حرائق كاليفورنيا: فُتِحت أبواب الجحيم

حرائق كاليفورنيا: فُتِحت أبواب الجحيم

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠١٨

ارتفعت حصيلة ضحايا أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا إلى 25 قتيلاً، بعدما عثر عناصر الإنقاذ، يوم أمس (السبت)، على جثتين في مدينة ماليبو، وفق ما أكدت اليوم صحيفة «نيويورك تايمز». إلا أن الأمل لا يزال ضئيلاً في السيطرة على الحرائق في أيّ وقتٍ قريب؛ إذ أفادت «خدمة الأرصاد الجوية الوطنية» أنها تتوقع استمرار الرياح العاتية والأجواء الجافة في الولاية الأميركية حتى نهاية الأسبوع.
وفي أحدث التطورات بشأن الحريق الذي انتشر في أكثر من أربعين ألف هكتار من الأراضي ودمر زهاء 7 آلاف مبنى، قال الناطق باسم إدارة الغابات ومكافحة الحرائق في كاليفورنيا، سكوت مكلين، إن السلطات عثرت على 14 جثة إضافية في بلدة بارادايس على بعد نحو 145 كيلومتراً إلى الشمال من سكرامنتو. وهي المدينة التي خلّف حريق ما سُمّي بـ«كامب فاير» (Camp Fire) دماراً كبيراً فيها.
ووفق مكلين، تمّت حتى الآن السيطرة على 20 في المئة من الحرائق، فيما تحدّثت وسائل إعلام أميركية عن إصابة ثلاثة من أكثر من 3200 عنصر إطفاء تم نشرهم بجروح. 
«كامب فاير» تحرك سريعاً
الحريق بدأ في وقتٍ مبكر من يوم الخميس الماضي، وهو الأشدّ بين عدة حرائق أجّجتها الرياح في أنحاء كاليفورنيا خلال عام، يعدّ من أسوأ أعوام حرائق الغابات في الولاية، و«الأكثر بطشاً» في تاريخ الولايات المتحدة. يومذاك، تم إصدار أوامر بإخلاء المناطق الأكثر عرضةً للتضرر، والتي يقطنها أكثر من 52 ألف شخص. 
وبحلول يوم الجمعة، قال مسؤولون إن الحريق تحرّك سريعاً باتجاه ضواحي مدينة تشيكو، على بعد 90 ميلاً إلى الشمال من ساكرامنتو، وأجبر الآلاف على الفرار من المدينة، بعدما أتى على بارادايس القريبة. وهي البلدة التي احترق فيها أكثر من 6700 مبنى، بينها مستشفى ومحطة بنزين وعدة مطاعم، تحوّلت بأغلبها إلى حطام متفحّم. إذ إن باراديس تقع على منحدر جبلي ولا توجد في محيطها سوى طرق محدودة للفرار.
على الأرض، تفحّمت السيارات وخطوط الطاقة، في حين غطّت سحب الدخان سماء لوس آنجلس حيث حُجبت أشعة الشمس. لكن بعض المزارعين خالفوا مناشدة السلطات لهم وعادوا ليتفقدوا مواشيهم التي نفقت أعداد كبيرة منها. وفي جنوب ولاية كاليفورنيا، أجبر الحريق، السلطات على توسيع نطاق أوامر الإخلاء الإجبارية لتشمل مدينة ماليبو بأكملها، تلك التي يقطن فيها الكثير من المشاهير. وشملت أوامر الإخلاء 75 ألف منزل في مقاطعتي لوس آنجلس وفينتورا.
في مقلبٍ آخر، ذكرت صحيفة «ساكرامنتو بي» أن السلطات المحلية المسؤولة عن إمدادات الطاقة أبلغت مسؤولي الولاية بأنّ الطاقة انقطعت عند المنطقة التي اندلع فيها الحريق. إلا أنها لم تفِد حتى الآن بصدور أي تفسير رسمي يبيّن سبب اندلاع الحرائق.
استياء من موقف ترامب
واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يشارك في مراسم إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى في فرنسا، انتقادات واسعة إثر رد فعله الذي افتقد إلى التعاطف حيال الدمار الذي لحق بكاليفورنيا. وقال ترامب عبر «تويتر» إنه «لا شيء يبرر هذه الحرائق الهائلة والدامية في كاليفورنيا، سوى أن الغابات لا تُدار بشكلٍ مناسب»، معتبراً أن «مليارات الدولارات تُمنح كل عام، غير أن هناك عدداً كبيراً من الوفيات، كل ذلك بسبب سوء إدارة الغابات». وتابع قائلاً: «عالجوا هذا الأمر الآن، وإلا لن تحصلوا على مزيد من الأموال الفدرالية». وهو ما دفع برئيس منظمة «عناصر الإطفاء المحترفين في كاليفورنيا»، برايان رايس، إلى التنديد بتغريدة ترامب، التي اعتبر أنها مبنية على «معلومات خاطئة وفي وقتٍ خاطئ، ومهينة بحق الأشخاص الذين يعانون وبحق الرجال والنساء في الخطوط الأمامية»، الذين يكافحون الحرائق. ورأى رايس أن تصريحات الرئيس بأن سياسات الغابات لا تُدار بشكلٍ مناسب هي «خاطئة بشكلٍ خطير». 
في محاولة منه لتليين مواقفه وتصريحاته القاسية، سعى ترامب، لاحقاً، إلى إظهار مزيد من التعاطف. وكتب على «تويتر»: «قلوبنا مع الأشخاص الذين يكافحون الحرائق»، ومع الذين تم إجلاؤهم وعائلات الضحايا.