محاولة للخروج من المأزق: تمديد الفترة الانتقالية لـ«بريكست»؟

محاولة للخروج من المأزق: تمديد الفترة الانتقالية لـ«بريكست»؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٨ أكتوبر ٢٠١٨

استضافت بروكسيل، أمس، قمة الاتحاد الأوروبي رُكّز خلالها على مناقشة قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي يواجه مساراً صعباً يعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي بين الجانبين
أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن ثقتها في إمكانية التوصل إلى اتفاق في شأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، على رغم الجمود الحالي في شأن قضية حدود إيرلندا الشمالية. وفور وصولها إلى بروكسيل، أكدت ماي أنّ التوصّل لاتفاق في شأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي «ممكن»، معتبرة أنّ «الوقت حان» لإبرام اتفاق في شأن «بريكست». وقالت إنه «من خلال العمل بشكل مكثّف ووثيق يمكننا التوصّل إلى هذا الاتّفاق»، مضيفة أنها تعتقد «أنّه من الممكن التوصّل إلى اتّفاق وأن الوقت قد حان للقيام بذلك».
وعقدت القمة التي تنتهي اليوم في وقتٍ أفادت مصادر دبلوماسية بأن قادة الاتّحاد الأوروبي يعتبرون أن الوقت ما زال متاحاً للتوصّل إلى «اتّفاق جيّد مع لندن في شأن بريكست»، وأنّهم «مستعدّون لمساعدة ماي إذا ما قدّمت لهم اقتراحات خلّاقة للخروج من الأزمة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن دبلوماسيين أوروبيين قولهما: إن «أحد اقتراحات الحلول تقدّم بها كبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي حول بريكست ميشال بارنييه، ويقضي بتمديد الفترة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لمدة سنة، بهدف حلحلة المفاوضات بين الطرفين». وتابع المصدر نفسه أن احتمال تمديد الفترة الانتقالية لسنة للتفاوض حول العلاقة المستقبلية بين لندن وبروكسيل يهدف خصوصاً إلى حل مسألة الحدود بين إيرلندا الشمالية وإيرلندا وهو أبرز موضوع خلافي في المحادثات. والنقطة الشائكة هي كيفية الحفاظ على الحدود البرية بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي مفتوحة بعد أن تخرج بريطانيا من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي.
من جهتها، أكّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبيل ساعات من انطلاق القمّة، أنّ «الفرص لا تزال متاحة للتوصّل إلى اتّفاق خروج يكون جيّداً وقابلاً للاستمرار في آن معاً». وكانت أجواء التشاؤم قد سادت على القادة الأوروبيين، فقد صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، بأن «غياب اتفاق بين لندن وبروكسيل بات أمراً مرجحاً أكثر من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن «البريكست أكثر تعقيداً مما يتصوره البعض»، وأنه «على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لسيناريو خروج بريطانيا منه من دون اتفاق يحكم العلاقات التجارية والمالية والاقتصادية بين الجانبين». كما صرحت ميركل أنه «للأسف علينا الاستعداد لكافة السيناريوات بما فيها البريكست الصعب. بينما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه «على رغم اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق إلا أن فرنسا مستعدة لجميع السيناريوات».
أما المستشار النمسوي سباستيان كورتس، الذي تتولي بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فقد صرح بأنه «لا بديل أمام بريطانيا والاتحاد الأوروبي غير التوصل إلى اتفاق»، مؤكداً أن الجميع يقوم بكل ما في وسعه من أجل تجنب وقوع «بريكست صعب». ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفيني، قوله إن «ما قاله ميشال بارنييه بوضوح هو أنّ الجانب الأوروبي مستعد لإعطاء مزيد من الوقت خلال الفترة الانتقاليّة لإيجاد حلّ بديل عن ذلك الموجود حالياً على الطاولة». لكنّ دبلوماسياً أوروبياً قال إنّ «هذا ليس حلّاً قائماً بذاته. هذا لن يحلّ بطريقة عجائبيّة مشكلة الحدود. كل ما قاله هو أنّه من بين الفرضيات المطروحة تم الدفع قدماً بهذه». ووفق دبلوماسي أوروبي آخر فإنّ هذا المقترح «ليس مطروحاً فعلياً على طاولة المفاوضين»، مشيراً إلى أنّ هذا الاقتراح دونه مشكلة سياسية بالنسبة إلى المملكة المتّحدة التي سيكون عليها احترام قواعد الاتّحاد الأوروبي في حين أنّها لن تكون عضواً في الاتّحاد.
يبدو أن لندن وبروكسيل باتا قريبين من الوصول إلى اتفاق، إذ نجحتا بالفعل في الوصول إلى نص أولي تم إقراره من قبل القادة الأوروبيين في كانون الأول/ ديسمبر 2017 يتضمن الخطوط العريضة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غير أن الدخول في التفاصيل يبدو أكثر تعقيداً وهو ما عرقل وصول الجانبين إلى اتفاق حتى الآن، بعد مرور عشرة أشهر على الاتفاق الأول.