الرياض ستشتري القبة الحديدية من "اسرائيل" وعلاقات "الصداقة " تجمعهم!

الرياض ستشتري القبة الحديدية من "اسرائيل" وعلاقات "الصداقة " تجمعهم!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٨ سبتمبر ٢٠١٨

تختلِف عاقلان بأنّ تساوق المصالِح بين الكيان الصهيوني والسعوديّة، وتحديدًا في الموقف العدائيّ والعدوانيّ من إيران، دفع قدمًا العلاقات السريّة بينهما.
وباتت هذه السياسة المُحفّز والمُحرّك لسياستهما في منطقة الشرق الأوسط، علاوةً على علاقاتٍ مع دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ تُنعَت في القاموس الإسرائيليّ- الأمريكيّ "بالدول السُنيّة المُعتدلِة" وتشمل العديد من الدول التي لا تُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع كيان الاحتلال.
وبحسب موقع القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ فإنّ الإعلام السويسريّ كشف تفاصيل عن “الحلف السريّ بين تل أبيب والرياض، وبموجبه تدرس السعودية شراء أسلحةٍ وعتادٍ من الكيان الصهيوني، وفي مُقدّمتها منظومة الدفاع “القبّة الحديديّة”، بهدف صدّ الصواريخ التي يقوم أنصار الله بإطلاقها باتجاه الأراضي السعوديّة، ولفت الموقع العبريّ إلى أنّه بحسب صحيفة (باسلر تسيتونغ) السويسريّة فإنّ السعوديّة وكيان الاحتلال يُقيمان تحالفًا سريًا من أجل منع التمدّد الإيرانيّ في الشرق الأوسط "حسب زعمهم".
وكشفت الصحيفة السويسريّة تفاصيل عن الحلف السريّ بينهما، وجاء في التقرير الذي اعتمد على مصادر رفيعة في العاصمة السعوديّة، بأنّ السعودية تدرس بجديّةٍ شراء منظومات أسلحة من كيان الاحتلال، مُضيفةً أنّه على الرغم من عدم وجود علاقاتٍ رسميّةٍ بينهما، فيوجد بينهما تعاونًا مُكثفًا في المجال العسكريّ، وذلك بهدف "وقف الخطّة الإيرانيّة" القاضيّة بالسيطرة على مناطق أخرى في الشرق الأوسط، كما زعم المصدر السعوديّ للصحيفة السويسريّة.
علاوةً على ذلك، شدّدّ الموقع العبريّ، نقلاً عن التقرير السويسريّ، على أنّ السعوديّة معنيةٌ جدًا في شراء أسلحةٍ إسرائيليّةٍ، وبشكلٍ خاصٍّ منظومات دفاع عن الدبابات، بالإضافة إلى منظومة “القبّة الحديديّة”، وذلك لدرء خطر الصواريخ اليمنيّة التي تُطلق إلى أراضيها من قبل جماعة أنصار الله .
كما كشفت الصحيفة النقاب عن سلسلةٍ من اللقاءات جمعت عسكريين إسرائيليين وسعوديين بهدف تعزيز التعاون بينهما، كما لفتت الصحيفة، نقلاً عن مصادر في الرياض، إلى أنّه في الفترة الأخيرة اجتمع قادة سابقين في المخابرات السعوديّة مع نظرائهم من الكيان وناقشوا سويّةٍ السياسة الأمريكيّة في المنطقة.
وكانت مصادر إسرائيليّة كشفت نقلاً عن مصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن النقاب عن أنّ أمريكا تسعى وبخطىً حثيثةٍ إلى تشكيل حلفٍ غيرُ رسميٍّ بين عدّة "دول عربيّةٍ مُعتدلةٍ" في المنطقة إضافة للكيان الصهيوني، وذلك بهدف مواجهة ما يُطلق عليه في واشنطن وتل أبيب "محور الشر"، والذي يضُم إيران وسوريا وحزب الله.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أليكس فيشمان، إنّه في المرحلة الأولى لا يتحدّث الأمريكيون عن حلفٍ دفاعيٍّ إقليميٍّ في الشرق الأوسط على شاكلة حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، بل إنهم يُشدّدون على إنشاء تعاونٍ بين هذه الدول في مجال تبادل المعلومات الأمنية والتقديرات واللقاءات.
وأكّد المُحلّل على أن أمورًا عميقةً تجري وراء الستار بين الرياض وتل أبيب، مُرجحًا أنْ تنتقل إلى العلن، مُوضحًا أنّ التعاون السعوديّ الإسرائيليّ هو حسّاس للغاية، ولكنّ الإدارة الأمريكيّة تعرف جيدًا أنّ أيّ تعاونٍ بين تل أبيب ومجموعة من الدول العربيّة، يكون مرتكزًا على السعوديّة يُبهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنّ الأخير يُؤمن بأنّ هذا التعاون يحمل في طيّاته أهميةً أمنيّةً للدولة العبرية، على حد قوله.
ورأى فيشمان أنّ الإدارة الأمريكيّة لا تُعوّل على مصر التي تصفها بنصف الدولة، ولكنّها بموازاة ذلك تسعى إلى ضم كلٍ من قطر والبحرين إلى هذا الحلف غير الرسمي، الذي قرر الأمريكيون تشكيله أولاً وأخيرًا في مواجهة التهديد الإيراني، الذي يقُض مضاجع جميع الدول العربيّة المذكورة، وبطبيعة الحال الكيان الصهيوني الغاصب، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدول التي خطط الأمريكيون لإدخالها في هذا الحلف، يجمعها أيضًا منع تهريب الوسائل القتاليّة من ليبيا إلى مصر وسيناء، ومن السودان إلى سيناء والقطاع، والى سيناء وغزّة، كما نقل نقلاً عن مصادره الأمنيّة "واسعة الاطلاع" في تل أبيب.
على صلةٍ بما سلف، كشف المُستشرِق الإسرائيليّ، "د. إيدي كوهين"، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ العلاقات بين الرياض وتل أبيب ازدادت زخمًا مع طرح المُبادرة السعوديّة في العام 2002، لافتًا إلى أنّ لقاءات غيرُ رسميّةٍ تتّم بين الطرفين وأنّ العلاقات تحسّنت وتطورّت جدًا في العام 2015، وأنّه تمّ عقد لقاءاتٍ رسميّةٍ بين ممثلين من الرياض وتل أبيب.
وشدّدّ المُستشرِق، في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم)، على أنّ المُحرّك الرئيسيّ لتطوّر العلاقات بين الطرفين هو مُعارضتهما التامّة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافتًا إلى أنّه نُشر في الماضي عن زيارةٍ قام بها رئيس الموساد الأسبق، مئير داغان إلى السعوديّة، واختتم قائلاً إنّه في السنتين الأخيرتين وصلت العلاقات بين السعوديّة والكيان الصهيوني إلى الذروة بعد التقرير الذي أكّد عقد اجتماعٍ بين نتنياهو وولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، كما قال "د. كوهين"، وهو باحث كبير في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب.