شرق الفرات، هذه الأعمال كانت على علاقة بمدينة إدلب لأن الرهان كان على جبهة النصرة بأن يكون لديها القدرة على مواجهة الدولة السورية والعودة بالأوضاع إلى المربع الأول بتهديد الدولة السورية وإسقاط الجيش السوري، فقامت أمريكا مع بعض الدول الإقليمية وعلى راسهم  تركيا بإستقدام إرهابيين إنضموا إلى مايسمى بحراس الدين وإنضموا إلى حركة التوحيد.
 
في الحقيقة أتو بهؤلاء الارهابيين من اليمن الشقيق لتهديد أمن سورية ولإظهار عامل القوة للمجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بجبهة "النصرة" لكي يحولوا دون قيام العملية العسكرية في مدينة إدلب، إستقدموا المجموعات الإرهابية المسلحة والمرتبطة بتنظيم القاعدة لأنهم يعولون عليهم كونهم يمتلكون كفاءات وخبرات قتالية خاصة في سرمدا وأطمة، والهدف الحقيقي من ذلك هو تهديد الأحياء الغربية لمدينة حلب، وبالتالي منع  إكتمال الطوق الذي كان يحاول الجيش أن يقيمه بمحيط المنطقة المحيطة بمنزوعة السلاح، وبالتالي أن يكون هناك هجوماً من ثلاثة محاور على مواقع الجيش السوري، ومنع خروج المسلحين وإلقاء السلاح.
 
هذه المجموعات ومن معها من الفصائل الأخرى وجبهة النصر هم من يقومون حالياً بالإعتداءات وعمليات السيطرة على طريق حلب اللاذقية وقطعه بشكل كامل ، ومن هنا نفهم محاولة تركيا عبر الإدعاء وتسريب معلومات بأن القيادة العسكرية التركية أبلغت قيادات المجموعات المسلحة بأن الجيش التركي سيكون على الحياد فيما إذا بداء الجيش العربي السوري عمليته العسكرية".
أما بالنسبة لهوية الإرهابيين القادمين مؤخراً إلى سورية وعن المهام الأسياسية الموكلة إليهم والهدف منها يقول العميد مقصود
 
"في الحقيقية لايوجد توصيف وتصنيف لأعداد هذه المجموعات التي تم إستقدامها من اليمن الشقيق، ولكن ماهو موجود من أسرى لدى قوات سورية الديمقراطية، ثبت أن هناك فرنسيين وألمان وسعوديين ومن الإيغور والتركستان ومن اكثر من دولة أخرى، ولكن المعارضة القوية للتعامل والتحقيق مع هؤلاء تأتي من طرف الدول الغربية التي أصيبت بهذه اللعنة وبدأت في فرنسا وهذه الإضطرابات قد تشكل في المستقبل بيئة مثالية لهذه المجموعات الإرهابية، وستشكل تهديداً لكل دول أوروبا، وأنا أقول أن معركة إدلب وهذه المعارضة وعمليات التصعيد من قبل الدول الغربية وعلى راسهم الولايات المتحدة تأتي بهذا السبب أيضاً  لأن خشية من ارتداد هذه المجموعات الإرهابية ، وبنفس الوقت الخوف من حسم المعركة المفصلية في إدلب، والتي تعني بأن الطريق ستكون بإتجاه شمال شرق سورية، أي التوجه الميداني سيكون حيث الوجود الأمريكي غير الشرعي، والذي بدأ يواجه إستحقاقات المقاومة، وتفككيك قوات سورية الديمقراطية بخروج فصائل وتيارات من قبل القبائل والعشائر، إذاً المشهد بشكل عام في الدول الغربية على رأسهم أمريكا تعمل بكل قوة لتمنع القيام بالعملية العسكرية، وكان لتركيا دوراً محورياً بما وظفته أمريكا للمماطلة والتسويف واللعب عبر إتفاقيات أستانا وسوتشي لتأخير هذه العملية وبالتالي تتحول امريكا إلى مايسمى بألف الانساني لان الولايات المتحدة بناء على توصيات من البنتاغون والإستخبارات الأمريكية أنها خسرت كل معاركها السياسية والعسكرية لذا عليها أن تنتصر وتكسب المعركة الإنسانية ومن هنا نراها تعمل على إدخال حلفائها في اللجنة الدستورية ولكن أؤكد بأنه لا فرصة لأي من هذه السيناريوهات التي تعمل أمريكا على تحقيقها، ونحن أمام لحظات أن تنطلق في أي ساعة عملية إدلب وربما شمال شرق سورية سيشهد عمليات مقاومة في الوقت القادم".