أردوغان ملوّحاً بالتحقيق الدولي: ابن سلمان لم يُواجَه بالأدلة

أردوغان ملوّحاً بالتحقيق الدولي: ابن سلمان لم يُواجَه بالأدلة

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٤ ديسمبر ٢٠١٨

عبّرت تركيا، أمس، عن امتعاضها من التعامل الدولي مع حضور محمد بن سلمان في «قمة العشرين»، مُجددّة تلويحها باللجوء إلى الأمم المتحدة لطلب تحقيق دولي. تحقيق لا يبدو ـــ إلى الآن ـــ أنه يحظى بتزكية غربية، في ظلّ التمسك الأميركي ـــ البريطاني بصدقية التحقيق السعودي
أنهى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، جولته العربية، من دون أن يعرّج على المملكة الأردنية، التي كانت راجت أنباء عن أنها ستستقبله بعد إنهاء زيارتَيه إلى كلّ من الجزائر وموريتانيا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أردني، أمس، قوله إن «الحجوزات الفندقية للوفد المرافق لولي العهد السعودي في الأردن أُلغيت بالكامل». وفيما لم يحدّد المصدر أسباب تأجيل الزيارة، أو موعداً جديداً لها، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الإرجاء سيكون لأيام قليلة. ومن شأن هذا التطور أن يطرح مزيداً من علامات الاستفهام حول جولة ابن سلمان التي غابت عنها دول رئيسة حليفة للسعودية، في استثناءات رسمت شكوكاً كثيرة، لم يأتِ الإلغاء المفاجئ للقاء ولي العهد بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلا ليضاعفها.
وإلى جانب تلك الشكوك التي تدور حول حذر محتمل لا يزال حلفاء الرياض وأصدقاؤها يلزمونه تحسّباً لمآلات قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تتتالى المعلومات التي تعيد توجيه أصابع الاتهام بالمسؤولية عن مقتل الأخير إلى ولي العهد، على رغم الإلحاح الأميركي المتواصل على براءته. وفي آخر هذه المعطيات، نشرت قناة «سي إن إن» الأميركية محادثات بين خاشقجي وبين الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز، المقيم في كندا، يصف فيها الأول، ابن سلمان، بـ«الوحش الذي يحب القوة والقمع ويحب إظهارهما»، قائلاً عنه إنه «كلما التهم ضحايا، كلما أراد أن يلتهم أكثر»، وإنه لا يمانع حصد أي كان، بِمَن في ذلك مؤيدوه، في طريقه إلى السلطة. ونقلت القناة عن ابن عبد العزيز قوله إنه «كان وخاشقجي شرعا في التخطيط لإطلاق حركة شبابية عبر وسائط التواصل الاجتماعي لمحاسبة النظام السعودي»، وإن «قرصنة هاتفه كان لها دور كبير في ما حدث لجمال».
على خط مواز، واصل حلفاء السعودية الغربيون محاولاتهم التظاهر بالحزم في مواجهة ولي العهد. وفي هذا الإطار، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أنها شددت أمام ابن سلمان، على هامش لقائها به في «قمة العشرين»، على «أهمية ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جريمة قتل خاشقجي، وأن تتخذ السعودية خطوات لبناء الثقة لضمان عدم حدوث مثل هذا العمل الفظيع مرة أخرى». كذلك أعلنت أنها حثّت ولي العهد على «ضمان تعاون السعودية تماماً مع السلطات التركية، والعمل في اتجاه اختتام كلا التحقيقين على النحو المقبول». خاتمة تبدو أقرب إلى التمنيات، في ظلّ استمرار حالة الإنكار السعودية، والتي جدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التعبير عن انزعاج بلاده منها، قائلاً إنه «لو سنحت لي الفرصة لكي أرد على ولي العهد السعودي في قمة العشرين لواجهته بالأدلة». وكرّر أردوغان، في حديث إلى الصحافيين أثناء توجّهه إلى فنزويلا، التلويح باللجوء إلى الأمم المتحدة لتحريك القضاء الدولي، مطالباً السعودية بالتوقّف عن المماطلة، ومُوجّهاً إليها التساؤلات المعتادة حول حقيقة الآمر بقتل خاشقجي، ومكان جثة الأخير، وهوية المتعاون المحلي الذي تقول الرياض إنه تسلّمها.